تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دنيا عجيبة!

شباب
2012/6/25
علياء القميلي ـ إدلب

منذ سنوات انقضت أيامها، كان النشاط يدب في أرجاء المعمورة، الأطفال يتجهون إلى الكتاتيب لتعلم القراءة والكتابة وأمور دينهم، الرجال مشغولون بأعمالهم،

والنساء يمكثن في المنازل..‏‏

أما اليوم: فالمعمورة أكثر نشاطاً، فالأطفال يتجهون إلى مدارسهم، يتعلمون (كل شيء)، والرجال في أعمالهم، والنساء مابين قاطن في منزل وماكث في معمل.‏‏

الحروب والنكبات الإنسانية والمجاعات والكوارث الطبيعية مزقت سطح الكوكب، والثلوج في القطبين تذوب..‏‏

التلوث يغزو كل مكان، ضوضاء،غاز أوكسيد الكربون، أنهار تجفّ، حيوانات على وشك الانقراض، ولا تنس التلوث الأخلاقي.. وفوق كل ذلك أزمة الديمقراطية والكيل بمكيالين...‏‏

ملايين الناس يموتون.. يدفنون تحت الأنقاض أحياء... يتشردون... يهاجرون في أصقاع العالم، هرباً من الموت والمجاعة...‏‏

لكن من يدري إذا كانت ستسير هذه الحياة على هذا المنوال لفترة طويلة!..‏‏

مفاهيم حديثة وأخرى قديمة لا تصلح في زمان (التطور والتكنولوجيا)!..‏‏

العلم في خدمة البشر يسيرونه كيفما شاؤوا..‏‏

وتحت كل ذلك صراع المتفائلين مع الخيال..‏‏

ينطق تفاؤلهم (لاحروب) (لانكبات) (لا مجاعات) (لا نزاعات إقليمية) (لا تصرفات غير أخلاقية)... وهاك الحبل وماجرّ!..‏‏

دنيا عجيبة!..‏‏

كل من فيها يسير على هواه.. وحسبما يراه..‏‏

نحن (إما إخوة في الدين أو إخوة في الخلق)..‏‏

فلماذا لا نأخذ بالحسبان (البشر عامة) سوى مصالحنا!..‏‏

(ها هم البشر)!‏‏

دائماً يسخرون ماينعمون به في سبيل إنجاز رغباتهم..‏‏

حتى أنهم لم يضعوا للطبيعة ميزاناً..‏‏

تدمر أمام أعيننا..‏‏

ونحن نسرح في كيفية (ليس التقدم والتطور فحسب) بل في كيفية (بناء المصانع واختراع الأسلحة الفتاكة) الضارة بالإنسان والبيئة والمناخ...‏‏

أعتقد أننا إذا استمررنا هكذا فالحياة (بعد فترة من الزمن) قد تكون مستحيلة على سطح كوكبنا...‏‏

بصورة أساسية لاستخدام الأسلحة النووية والقنابل الجرثومية وما إلى ذلك من مدمرات الطبيعة..‏‏

الإنسان هو الذي يدمر حياة أخيه الإنسان..‏‏

وهو نفسه الذي يدمر سطح كوكبه..‏‏

توافقني الرأي!...‏‏

لا عجب!‏‏

فهذه دنيا عجيبة!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية