تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحت عنوان «شهيد الاعتدال وتداعيات الاغتيال».. ندوة حوارية في كلية الآداب الثانية بطرطوس

طرطوس
الصفحة الاولى
الثلاثاء 26-3-2013
علي يحيى صقور

بدعوة من الملتقى التطوعي للرأي والرقابة الشعبية أقيمت ندوة حوارية بعنوان « شهيد الاعتدال وتداعيات الاغتيال « في كلية الآداب الثانية بطرطوس سلطت الضوء على رمزية الشهيد العلامة البوطي بما يمثله من الإسلام الحقيقي المعتدل

في وجه « التأسلم الوهابي « في بلاد الخليج وأعوانه من التكفيريين الإرهابيين حيث كان فكره أقوى من رصاصهم وأمعن من سيوفهم فأرادوا إسكات صوته ولكنهم لم يستطيعوا إطفاء مسحة الإيمان من قلوب السوريين وتعاليم الدين السمح الذي أفنى شيخنا الراحل عمره في إرسائه ونشره بين أحبائه.‏

حيث أكد الباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ محمد علي درويش أن إصرارهم على اغتيال العلامة البوطي إنما أرادوا من خلاله اغتيال الخطاب الوطني الجامع التوحيدي وصوت الحق والاعتدال بظنهم أنهم قادرين على إسكات صوت الحق المدوي في نفوس السوريين الأحرار.‏

وأضاف الشيخ درويش أن حادثة اغتيال العلامة البوطي أراد من خلالها أعداء الأمة قطع الطريق على القوى الوطنية التي ترغب بالحوار بالإضافة إلى وقوف الشيخ الراحل في وجه فتاوى القتل والتكفير من شيوخ الناتو وعلى رأسهم القرضاوي.‏

كما أشار الشيخ درويش إلى أن كل ما يحدث في سورية هو تنفيذ مشروع « كيسنجر « الذي بدأ بعد حرب تشرين التحريرية من خلال خلق صراع طائفي ومذهبي لتفتيت المنطقة ( حرب المائة عام بين المسلمين) مؤكداً بأن مشروع (الثعلب) لن يمر كما لن نسمح بتدمير سوريا وإحراقها من الداخل وهذا يتطلب رص الصفوف وتنامي الوعي وعدم اللعب على الوتر الطائفي أو المذهبي لنجد في الحقيقة أن سورية هي الطائفة والمذهب وهي الدين وعندها يمكن أن نواجه المشروع القاتل لسورية.‏

بدوره الشيخ مصطفى محمد سليمان أكد أن من اغتال العلامة البوطي يتاجر الآن بدمه الطاهر كما يقوم بإلقاء التهم هنا وهناك وأورد الشيخ سليمان بعض الحجج الدامغة على قيامهم بفعلتهم الإرهابية، وإن كان هذا يعلمه الجميع، منها التحريض والإفتاء بقتل العلامة البوطي من ما يسمى شيخ الفتنة (القرضاوي) كما لم يبرئ المدعو (العرعور) نفسه من هذه التهمة بالإضافة إلى ما قاله خطيب مكة: ( ومكة من هؤلاء الكفرة براء) « لماذا أنتم تتحرجون من قتله .. الرجل كان صاحب بدعة وينبغي أن تفرحوا بقتله.. « وهناك مقطع فيديو على اليوتيوب تم عرضه على الإنترنت بعد حادثة الاغتيال مباشرة علماً انه مسجل منذ أكثر من خمس وأربعين يوماً ويظهر هذا المقطع محيط جامع الإيمان والإجراءات الأمنية المشددة هناك... إلى أن الكذب أصبح دينهم وديدنهم فبئساً لهم أعداء الله والإنسانية.‏

من جهته الدكتور يوسف عيسى موجه الاختصاص للتربية الإسلامية في تربية طرطوس قال لقد اغتالوه لأنه يمثل نهج الوسطية والاعتدال الذي امتاز به الشيخ البوطي وكرسه طيلة حياته كما جاء به الدين الإسلامي الصحيح وقد عرضت عليه مفاتن الدنيا بأسرها ولكنه قال: أنا إن قبلت بهذا أكون قد تركت أولادي ولا أحد يرعاهم، لأنه الأب الروحي لكل مواطن سوري.‏

وقال الدكتور عيسى أن الشيخ البوطي هو ممن انتهت حياتهم بأسمى ما يتمناه المرء لأن الشهادة هي قمة القمم وذمة الذمم وانتقال من حياة فانية إلى حياة الخلود والبقاء فقضى حياته بالإصلاح والتقوى وختم حياته بالشهادة، ونحن قوم نكرم شهدائنا لأنهم عظمائنا الذين كتبوا بدمائهم الطاهرة لنا البقاء وبتضحياتهم صنعوا الانتصارات.‏

وذكر الدكتور عيسى ما قاله الشهيد العلامة البوطي خلال آخر زيارة له إلى محافظة طرطوس مع الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف في محاضرة ألقاها حيث قال: « هم يريدون (إسقاط النظام) لا والله لا يريدون (إسقاط النظام) بل يريدون إسقاط الإسلام. وقال أيضاً .. اتهمت بأني شيخ السلطة وأنا لست مضطراً أن أجامل أو أصانع وأنا الآن فوق الأرض وعما قريب أكون تحتها ولكن والله لو كان محمد بن عبد الله بين ظهرانيهم وقال كلمة الحق لاتهموه وقالوا عنه أنه نبي السلطة « .‏

وختم الدكتور عيسى بأن استشهاد البوطي لن يزيدنا إلا عزماً وإصراراً على العيش سوية كما أحب وكما نذر نفسه وسنبقى أوفياء لنهجه وعلى اعتداله وعلى طريقة فهمه للإسلام بصورته النقية السمحة المشرقة.‏

حضر الندوة السادة نواب عمادة الكلية ورجال الدين وعدد من الفعاليات الشبابية والطلابية، وقدم المشاركون مداخلاتهم التي ركزت على سجايا شهيد الإسلام وعلى دقة المرحلة التي تشهد آخر فصول التآمر على الوطن وضرورة التلاحم والتكاتف للخروج من الأزمة والنهوض من جديد بوطن متجدد تسود فيه المحبة والتسامح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية