الارض والانسان ويميزهم وعيهم الصحي والبيئي والغذائي فيعملون على توعية الناس من الاخطار المحدقة بالطبيعة والانسان والبيئة جراء الاستخدم المفرط والعشوائي للاسمدة والمبيدات الكيماوية والمواد الحافظة وغيرها.
وعن «سوق الضيعة» تقول الصيدلانية زينة وليد رئيسة الجمعية: هو بذرة صغيرة زُرعت في اللاذقية عام 2006 بأيدي مجموعة من الشباب بهدف نشر الوعي البيئي والصحي والغذائي وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة تجاه أمنا الأرض وذلك عن طريق تشجيع الزراعات العضوية الطبيعية الخالية من الأسمدة والمبيدات الكيماوية والمعتمدة على بذار غير مهجنة وراثيا بالإضافة إلى تشجيع الحرف اليدوية التراثية المميزة في بلدنا والمنتجات المحلية الطبيعية الصديقة للبيئة والإنسان.
وعن أهم أهداف الجمعية التي اشهرت بتاريخ 14-9-2011 تحت رقم 1709 بينت وليد انها تتمثل بتشجيع الزراعات العضوية الطبيعية ومزارعيها ودعمهم والعمل على توثيق زراعاتهم من قبل شركات موثقة والعمل على زيادة عدد هؤلاء المزارعين من خلال الحملات الإعلامية لإيصال فكرة سوق الضيعة للمزارعين في المناطق البعيدة التي لا تزال تحافظ على التراث بالفطرة وتشجيعهم على المشاركة فيه.
واضافت.. ان من اهداف الجمعية ايضا إنشاء مراكز تدريبية في القرى بالتعاون مع الوحدات الإرشادية لتوعية المزارعين وتدريبهم على ممارسات الزراعة العضوية لما لهذه الزراعة من أثر ايجابي كبير جدا صحيا وبيئيا واقتصاديا وانشاء مراكز بيئية في المدن والقرى وتشجيع أصحاب الحرف اليدوية التراثية والإبداعات المميزة في بلدنا وصغار المنتجين أصحاب المنتجات الطبيعية والغذائية التراثية وتأمين فرص العمل لهم في سوق الضيعة والعمل على تطوير انتاجهم بإشراكهم بدورات خاصة بالإضافة إلى العمل على زيادة ثقة المنتجين بسوق الضيعة عن طريق ترسيخه بالمجتمع وإعطائه صفة الديمومة ليتسنى لهم الإبداع في جو من الاستقرار من خلال تأمين مكان العرض الدائم صيفا وشتاء.
وأكدت ان سوق الضيعة هو أول سوق في سورية للبضائع الطبيعية الطازجة والموسمية والنظيفة والمميزة مبينة ان السوق يشكل حالة اقتصادية واجتماعية وتراثية خلاقة ويجد الزائر فيه مختلف المنتجات الزراعية العضوية داخل سلال من القش فهو يجمع المنتج مع المستهلك مباشرة كما انه مختلف في موقعه ومنتجاته والإشراف عليه ونستطيع ان نسميه بجدارة سوق البركة أو سوق الصحة الذي يستقبل رواده من الساعة التاسعة والنصف صباحا وحتى الساعة الثالثة من بعد ظهر كل يوم سبت.
وأوضحت ان السوق ليس مكانا للبيع والشراء فقط بل مكانا لالتقاء محبي الأرض والبيئة موضحة ان الهدف الاهم من إقامة السوق هو توفير نقطة مباشرة للتواصل بين المنتج والمستهلك دون اي وساطة.
ويرافق سوق الضيعة أنشطة متنوعة كحملات التبرع بالدم وحملات التوعية لترشيد استهلاك المياه والتشجير والتنظيف وحماية الغابات من الحرائق والمحافظة على الطبيعة البكر وغيرها من الأنشطة المختلفة للصغار والكبار التي تؤكد على أهمية دور الإنسان ومسؤوليته في الحفاظ على أرضه وبيئته وصحته.
بدوره أوضح بشار انطون المسؤول عن تنظيم السوق ان سوق الضيعة هو تجربة فريدة في سورية تندرج تحت ظاهرة يزداد انتشارها في العالم تُعرف باسم أسواق المنتجين مؤكدا ان أهم ما يميز هذا السوق في اللاذقية عن باقي أسواق الضيعة المنشأة حديثا في بعض المحافظات اعتماده الأساسي على الزراعات الطبيعية العضوية الموسمية نظرا لاهميتها الصحية.
