عبثاً تحاول إغوائي
بأقنعة فراق وتلاق..
مفرطة في الزيف.
لن أترك عبراتي للزهر..
كي ينضج شوكاً يدميني
ويخرج ملحاً مُخضَرَّاً..
يُوخِزُ فيَّ الخَدَّين.
لن أترك كلماتي تزأر..
لجدران مضرجة بالقبح
تعلن فرحاً وثبوراً..
لتكشف تقواي.
لن أترك للكون صمتاً..
سأعبئ تجاعيد الضحكات
وأطلقها في ليل مشمس..
مدجنة بصهيل هواي.
لن أترك خمري بكؤوس..
تغوي رائحة تعوي
وأسمائي تحرس زلاتي..
لتقلق ركود الذات.
لن أترك وجهي يتماهى..
مع أقنعة لن تتباهى برقة حسن ودلال..
وبوجع – حزناً – يتداعى.
لن أترك شكي ويقيني..
في لعبة عمر تنجيني
من نار تلفح آخرتي..
وبحزن يبكي النسيان.
لن أترك شاهدة القبر..
عنواناً يصلح للمجد
والآس يغذي تلويني..
ببحار تلج الأوصال.
••
حين أموت..
دعوا العصافير تحطُّ على قبري
لأسمع شدوها كما لو أنني حي.
حين أموت..
لا تقفلوا باب المقبرة ليلاً..
ستأتي امرأة ترفل بحزن مكلل بدموع..
وهالة من الدعوات تحيط بها..
إنها أمي.
حين أموت..
أزيحوا عن قبري الحجارة..
دعوا التراب مرتاحاً
منبسطاً دون أثقال تعلوه..
فقد عشت وكثير من الصخور أرهقتني..
حين أموت..
لا تقولوا: مات من صخب الحزن في روحه..
فالحزن كان رفيقي الأوفى والأجمل.
حين أموت..
دعوني أحيا في قلوبكم..
كما كنتم في قلبي دوماً.
حين أموت.. لا تدعوا «......» تزورني..
دعوها في محراب حمقها الذي قتلني
••
ضجيجُ روحُكِ أيقظَ مَواتي
فاستغرقتُ في الحياةِ نَشيداً
مُرتِّلاً لكفنٍ مُرتعش
••
يَضُجُّ في أرواحنا النور
حين نطمئن لمن هم حولنا....
فنسمو عن دنيانا
ونصبح قطعاً من النور...
••
على قيدِ دَمي
يُشرقُ صُبْحُكِ
ليعتلي ليلي مِئذنةَ صَمتِك
وأغيبُ فيكِ
شروقاً لنهارٍ جَديد
••
صُغْتُ قيامتي
إنشاداً لشِعْري
مِنْ لوثةِ العُقلاءِ مِنْ حَولي
ما أفقرَني.. وكم تعوزُني
صياغةٌ جديدةٌ لحياة مَنْ هُمْ في القبور
••
كالموتِ بَدوتُ
حينَ لاحَ ظِلُّكِ
وأدركتني الحياة
حينَ لامستِ جذوري
••
الروح تغزل آثامها
لتحيك أديم الأرض
فتنسى الماء باكياً
••
سفرك يبحر في قلبي انشطاراً لموت محقق
كن رئتاي.. كن شفائي من غربتك
وادنُ من شطآن وفاء فرحي الملفّق
••
أما حانَ للموتِ
أن يُدرِكَ موتَهُ
فليَغْبْ جيلاً واحداً
كي أؤدي الدَّورَ بلا هَوادة
بلا تَأرْجُح
وبكثيرٍ مِنْ ضَبْطِ الموت
على إيقاعِ صَوتي المتعالي
.. لأغنّي
••
أَحْتَطِبُ لآخرتي
مِنْ أحشاءِ العُمر وَردة
وأقطفُ مِنَ المطر
شهوةَ الانحلالِ في عِشْقِ التُّراب
••
إنْ مِتُّ قبلَ أنْ أراك
انظُرني في عينيكَ حياةً دائمة الخضرة
روحي تَئِنُّ إنْ أسبَلتَ أجفانَك..
لا تَنَمْ على نسيان
••
صوتك.. مخاض دمعي
صمتك.. موتي
••
أقفُ أمام ضَباب روحك
أتجزأُ.. أتناثرُ.. أتناحرُ مَعَ سُحُبِ تَكويني
يَسبحُ شَتاتي في رماديّتي
يُنكِرُني السَواد
تَنقشعُ غيومي
فأراكَ تُلملمُ أشلائي بروحِك
تُعلنني وَطناً مِنْ دونِ أرض
••
أجترحُ نسائمَ الهوى
يسيلُ دم قلقي عليك
من شرايين دموعي
أخشى عليكَ وعليّ
لا حياةَ من دونِكَ أعيش
لا عيونَ تنظرني.. ترسمني
لا أملَ دونك.. دوني
أنتظرُ إلهامك لي
أنَّ قلبي جناحك نحو الحلم
لا أثرَ لك.. لي
لا دمعَ يحرقُ مجراي
لا موتَ يحققُ بعثك
فيَّ.. فيك
في انبجاسِ الفجرِ ليل
في انحباسِ المطر أنت
أنتَ لي..
وأنا في انتظارك.. لك.