|
مدارات...هل يقترب مما يؤرقنا..?! فضائيات والتي استفاض البرنامج الذي تعرضه الفضائية السورية في التاسعة والنصف مساءً كل ثلاثاء في عرضها والأسئلة الكثيرة الغنية والتي حاولت في أبعادها وحناياها أن تفجر كما الينابيع ما يضمره المفكرون والأكاديميون والأدباء والمثقفون ضيوف البرنامج من أفكار ورؤى تسقط مفرداتها المنوعة على أرض الواقع... ما جعل من يتابع هذا البرنامج أن يتفاعل معه, بعد أن افتقدنا لفترات طويلة هذا النوع من البرامج وسيطرت على معظم الفضائيات بما يسمى البرامج الخفيفة والسريعة بحجة( هيك دارج... هذا ما يحبه الجمهور)
وبعيداً عن أية مجاملة أو محاباة نقو ل إن مقدم مدارات الزميل نضال زغبور استطاع بقدرته ومرونته واطلاعه وحرفية الأسئلة التي تخدم الموضوع عنوان الحلقة الضيف المعني أن تساهم إلى حد كبير من أن تجعل لهذا النوع من البرامج هوية واضحة وبصمة مضيئة تمكننا نحن المشاهدين معرفة العديد من رجالات الفكر وروّاد الأدب والفن والثقافة على الصعيد المحلي والعربي ولعل الأهم هو جهل الفكرة شعار البرنامج تؤرقنا كونها دائماً تحتاج للبحث والتمحيص والنقاش والحوار.. وهذا ما يغني في جوهره التواصل مع الآخر حسب اهتمام كل منا. وما يخدم الموضوع أكثر ما تشهده الساحة السورية من نشاطات ومؤتمرات وملتقيات وطنية وقومية تحضرها النخب وأهل الاختصاص والمعرفة مما يجعل تسليط الضوء على هذه العينات الهامة مفيداً من ناحية وضوح الأفكار والرؤى التي تخدم قضايانا ومشاكلنا وطموحاتنا. وهذا ما فعله البرنامج أكثر من مرة حين غاص بموضوع الهوية العربية وأهمية اللغة وتعزيز الثقافة وتطوير المناهج مع اختيارالشخصيات المناسبة لتلك العناوين والحالة التي يخلقها من تفاعل المشاهدين داخل الوطن وخارجه ويمكن تشبيهها هنا بنقطة الماء التي تحفر مسارها عبر الصخرة. وعلى سبيل المثال وتدليلاً للفكرة كان ضيف البرنامج وزير الثقافة د. رياض نعسان آغا الذي أجاد في وضع النقاط على الحروف وتبيان أهداف الخطط والبرامج الواجب تنفيذها على الصعيد الثقافي بما يخدم اللغة العربية.. هذه اللغة التي حاول البعض أن يسيء لها ويجنبها مفهوم العصرنة.
|