وبين ان أهم المنتجات المعروضة هي المنتجات النباتية والحيوانية الطازجة والموسمية والطبيعية مما تنتجه قرانا من غذاء صحي لايحمل اي مواد كيميائية وخالية من الملوثات بالاضافة الى المشغولات اليدوية الجميلة والقمح المقشور وغير المقشور وطحين الشعير ذي الفائدة الكبيرة والمعجنات وجميع أنواع المربيات والمجففات البلدية التي تعكس غنى الريف السوري وتنوعه واصالته.
وأضاف.. ما إن يصل الزائر إلى السوق الذي تستضيفه حديقة البطرني المطلة على البحر حتى يعجب بمنظر الشباب والشابات الذين يعرضون منتجاتهم ويلتقون مع الناس مباشرة بهدف توعيتهم والحوار معهم حول اهمية العودة إلى الطبيعة واستخدام المواد الغذائية النظيفة.
وأكد المسؤول عن تنظيم السوق ان المنتجات التي تعرض في السوق تتم مراقبتها بشكل مستمر عبر شخص يقوم بفحصها للتأكد من انها عضوية وبوسائل بحث دقيقة منها فحص التربة للتأكد من خلوها من الاسمدة اذ ان المنظمين مجموعة شباب وشابات جامعيين باختصاصات تمكنهم من التأكد من جودة المنتج إضافة إلى مراعاة شروط السلامة حيث يجري الابتعاد قدر الإمكان عن استخدام أكياس النايلون والمواد التي تسبب تلوثا واستبدالها بالمنتجات صديقة البيئة مثل الأكياس الورقية والعبوات الزجاجية.
وأشار انطون إلى ان عائلة السوق تضم حاليا 30 منتجا من مختلف القرى القريبة من اللاذقية ومنها جبلة وطرطوس ومصياف الذين يتبادلون في هذا اللقاء أكثر من مجرد سلع وبضائع ومنها عشقهم ومحبتهم لبعضهم ولما يصنعون مؤكدا ان باب سوق الضيعة مفتوح دوما للاشتراك لكل من يجد في نفسه الأمانة والصدق في الانتاج ولديه منتج محلي صديق للبيئة والانسان.
وأوضح انطون ان فلاح اليوم يعتمد على زراعة نوع واحد من المحاصيل في الأرض يختاره تبعا لما يفرضه السوق ويستخدم كافة الطرق والسبل لإيصال المحصول في وقت مبكر باستخدام الأدوية والأسمدة لذلك أردنا إقامة هذا السوق لخلق حالة من الوعي العام لدى الناس لأخطار المواد الكيماوية والتي تدخل في طعامنا ومن ثم في أجسادنا وتشجيع المزارعين على الزراعة العضوية والموسمية وإتباع أسلوب المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية وذلك بهدف ابعاد شبح التلوث عن المواد الغذائية.
وسوق الضيعة يتألف من القسم الأساسي وهو مخصص للمنتجات الزراعية الطبيعية من خضار وفواكه وحبوب ويقوم بمراقبة دورية للأراضي التي تنتج تلك المواد بإجراء تحاليل للتربة والمنتجات وهناك قسم يعنى بالحلويات الطبيعية بدون سكر حيث يستخدم محليات طبيعية كالدبس والعسل ويضم أيضا جبنة ولبنة مصنوعة من فول الصويا ومخللات بأنواعها والدبس بأنواعه.
كما يتضمن سوق الضيعة قسما للفطائر والمعجنات يتم تحضيرها وخبزها على الصاج مباشرة أمام الزوار وبعجين مميز كامل من القمح والشعير والحمص مع خميرة طبيعية كما تم تخصيص قسم للأطفال يترك لهم الحرية برسم المواضيع والأشكال التي تخطر على بالهم يفترشون الأرض بلوحاتهم وأقلامهم أمام الجمهور كما تقام لهم أنشطة خاصة لزرع فكرة التعامل الواعي مع الطبيعة وحماية البيئة،ويوجد قسم خاص لعرض منتجات ومصنوعات يدوية لذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يؤمن لهم مكاناً لتصريف منتجاتهم.
بدورها قالت الشابة الهام دوه جي احدى المشرفات على السوق.. إن السوق يضم نخبة من المنتجين الواعين لأهمية إنتاج المواد الغذائية الطبيعية حيث عملوا على الاجتماع معهم ومحاورتهم لتأمين سوق لتصريف منتجاتهم ولتشجيعهم على إنتاج المزيد من المواد الغذائية النظيفة.
وكانت جمعية سوق الضيعة نفذت في بداية الشهر الحالي بالتعاون مع مديريتي البيئة والنظافة في اللاذقية حملة تنظيف لشاطئ البحوث البحرية بالمدينة بمشاركة 39 متطوعا وأطفال دار كفالة الأيتام.