تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الذكرى 38 لتحرير القنيطرة... السوريون أكثر إصراراً وعزيمة على تحرير آخر شبر من الجولان المحتل

شؤون سياسية
الثلاثاء 26-6-2012
خالد محمد خالد

مع استمرار الزمن ومرور السنوات تتضح أكثر فأكثر أهمية السادس والعشرين من حزيران في حياتنا العربية المعاصرة ذلك أن هذا اليوم يشكل منطلقاً لمسيرة التحرير لكل الأرض العربية المحتلة ، ففي مثل هذا اليوم من عام 1974 رفع القائد الخالد حافظ الأسد علم الوطن ، علم التحرير ، في سماء القنيطرة بعد دحر المحتل الصهيوني الغاشم عن المدينة الصامدة،‏ وعادت الحرية لزهرة الجولان ، التي حطمت قيود الاحتلال .‏‏

لقد كان احتلال الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب العدوانية التي شنتها (إسرائيل) في حزيران عام 1967 حيث تمكنت من احتلال مساحة 1250كم2 من أصل مساحة الجولان البالغة نحو 1860كم2 كما هجرت (إسرائيل) من سكان الجولان أثناء وبعد العدوان نحو 150 ألف نسمة.‏‏

وبعد أن أحكمت إسرائيل سيطرتها الكاملة على الجولان, عسكرياً, بدأت في عملية طرد السكان وبناء المستعمرات وتوطين اليهود مكان المواطنين العرب السوريين وهكذا انتهكت إسرائيل القوانين الدولية الخاصة بالأراضي المحتلة فوفقاً لأحكام ميثاق جنيف الرابع (الموقعة عليه إسرائيل) فإن القانون الدولي يمنع أي دولة محتلة من نقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها .‏

كان من الطبيعي أن تترك هزيمة حزيران المشؤومة الآثار السلبية على الجميع ولذلك بدأت خلايا المقاومة الوطنية في تنظيم نفسها وتحث المواطنين الذين بقوا تحت نير الاحتلال على التشبث بالأرض والصمود ومواجهة الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى سلخ الجولان عن وطنه الأم سورية , وتغيير انتمائه العربي الأصيل أما على المستوى الرسمي فمن يطلع على كلمة الرئيس الراحل حافظ الأسد في المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي لحزب البعث في تشرين الثاني 1970 يلمس الهم الذي كان يحمله لتحرير الأرض , هذا الهم الذي بقي شغله الشاغل طوال فترة حياته ، و في إطار رؤيته الشمولية للصراع العربي- الإسرائيلي والتي كان يلخصها بالقول ( الصراع مع إسرائيل وحلفائها ربما يأخذ جولات عدة وقد يستمر لعدة أجيال).‏‏

وخاضت سورية ومصر حرب تشرين التحريرية حيث كان لهذه الحرب كثير من النتائج الإيجابية أهمها النصر المعنوي ليس بالنسبة للمقاتلين فقط وإنما بالنسبة للإنسان العربي الذي عانى حالة الإحباط نتيجة هزيمة حزيران, كما أظهرت الحرب أهمية وفاعلية التضامن العربي كما حدثت هزة كبيرة في البنية الاجتماعية- السياسية للمجتمع الإسرائيلي وصفها عدة باحثين إسرائيليين بأنها زلزال كما أن قضية الشعب العربي الفلسطيني نتيجة هذه الحرب أصبحت أكثر وضوحاً على المستوى الدولي والأهم تحرير جزء من الأراضي المحتلة ففي الجولان كانت مدينة القنيطرة .‏

و كانت سورية قد خاضت حرب استنزاف ضد إسرائيل حتى 31/5/ 1974 حيث تم التوقيع على اتفاق فصل القوات العسكرية بين الطرفين ورضوخ إسرائيل إلى طلب سورية بانسحاب قواتها من مدينة القنيطرة.‏‏

وفي أثناء انسحاب القوات الإسرائيلية من القنيطرة ارتكبت آلة الدمار العدوانية جريمة تاريخية إنسانية باتخاذها قرار تدمير المدينة لتبقى مدينة القنيطرة من أكبر الشواهد على بربرية الإسرائيليين وهمجيتهم , ما دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إصدار عدة قرارات بشأن القنيطرة منها القرار رقم 32/91 تاريخ 14/12/1977 وفيه دانت الجمعية العامة التدمير الشامل والمتعمد الذي لحق بالقنيطرة أثناء الانسحاب الإسرائيلي منها عام 1974‏‏

واعترفت الجمعية بحق سورية بأن تحصل على تعويض كامل ومناسب عما لحق بالقنيطرة من أضرار واسعة النطاق وتدمير متعمد.‏‏

لقد كشف تحرير مدينة القنيطرة للعالم أجمع همجية الاحتلال ووحشيته حينما حوّل مدينة السلام والوئام والمحبة إلى مدينة أشباح وركام لم يفرق بين البيوت ودور العبادة وحتى المستشفيات في أصدق تعبير عن مدى الحقد والعنصرية اللذين يسكنان هذا العدو الهمجي والذي مازال إلى يومنا هذا على العادة نفسها يجسد بالسلوك والعقيدة والمنهج إرهابه المنظم ودمويته المفرطة التي لم يعرف التاريخ الحديث مثيلاً لها.‏‏‏

إن تحرير القنيطرة قاد إلى التعمير، فبدأ دوران حركة الأعمار لإعادة الحياة إلى ما دمرته آلة الحقد الصهيوني بشكل متعمد، واستصلحت الأراضي الزراعية وتم الارتقاء بمتطلبات المواطنين لدعم استقرارهم وصمودهم، ومسيرة تحرير القنيطرة وإعادة أعمارها مازالت عنواناً كبيراً يختزل المعاني والمدلولات الكبيرة والتي تعكس إرادة شعبنا وقوته للاستمرار في تحرير ما تبقى من أجزاء محتلة ، حيث تم بناء مدينة متكاملة (مدينة البعث) وإعادة إعمار عشر قرى المحررة وتسليم كل مواطن من أبنائها منزلاً تتوافر فيه كل مستلزمات الحياة والخدمات الضرورية ، ومازالت الإنجازات مستمرة ، والاهتمام الخاص لأهلنا في الجولان المحتل وذلك بتعميق جسور التواصل معهم ، حيث يواصل أهلنا في الجزء المحتل صمودهم البطولي وتحديهم اليومي للممارسات الوحشية واللا إنسانية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني .‏

إن ذكرى تحرير القنيطرة تمر، وأهلنا في الجولان السوري المحتل يعانون جراء ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي القمعية والتعسفية.. ورغم ذلك.. فإن شعلة التحرير ستظل متقدة.. وستظل راية النضال عالية حتى يتحرر الجولان السوري العربي وبقية الأراضي العربية المحتلة .‏

ويبقى الجولان عنوان العزة الوطنية واسما لملحمة بطولية مستمرة ولأننا عشاق خير ومحبة وسلام ومدافعون حقيقيون عن هذه القيم و المبادئ الإنسانية السامية ومؤمنون بعدالة القضية التي تدافع عنها , لا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عما هو حقنا وملك لنا مهما تكالبت قوى العدوان والإرهاب والشر.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية