تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بلجيكا تعمل على منع مواطنيها من الذهاب إلى سورية للقتال مع المسلحين.. تونس تفتـح تحقيقاً بشأن وجود شبكات لتهريب الشبان بحجة الجهـاد

بروكسل - تونس
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 26-3-2013
أقرت الحكومة البلجيكية باشتراك شباب بلجيكيين في القتال إلى جانب المجموعات الارهابية المسلحة ضد سورية وأعلنت وزيرة الخارجية البلجيكية جويل ميلكيه ان بلادها تريد منع الشباب البلجيكي من مغادرة اراضيها للقتال إلى جانب جماعات اسلامية في سورية بعد نشر شهادات أهال قلقين جدا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ميلكيه قولها أمس انه تم تشكيل مجموعة عمل حول الموضوع تضم خبراء من مختلف اجهزة الدولة مدنيين وعسكريين على ان تجتمع اسبوعيا اعتبارا من اليوم بهدف تنسيق انشطة مختلف الاجهزة للحؤول دون مغادرة مزيد من المتطوعين واعادة الرعايا البلجيكيين الموجودين في سورية.‏

واقرت الصحف البلجيكية بوجود 50 إلى 80 شابا بلجيكيا يتحدرون في غالبيتهم من انتورب شمال ومنطقة بروكسل انضموا إلى صفوف المجموعات الارهابية المسلحة التي تقاتل في سورية من بينهم متطوعون هولنديون.‏

يشار إلى ان اوروبا التي سهلت ومولت وساعدت الارهابيين في الدخول إلى سورية باتت تخشى الان من عودة هؤلاء وما سيترتب على عودتهم من اخطار لتلك البلدان على غرار ماحدث في افغانستان سابقا عندما ساعدت هذه الدول ارهابيي القاعدة ومولتهم وسلحتهم وارتدوا في نهاية المطاف على من ساعدهم ومولهم.‏

النيابة العامة التونسية تفتح تحقيقاً حول وجود شبكات تهريب شباب بحجة الجهاد‏

وفي السياق ذاته أعلنت النيابة العامة التونسية أمس فتح تحقيق قضائي في مغادرة شبان تونسيين إلى سورية بحجة الجهاد والقتال مع المجموعات الارهابية المسلحة.‏

وذكرت وكالة الانباء التونسية ان فتح التحقيق يأتي اثر ما تم تناوله عبر وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمتعلق بوجود شبكات تعمل على مساعدة الشباب التونسيين في السفر إلى سورية قصد الانضمام إلى صفوف المسلحين.‏

واضافت الوكالة ان النيابة العامة دعت كل شخص عنده معلومات تتعلق بالموضوع إلى التقدم للابلاغ عنها لدى السلطات.‏

ويأتي فتح التحقيق اثر نشر وسائل اعلام تونسية هذا الشهر شهادات عدة لعائلات قالت انه تم التغرير بابنائهم وارسالهم إلى سورية بحجة الجهاد اضافة إلى تظاهر بعض هذه العائلات امام مقر البرلمان لمطالبة السلطات باعادة ابنائهم إلى تونس.‏

وتقول وسائل اعلام تونسية ان مئات من الشبان التونسيين سافروا إلى سورية من اجل الجهاد وان كثيرين منهم قتلوا.‏

والاسبوع الماضي قال شاب تونسي عائد من سورية لتلفزيون التونسية ان نحو 13 فتاة تونسية غادرن إلى سورية في اطار ما يسمى جهاد المناكحة.‏

وقال علي العريض رئيس الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية في تصريح تلفزيوني السبت الماضي ان سلطات بلاده لا يمكنها قانونا منع المواطنين من السفر خارج البلاد.‏

كاتب تونسي: ما يدفع الشباب التونسي للذهاب‏

إلى سورية هو أجهزة الاستخبارات بتمويل خليجي‏

في غضون ذلك أكد الكاتب التونسي محمد صالح مجيد ان اجهزة استخبارات عميلة ممولة بدعم خليجي هي من يقف وراء ارسال الشباب التونسي للموت في سورية مشددا على ان ترحيل بعض الشباب المتحمس إلى سورية للقتال جريمة منظمة يضع مرتكبها نفسه تحت طائلة قانون الارهاب الذي أجمع العالم على ادانته والعمل على التوقي من مخاطره.‏

ودعا الكاتب في مقال نشرته أمس جريدة الشروق التونسية الدولة التونسية إلى التحرك لمعرفة المحرض والوسيط والممول موضحا ان العقل يأبى أن يصدق أن الدولة التونسية لا تعرف بعض التفاصيل عن هذه الشبكات التي نجحت في تجنيد العديد من الشبان في تونس لما يسمى الجهاد في سورية.‏

واوضح الكاتب انه لا يمكن الحديث عن جهاد في سورية بل عن جهاز مخابراتي تشابكت خطوطه، رأسه شيوخ لفهم الوهم والجدل وقدماه بعض الدول الخليجية التي ترى خير الديمقراطية لغيرها ولا تراه لشعوبها وعقله دول مستفيدة عرفت كيف تزرع الوهم في أرض العرب المهيأة لكل مشاتل الفوضى والخراب.‏

وسخر الكاتب من التونسيين الذين يذهبون للقتال والموت في سورية كما سخر مما سمي الثورة التونسية التي زادت من تفاقم قضايا التونسيين واخفقت في حل كل ملفات الفقر والبطالة والمديونية والحريات.‏

