تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الثروة الحيوانية تتعرض لتدهور الإنتاجية .. غرف الزراعة: قتل ونهب العروق النادرة خسارة لا تعوض

دمشق
الثورة
محليات
الثلاثاء 26-3-2013
نبه اتحاد الغرف الزراعية السورية من تداعيات الأزمة التي تعصف بالبلاد على مستقبل تنمية الثروة الحيوانية وتدهور إنتاجيتها مما يهدد مستقبل القطعان المنتجة وغذاء الأجيال القادمة من المواطنين.

وأكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة أن الثروة الحيوانية السورية المتميزة بإنتاجها وتنوعها تمر بمأزق خطير يستدعي اتخاذ إجراءات استثنائية ويتطلب من موردي الأعلاف في القطاع الخاص رفع وتيرة عملهم والمساهمة بتوفير المواد العلفية من مصادر رخيصة، ومن المؤسسة العامة للأعلاف الخروج عن دورها التقليدي المتمثل بالتدخل في الحالات الحرجة من السنة إلى التدخل الفاعل في تأمين المواد العلفية لما تبقى من قطعان الثروة الحيوانية حيث لم يعد هناك ظرف حرج أكثر من الظرف الراهن. كذلك مطلوب من المصرف الزراعي التعاوني تمويل قروض تأمين المواد العلفية ومساعدة موردي الأعلاف من القطاعين العام والخاص في توفير التمويل اللازم لتأمين حاجة القطر من الأعلاف واتخاذ التدابير اللازمة للحد من تأثير القيود التي تفرضها الأنظمة والتي تقيد عمل المصارف.‏

وأشار المهندس قرنفلة أن أخطر ما في الأمر تعرض مراكز بحوث الثروة الحيوانية التي تمتلك مادة وراثية مهمة جداً وعروقاً محلية نادرة ولا تقدر بثمن ومن الأبقار الشامية والماعز الشامي والأغنام العواس والإبل الشامية والخيول العربية الأصيلة إلى التخريب والنهب وسرقة وقتل ما فيها من الحيوانات، وهي خسارة لا تعوض وخاصة بالنسبة للأبقار الشامية المعرضة للانقراض.‏

وأضاف قرنفلة إن الأحداث المؤلمة التي تدور في مختلف محافظات القطر حرمت قطعان الأغنام والماعز من ارتياد مناطق المراعي والاستفادة من النباتات الطبيعية المجانية، حيث أعاقت تنقل قطعان الأغنام بين مناطق التربية ومناطق الرعي. وتعذر على المربين نقل منتجاتهم من الألبان والأجبان والصوف وغيره إلى أسواق الاستهلاك، كما خفضت الأحداث الجارية من نسب تنفيذ خطط وبرامج ومشاريع وزارة الزراعة الهادفة إلى تطوير الثروة الحيوانية، بوجه عام وتنمية إنتاجية المراعي الطبيعية والأغنام بشكل خاص.‏

من جانب آخر تأثر قطاع الأبقار بشكل حاد بفعل نقص الأعلاف نتيجة خروج مصانع المواد العلفية من الخدمة بفعل التخريب الذي تعرضت له حيث توقفت معظم المصانع المنتجة لكسبة القطن وقشر القطن في حلب عن الإنتاج ، وكذلك تراجع إنتاج مطاحن الحبوب من مادة نخالة القمح، وجميعها مواد علفية أساسية في تغذية الأبقار ويتعذر تحقيق إنتاج اقتصادي من اللحم والحليب من دونها، هذا الوقت الذي تعرضت فيه مستودعات المؤسسة العامة للأعلاف في أكثر من محافظة إلى النهب والسرقة أو التخريب مما أعاقها عن توزيع حتى المقننات العلفية المقررة والتي يعتمد عليها المربون في سد جزء من حاجة قطعانهم للمواد العلفية. كما تراجعت نسب تنفيذ التحصينات الوقائية للثروة الحيوانية نتيجة عدم قدرة الفنيين البيطريين على الحصول على اللقاحات وعدم تمكنهم من الوصول إلى مناطق تواجد الثروة الحيوانية في حالات أخرى.‏

وكان لهذه العوامل آثار خطيرة تمثلت في الارتفاع المذهل في أسعار المواد العلفية حيث ارتفع سعر كيس العلف 50 كغ من 575 ليرة سورية إلى 1852 ليرة سورية. ووصل سعر كيس نخالة القمح 50 كغ إلى حوالي 1800 ليرة سورية ونتيجة هذا الوضع ارتفعت بدلات ضمان المحاصيل العلفية بنسب تراوحت بين 130 - 580٪ وفقاً لنوع المحصول والموقع وترافق ذلك بانتشار النوعيات الرديئة من الأعلاف والتي ساهمت بخفض مستويات الإنتاج حيث تراجع إنتاج أنثى الأغنام (النعجة) إلى 0.6 كغ حليب باليوم بنسبة تراجع تجاوزت الـ 70٪ مما تسبب في خفض دخل المربين، ومن الجدير ذكره أن نسب الإجهاضات لدى إناث الحيوانات الحوامل ارتفعت أيضاً إذا سجلت الأغنام نسب نفوق تجاوزت 18٪ في حالات كثيرة وهذا يفوق المعدل الطبيعي بحوالي 6 مرات فضلاً عن ظهور مشاكل صحية مكلفة.‏

هذا الواقع دفع عددا كبيرا من مربي الأغنام إلى بيع نصف قطيعه لينفق على تغذية النصف الآخر والمرعب في الأمر أن المربي يبيع في المرحلة الأولى النعاج المعمرة وضعيفة الإنتاجية ثم يبيع النعاج عالية الإنتاج مع مواليدها من إناث وذكور وجميعها تذهب للذبح. وقد انخفضت أسعار مبيع النعاج في أكثر من محافظة نتيجة زيادة المعروض منها بفعل عدم القدرة على توفير الأعلاف اللازمة لتغذيتها.‏

ومن جانب آخر ونتيجة الاستقرار الذي تعيشه محافظة طرطوس ارتفع ضغط الثروة الحيوانية عليها وانتقل كثير من القطعان للمحافظة ليخلق مشكلة أيضاً ثنائية التأثير إذ ارتفعت أسعار الأعلاف بشكل استثنائي في المحافظة بفعل زيادة عدد الأغنام بنسبة أكثر من 60٪ والأبقار بنسبة تجاوزت الـ 45٪. وترافق ذلك بزيادة تهريب الأغنام عبر الحدود إلى لبنان الشقيق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية