الارتباط الوثيق بين الشعب وقيادته المبني على أسس راسخة من التمسك بخيار المقاومة والحفاظ على استقلالية القرار الوطني.
ما من شك في أن ممالك وإمارات النفط قد أقسمت بالولاء منذ زمن بعيد للعلم الأميركي، وهي اليوم تخدم بشرف ونزاهة سيدها الأمريكي مقابل أن ينقذ الأخير رؤوس شيوخها وملوكها، كما في البحرين وقطر، وأعتقد بأن الأمر نفسه سيحدث مع الأنظمة الفاسدة الأخرى.
المساومة السياسية تبدو واضحة وصارخة فيما يتعلق بتركيا ولا تحتاج إلى عمليات بحث كثيرة, فتركيا والتي حجزت لنفسها مكاناً في قائمة الدول التي تستهدف أمن وسلام سورية أرضاً وشعباً بعدما أخرجت أمريكا «إسرائيل» من اللعبة لتطرح مكانها في الواجهة دولة أخرى وهي تركيا، الخادم المطيع للناتو والتوسع الأمريكي، والتي كشرت عن أنيابها، استرضاء للغرب وأملاً في أن تضمها أوروبا الليبرالية بأحضانها الدافئة تحت ضغط الأميركيين، فالأزمة السورية وما اتخذه الأتراك حيالها من خطوات تصب بشكل واضح في مصلحة الغرب كان ينبغي فتح أعين الكثيرين ممن أدركوا في نهاية الأمر نوايا تركيا المبيتة.
لتركيا مصلحة في أن تكون ذراعاً وأداة للفوضى المدارة في سورية ولن تفوت فرصة أن تكون أداة في يد الأميركيين.. ولتحقيق ذلك تلجأ إلى جميع الاستفزازات وأهمها مسألة اللاجئين السوريين التي يجري تضخيمها من قبل وسائل الإعلام الغربية.
لم يعد ثمة حاجة للتدليل على ما تفعله هذه الدول لإثارة الفوضى في سورية ولأجل ذلك تستخدم جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بدءاً من لجنة كوفي عنان و إفشال عملها ومروراً بالجامعة العربية الميتة وانتهاء بتجنيد وتسليح الجماعات الإرهابية على الأراضي التركية وتصديرهم إلى سورية فضلاً عن ما قدمته وتقدمه من تمويل وتسليح للمعارضة السورية.
أهدافهم باتت مكشوفة ولن تنطلي على أحد دموع التماسيح التي يتذرعون بذرفها على الشعب السوري الذي أكد أنه أكبر من كل مؤامراتهم وسيمضي السوريون أشد عزيمة ووحدة وتراصاً وتماسكاً.