وقال الكاتب التونسي ان المتأمل في الوقائع وتبعاتها لا يمكن أن يتصور أن تجار الجهاد الذين يغررون بالشباب ويعدونهم بالحور العين جزاء قتلهم لابرياء ولمدنيين في سورية هم غير مرتبطين بشبكات ارهابية دولية تتاجر بدماء الشباب وتستغلهم في حرب بالوكالة يتابعها أصحاب القرار عبر الحاسوب والاقمار الصناعية وفي الغالب يختلط في عرف هذه الشبكات الارهابية الدولية الجهاد المقدس ببيع المخدرات والتهريب.‏

واشار الكاتب إلى أن الوسطاء في هذه الجريمة هم شيوخ الفتنة الذين حشوا أدمغة شباب متعطش لمعرفة دينه بترهات وخرافات عن الجهاد المقدس في سورية وعن نصرة المسلمين في كل مكان لكن ما يخفى على المغرر بهم أن نفس هذا الشيخ الذي يدعو الناس إلى الجهاد والذهاب إلى المحرقة يختار في المقابل أن يرسل أبناءه ليتعلموا في جامعات الدول المشركة حسب تعبيرهم ويحصلوا على أعلى الدرجات العلمية فيها فكيف يحرم أبناءه مما يشجع عليه أبناء الفقراء.‏

وجدد الكاتب التأكيد على ان هؤلاء الشيوخ الذين يتقاطرون على المنابر الاعلامية المروجة للخرافة والوهم هم بكل بساطة تجار الجهاد يغنمون أموالا على قدر براعتهم في التجنيد والتعبئة والتنويم متسائلا هل يعرف هؤلاء الشباب الذين يستمعون إلى فتاوى شيخ الفتنة القرضاوي وغيره أن هذا الرجل المدجج بأموال البترول يتنقل في طائرة خاصة وينفق الملايين على زيجاته وينعم أبناؤه بأرغد العيش وبالدراسة في أكبر الجامعات؟ وهل يعرف هذا الشباب المخدر أين يقضي هذا الشيخ عطلته؟ وهل سمع هؤلاء الذين يسرقون من أسرهم بابن شيخ دين استشهد في جهاد أو قاد معركة لنصرة الدين وهل يمكن لوزير الشؤون الدينية الذي تحدث في احدى خطبه عن الجهاد أن يرسل ابنه إلى سورية هذه الايام لاداء فرض شرعي اسمه الجهاد.‏

وخلص الكاتب إلى ان الشيوخ مجرد وسطاء يغنمون من صفقات التجنيد ويشكرون على الخدمة في نهاية المشروع لان الممول دول خليجية متورطة في ابار الفساد متسائلا هل يمكن لعاقل أن يعتقد أن هذه الدول ذات الانظمة الرجعية هي مجرد جمعيات خيرية غايتها نصرة الاسلام ونشر تعاليمه ومقاومة الانظمة الفاسدة.. كيف يمكن لهذه الدول أن ترفع راية الجهاد وأن تموله والحال أن نموذج الحكم الذي تعرضه يؤكد أن شعوبها قد وقعت بين أيدي من لا يعرف الرحمة ولا يتورع عن القتل المروع اذا ما طالب الناس بالديمقراطية النجسة.‏

كاتبة تونسية: كل من يساهم في تجنيد‏

الشباب لمقاتلة أخوانهم العرب والمسلمين‏

في سورية هم في خدمة الصهيونية‏

بدورها قالت الكاتبة التونسية الفة يوسف ان كل من يساهم في تجنيد الشباب لمقاتلة اخوانهم العرب والمسلمين في سورية هم في خدمة الصهيونية مؤكدة ان ما يسمى الربيع العربي هو مجرد أفلام هوليودية وكل ما حصل هو مجرد انقلابات ساهمت فيها الولايات المتحدة مع حلفائها الخليجيين وعلى رأسهم قطر لاعادة توزيع الادوار في المنطقة.‏

وأوضحت الكاتبة في حوار مع صحيفة التونسية نشرته أمس ان أمريكا ساهمت في تبديل الحكام في المنطقة للوصول إلى سورية وتحقيق أمن اسرائيل اضافة إلى وضع يدها على موارد ليبيا النفطية واغلاق معابر سيناء التي التزم بها الحاكم الاخواني في مصر.‏

وبعد أن ذكرت بقول محمد حسنين هيكل منذ مدة نحن ازاء سايكس بيكو جديد قالت يوسف لا أظن أنكم تتصورون أوباما ينام حزينا لان بعض الدول العربية التي فيها ناس يموتون جوعا ليس فيها ديمقراطيات.‏

وتساءلت: هل أصبحت لدينا ديمقراطيات في تونس وليبيا والعراق ومصر.. انها لعبة الدول الكبرى وصراعات بينها حول مصالحها وليست بلداننا فيها سوي مجرد بيادق وليس من الخفي أن أمريكا واسرائيل وجهان لعملة واحدة وليس من الخفي أن خادمهم الوفي هم الاخوان المسلمين.‏

واوضحت يوسف ردا على سؤال يتعلق بمصير تونس أمام هذا الزحف الوهابي عليها.. ان تونس لكل التونسيين طالما احترموا القوانين مشيرة إلى أن القوي الخليجية الاجنبية بدعمها المالي وبعمالة بعض المأجورين ممن لا تربطهم بتونس صلة احساس بانتماء إلى الوطن هي التي تحاول استعمار تونس ثقافيا وماليا وأي ثقافة.. ثقافة الموت والدمار والتجهيل والمال الملطخ بدماء الفلسطينيين والعراقيين والسوريين والليبيين وسواهم.‏

وأكدت يوسف ان تونس لن تركع لاجلاف الصحراء من الاعراب الذين لا يعرفون شيئا من الايمان بشهادة القرآن نفسه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية