الإسرائيليون ينوون التصويت للمرشح المحافظ اليميني والقومي المتطرف والمنادي بالقوة بوش الإسرائيلي, العالم يسير للأمام وإسرائيل تتراجع إلى الوراء.
قد يكون نتنياهو أقل فظاعة مما يبدو لليسار إلا أن التأييد الساحق الذي يحظى به في الاستطلاعات يلفت انتباهنا وانتباه العالم بما فيه العالم العربي إلى الطبيعة الحقيقية للمجتمع الإسرائيلي, هذه هي نهاية الخرافة المضللة بأن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون السلام أو حل الدولتين, والحقيقة هي أنهم لا يؤمنون بالحل ولا بإقامة دولتين بل يعتقدون بالقوة والحروب ويختارون خير من يمثل هذا الاتجاه ليكون قائداً لهم.
عادة ما يجري في إسرائيل بين فترة وأخرى مثل هذا الاستفتاء حول مستقبل السلام والاحتلال, الأمر الذي يمثل القضية المركزية في كل معركة انتخابية, وتظهر حقيقة قوة اليسار, المرشحون يتصارعون فيما بينهم حول من الذي سيقسم ومن يعيد ومن يتنازل ومن يعطي أسئلة غير أخلاقية صارخة في ظل حقيقة راسخة أنهم يتكلمون عن أراض ليست لنا أصلاً, وأخيراً يقوم المرشح أي مرشح يتم انتخابه بجهود رمزية من أجل دفع عملية السلام وإنهاء الاحتلال وأحياناً لا يقوم بأي شيء البتة, إن الوعود التي تقطع أثناء الانتخابات تكون في الغالب زائفة وسرعان ما تتبدد إلى شظايا مرة تلو الأخرى , ومن هذه الناحية ليس هناك فرق كبير بين المرشحين بغض النظر عن أحزابهم.
إن التأييد الواسع لنتنياهو يعبر عن المزاج الحقيقي للشعب الإسرائيليون يريدون اختفاء العرب من أمام أعينهم أو أن يرتاحوا منهم على الأقل وبأية طريقة, هذا هو الجوهر الحقيقي وأي شيء آخر يقال هو محض كذب وافتراء.
لنصوت كلنا لنتنياهو ولحزبه الليكود مع بيني بيغن وموشي يعلون الشاذين, غريبي الأطوار ولنعطي صوتنا من أجل سنوات أخرى من العنف والاحتلال الذي لا ينتهي سنصوت لنتنياهو ونحصل على السلام الاقتصادي والاقتصاد اليميني وفق ما نحب وما نستحق وسنلمح للعرب انسوا أمر السلام والمبادرة العربية, والتسوية التاريخية العادلة وتعزيز المعتدلين منكم والمفاوضات النابعة من رغبة حقيقية وصادقة للتوصل إلى السلام, بدلاً من ذلك ستحصلون على كذبة السلام الاقتصادي و العملية الكبرى في غزة وإذا لم يعطوا لن يأخذوا, الشهيرة, ما سيعني إيقاف كل مفاوضات حقيقية.
وسيتلقى المجتمع الإسرائيلي من جديد كلمات مجترة جاهزة إنهم خائفون وهمسات اليسار نسي ما الذي تعنيه )كلمة يهودي والتاتشرية والرأسمالية القذرة ذلك لأن مجهراً متطوراً جداً لا يمكنه أن يشير إلى أن أي تغير عند نتنياهو منذ أن سئمه الإسرائيليون وملوا منه, لا شيء تغير فيه فقط نحن الذين تغيرنا, المارد القومي المتعصب المنادي بالقوة خرج من القمقم مرة أخرى.
نحن على أبواب اختيار مرشح لا يكف عن القول جهاراً إنه لا مجال للحديث عن تسوية سياسية مع الفلسطينيين وهو الذي برهن عن قدراته الخطيرة المهووسة عندما فتح نفق حائط المبكى, وقد عاد ليحاول خداع العامة من خلال اقتراحات بإقامة مناطق صناعية فلسطينية كبديل لإخلاء المستوطنات ومنحهم دعماً اقتصادياً بدلاً من الاستقلال السياسي, كما يستحقون وكما يليق بكل شعب.
نتنياهو سيعود لتضليله وألاعيبه, وأوباما سيسحب يده بسبب مشكلات ملحة أخرى والفرص ستضيع كلياً وتعود النار للاشتعال, هذا مانريده نحن وهذا ما سنحصل عليه, الاستطلاعات تتضمن خدمة واحدة فقط: هي تميط اللثام وتزيل القناع, إسرائيل التي تصوت لليكود لا ترغب في السلام من دون لو ومن دون لكن .