تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ملتقى الخزف الأول: الخزف يحكي قصة الحضارة والعراقة

ثقافة
الثلاثاء 26-3-2013
فاتن دعبول

لاتزال ورشات العمل مستمرة في قلعة دمشق، لملتقى الخزف الأول بمشاركة العديد من الفنانين التشكيليين إلى جانب طلاب معهد الفنون التطبيقية، وفي زيارة ميدانية للثورة كانت لنا اللقاءات التالية:

الملتقى... قفزة نوعية تقنية‏

طارق السواح، مدير معهد الفنون التطبيقية يرى أن التجربة ناجحة، رغم الظروف الجوية، وما تعانيه البلاد من آثار الأزمة، فهذا بحد ذاته يشكل تحدياً كبيراً، ومن يطلع على أعمال الفنانين يجدها وقد قطعت أشواطاً بإتجاه تكاملها لكن اللافت في الأمر هو استخدامنا للطينة المحلية، بعد تطويرها، وكنا سابقاً نستوردها بأسعار باهظة، وقد أعطت نتائج تفوق المستوردة بتحملها للحرارة وبنتائجها المتميزة، وتوقف بدوره عند أهمية التقاء الفنانين التشكيليين مع طلبة المعهد، والخبرة الكبيرة التي اكتسبوها سواء على صعيد التقنية أو على صعيد الناحية التعليمية، مادفع ببعض الطلاب إنجاز أعمال متميزة، وأهمية أن يتحول المعهد إلى كلية أو ضاف إليه اختصاصات جديدة لفنون كادت تندثر كالبروكار والعجمي، وبانتظار استلام المعهد الجديد في قدسيا، للبدء بالعمل فيه بشكل أفضل...‏

أهمية وجود جمعية للخزفيين‏

ويقف وائل الدهان، خزاف ورئيس قسم الخزف بمعهد الفنون التطبيقية، أن الخزف بحاجة إلى تطوير ونقله من الطابع الخدمي الذي لازمه إلى مادة تشكيلية، ولا شك نحن نفتقد لأكاديمية لهذا النوع من الفنون وخصوصاً أن هذا النوع من الفنون يحتاج تجهيزات خاصة من «ورشة، فرن، وأدوات» وما نتمناه وجود جمعية للخزفيين ضمن نقابة الفنون لتكون مكاناً للقائهم وتبادل خبراتهم وتطوير العمل، إضافة إلى طموحنا بوجود كلية فنون تطبيقية تدرس الخزف، لئلا تكون مادة ملحقة بمادة النحت...‏

الخزف.. تاريخ وحضارة‏

الفنان رأفت ساعاتي فنان تطبيقي وتشكيلي، يجد في هذا الملتقى تبادل بعض الاجتهادات الشخصية والفنية بين الفنانين مايعطي تنوعاً في التشكيل والتكتيك، ولاشك أن لكل مجتمع طريقة في التقنية ونحن السوريين نملك تاريخاً عريقاً في هذا المجال، والدليل وجود هذه المادة في المتاحف العالمية والوطنية.. وفي هذا الملتقى نعيد إحياء هذا الفن التطبيقي الهام، علنا ندخل عليه من التطورات ما يجعله امتداداً لتلك الحضارة العريقة.‏

الفنان التشكيلي ابراهيم العواد، يرى أن الملتقى هو حدث لإلقاء الضوء على فن ربما كان متخفياً في الزوايا، وتحويل هذا الفن من خدمي إلى تحفة جميلة، وقد ظهرت في ذلك بعض المبادرات الفردية لتقريب هذا الفن من المسرح التشكيلي.. ونحن في هذا الملتقى فخورون بإحياء هذه المادة العريقة عبر التاريخ وإعادة الاعتبار له حتى يكون حاضراً دائماً، وخصوصاً أنه يعتبر من الخامات النبيلة بمكوناته جميعها، ومعجون في ذاكرة الإنسان، وهنا لابد أن نحث على استحضار المشهد البصري بكل ما يحمله هذا التراث من عراقة وحضارة والابتعاد ما أمكن عن تسطيح الفن وخصوصاً ما يتعلق بتفعيل الجانب التربوي في هذا الإطار، فنحن بحاجة إلى تنشئة جيل يملك ذاك المخزون البصري، وبالطبع تقع المسؤولية على المؤسسات الحكومية المعنية وربما هي أبعد ما تكون عن الفن..‏

الأولى في عالم الخزف‏

إميلي فرح، فنانة تشكيلية تجد متعة خاصة في صناعة الخزف وتعد أول أمرأة سورية تقوم بتشكيله بمهارة وتقنية متميزة وفي رأيها أن الألوان ذات البريق واللمعان الخاص والزخارف هي التي تمنح قيمة وجمالية كبيرة للعمل الفني.‏

ومن الفنانين المشاركين الفنان خالد فروج، مدرس في قسم الخزف، ويرى أهمية دعم هذا الفن لأهميته، وربما الملتقى هو فرصة لتبادل الخبرات بين الفنانين والطلاب، ويأمل أن تتكرر..‏

وعن عمله يقول الفنان التشكيلي وضاح سلامة، ربما يكون تحت عنوان «رومانس» بعيداً عن الأزمات والضغوطات يصنع منحوتة ممزوجة بالحب والشاعرية ليقول للعالم أجمع، أن الحياة مستمرة ولازال فيها ما يستحق أن نعيش لأجله، وخصوصاً أن مادة الطين هي مادة نبيلة وطيعة، وتستطيع أن تنقل بمكوناتها أحاسيس الفنان المتمتع بتقنية ومهنية عالية...‏

ومن الطلاب المشاركين في هذا الملتقى مصطفى أنطاكي طالب سنة ثانية، يقول أن هذا اللقاء بين الفنانين والطلاب كان فرصة لنا للاحتكاك المباشر معهم والاستفادة من خبراتهم والتعرف على تقنيات جديدة كانت دافعاً لنا لإنجاز أعمال تحمل بصماتنا ونحن لازلنا على مقاعد الدراسة وكانت مبادرة رائعة من المعهد أن نشارك في هذا الملتقى وبذلك نستطيع أن ننطلق من أرضية قوة لممارسة هذا الفن العريق.‏

والجدير ذكره، أن الأعمال جميعها ستعرض في دار الاسد للثقافة وفي مكتبة الأسد...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية