تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الصحافة الإسرائيلية.. اجتياح غزة .. ليس رحلة استجمام

معاريف :
ترجمة
الأحد 30/11/ 2008 م
تقديم وترجمة: أحمد أبو هدبة

بعد سيل من التهديدات وعمليات القتل ضد سكان غزة عادت إسرائيل عادت اسرائيل للتصعيدوالحصار ومنع الدواء والغذاء عن الفلسطينين ويتضح من أقوال باراك وزير الحرب أن جيشه لا يهاب شن عملية واسعة على غزة إن هناك أسباباً ودوافع كثيرة لمثل هذا الموقف.

رغم أن باراك أعرب خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي عن تأييده لاستمرار التهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة وأشار إلى أن التصعيد الأخير أخذ يتراجع. وقال باراك :إنه افي الأشهر التي سبقت التهدئة كانت تقع 500 عملية إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل كل شهر, ومنذ بداية التهدئة كنا مع 10 عمليات إطلاق صواريخ في الشهر. وأنا لست آسفاً على أي شهر مر بهدوءب. ويرى مراقبون إسرائيليون أن التخبط الإسرائيلي الذي لوحظ مؤخراً حيال استمرار التهدئة أو عدمه مرده إلى فشل السياسات الإسرائيلية مرة أخرى في تحقيق أي من أهدافها وبالتحديد التأثير على الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على صعيد تمسكه بخيار المقاومة, علاوة على عمليات الرد الفوري على هجمات جيش الاحتلال على قطاع غزة والتي كان لها الأثر المباشر على قرار باراك قي الالتزام بالتهدئة ثانية, غير أن السبب الأكثر أهمية والذي دفع حكام إسرائيل لتحاشي انهيار التهدئة وتفضيل الالتزام بها, هو التكلفة البشرية الكبيرة التي ستدفعها إسرائيل في حال إقدامها على شن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع إلى جانب التكاليف الاقتصادية والمالية المتصلة بتزويد سكان القطاع بحاجاتهم الأساسية التي ستفرض على الكيان الإسرائيلي إذا ما قررت احتلال القطاع أو أجزاء منه.‏

ونقلت معاريف عن جهات أمنية إسرائيلية قولها: إن حسابات اقتصادية أجراها الجيش قبل فترة قصيرة, عندما استعد لإمكان احتلال القطاع في إطار التصعيد, أظهرت أن إعادة احتلال أجزاء من القطاع ستكلف الخزينة الإسرائيلية حوالى 17 مليون شيكل يومياً (حوالى 254. ملايين دولار), وهذه التكلفة تشمل تزويد السكان الفلسطينيين بالحد الأدنى من الحاجات الأساسية, من دون أن تشمل تكلفة النفقات الجارية التي ينطوي عليها إبقاء قوة عسكرية كبيرة داخل القطاع, والتي سيكون من بينها قوات احتياط . في حين ذكرت هآرتس: أن التكلفة الهائلة, هي التي تردع إسرائيل عن شن عملية عسكرية واسعة النطاق, تعود من خلالها إلى احتلال أجزاء في قطاع غزة وأضافت الصحيفة: عندما تبحث المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في جوانب عدة لاحتمال احتلال القطاع, فإنه ملزم بالتطرق إلى مسائل كهذه, وخصوصاً في فترة أزمة اقتصادية عالمية, وفي ظل خلافات متنامية في الحكومة الإسرائيلية على حجم ميزانية الدفاع .‏

وأوردت هآرتس على لسان مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه عندما يبحث جهاز الأمن في جوانب عدة لاحتمال احتلال القطاع, فإنه ملزم بالتطرق إلى مسائل كهذه, وخصوصاً في فترة أزمة اقتصادية عالمية وفي ظل خلافات في الحكومة الإسرائيلية حول حجم ميزانية الأمن.‏

وقال مصدر في جيش الاحتلال لمراسل معاريف العسكري إنه: عندما نسأل الجيش هل هو قادر على اجتياح قطاع غزة? فسيكون الجواب إيجابياً من الناحية المهنية.‏

لكن يجب أن نفهم جميعنا أن اجتياح غزة ليس رحلة استجمام. إذ سيمر وقت وستسقط إصابات كثيرة, من جانبنا ومن جانب المدنيين الفلسطينيين. وأضاف المصدر ذاته أنه إذا أردنا تنفيذ عملية عسكرية كهذه, يجب أن نأخذ في الحسبان قضايا أخرى. يجب مثلاً أن نراعي الصلة والعلاقة ما بين الجبهات المختلفة, وهل من الممكن أن يؤدي الدخول إلى غزة إلى إشعال فتيل الجبهة الشمالية أيضاً, الأكثر حساسية, ومواجهة حزب الله? وأن الأمر الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو ماذا سنفعل في اليوم التالي (للاحتلال)? ولمن ستنقل العصا? هناك مجموعة كبيرة من المهمات التي تلزم القوة المحتلة أن تتحمل المسؤولية حيالها, والتي كنا سعداء بالتخلص منها عندما انسحبنا من غزة .‏

وتضيف الصحيفة أن هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي تميل في هذه المرحلة إلى التحفظ على عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع.‏

وكان موضوع التهدئة قد احتل حيزاً واسعاً في الصحافة الإسرائيلية مؤخراً, وتضمنت تحليلاتها الرئيسة التصعيد في غزة وأبعاده وتداعياته في المرحلة الراهنة والدعوات الى اجتياح القطاع واحتلاله أو أجزاء منه لوقف عمليات إطلاق الصواريخ, ففي مقال افتتاحي في يديعوت احرنوت كتب ناحوم بارنيع حول خيار احتلال غزة, فرأى أن احتلال غزة وتسليمها إلى السلطة الفلسطينية هو خيار يستحيل تحقيقه لأنه: ايجعل جنود الجيش الإسرائيلي مرتزقة في الصراع الداخلي في المجتمع الفلسطيني.‏

وأشار بارنيع إلى أن أبو مازن ورجاله لن يوافقوا على الدخول في مثل هذه المغامرة, وإذا ما وافقوا, فسيفشلون, لأن الشارع الفلسطيني . ويعيد هذا السيناريو بحسب بارنيع الى النقاش لدى الدوائر الأمنية في الكيان الإسرائيلي ما تم تداوله حول تنفيذ ذلك على مرحلتين أو ثلاث حيث يسيطر في المرحلة الأولى الجيش الإسرائيلي على غزة.‏

وفي المرحلة التالية, يسلمها إلى قوة عربية. وفي المرحلة الثالثة تسلمها القوة العربية إلى جنود السلطة الفلسطينية.‏

ويضيف بارنيع: إن هذه الفكرة, التي بدأت قبل ستة أشهر, تبدو اليوم أكثر معقولية. غير أنه يستدرك قائلاً: إن احتمال تطبيق الفكرة ليس كبيراً, ولكن البديل, دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة من أجل البقاء فيها, أقل سحراً.‏

من جهة ثانية, كتبت عميره هيس مراسلة الشؤون الفلسطينية في هآرتس حول فشل الحصار الإسرائيلي على غزة: يجب استبدال الحديث عن الفلسطينيين وطرق مقاومتهم للحصار بالنقاش بشأن الإسرائيليين, وبدلاً من الخوض في كميات المازوت والقمح, يجب الحديث عن منطق الحصار ومنطق أولئك الذين يقفون وراءه وأنه: بدلاً من أن يحكم الناس على حماس من خلال قدرتها على إدارة الحكومة والتزام وعودها كحكومة والحرص على رفاه السكان, يتيح الحصار لها إسقاط كل مظاهر عدم النضج والضعف المهني على حالة الطوارئ التي تمخض عنها الحصار.‏

وفي معاريف يرى عاموس جلبوع أن حكومة حماس استخدمت التهدئة جيداً لتثبيت حكمها وتعميق سيطرتها من خلال السيطرة الكاملة على كل المؤسسات المدنية, ومن خلال جهاز التعليم, وحفر مئات الأنفاق التي أصبحت عنصراً هاماً في الاقتصاد الغزاوي. وبحسب جلبوع فإن حماس استفادت كثيراً من التهدئة, فقال إنه في المجال العسكري, استغلت حماس التهدئة جيداً, ولاسيما لإقامة عشرات الكيلومترات من الأنفاق والخنادق للقتال على نمط حزب الله في جنوب لبنان; لتخزين أكثر من 10 آلاف صاروخ جاهزة للإطلاق; للتزود بمئات الصواريخ المضادة للدبابات; لشراء طائرات صغيرة من دون طيار; لإعداد عشرات السيارات المفخخة; لبلورة نظريات قتالية ضد الجيش الإسرائيلي, وإجراء تدريبات لتطبيق هذه النظريات(. في ظل هذا الواقع, يرى جلبوع أن أمام إسرائيل احتمالين للتصدي لهذا الواقع الجديد الناشئ في غزة. الأول, تحديد أن المصلحة الإسرائيلية لا يمكنها أن تسلم بأي شكل بوجود واقع متطرف كهذا في حدودها الجنوبية, على نحو يشبه عدم قدرة إسرائيل على التسليم بتهديد نووي إيراني. الاستنتاج من هذا التحديد يعني التوجه نحو انتهاج استراتيجية, هدفها إسقاط الحكم الحمساوي وتصفيته بكل الوسائل الممكنة. الاحتمال الثاني هو التسليم بحقيقة وجود كيان كهذا, والتوصل معه إلى هدنة, وإغلاق الحدود معه بالمطلق, ولكن السماح له بحدود بحرية مفتوحة ومعبر حر إلى مصر. وإذ يرى جلبوع أن لكل واحد من هذين الاحتمالين إيجابياته وسلبياته(, يشير إلى أن )حكومة إسرائيل ستحسم الاحتمال الذي ستختاره, وهو ما امتنعت عنه حتى الآن. لذلك, يدعو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أن يكف عن نثر الكلمات العديمة المعنى العملي, وأن يعرض للجمهور خياره الاستراتيجي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية