واللافت أن الأسواق لم تسخن بعدو بانتظار الراتب وكانت باردة جدا في الصالحية والحمراء حيث لم نلاحظ المتسوقين والشوارع خاوية من المارة بينما في الأسواق الشعبية فالوضع أفضل قليلا كأسواق المخيم والسيدة عائشة ..
بين الصالحية والمخيم
وخلال جولتنا مساء أول أمس على الأسواق لاحظنا أن أغلب المتسوقين يعتبرون الأسعار مرتفعة وهذا ما أكدته لنا سيدة في سوق المخيم برفقة ثلاثة أولاد حيث تقول سعر الكنزة الواحدة أكثر من ألف ليرة وليست ماركة والحذاء الولادي لايقل عن 500 ليرة واشتريت على مضض بقيمة 4000 ليرة وهذا مبلغ كبير لأن هناك لوازم كثيرة للعيد وزوجها موظف .
ويعتقد الشاب نزار حسن الذي يتسوق مع صديقه أن الأسعار ارتفعت ولم تنخفض ولهذا يبحث عن الأرخص والنوع الجيد بغض النظر عن الماركة خصوصا وأن سوق المخيم فيه مفاصلة وتهاون بالأسعار قياسا لسوق باب توما فهناك بنطال جيد بمبلغ 600 ليرة ويباع في الأسواق الأخرى بمبلغ 1400 ليرة وكذلك الكنزة تباع بنحو 700 ليرة وتباع في أسواق أخرى بضعف ذلك .
ومن جانبهم أصحاب محال سوق الصالحية يؤكدون أن الأسعار تختلف من سوق لآخر حسب موقع السوق وحسب الجودة والماركات فهناك نخب ثاني وشعبي يباع في الأسواق البعيدة .
ويقول إبراهيم نصر بائع : أسعارنا رخيصة قياسا للدول المجاورة وهي بجودة عالية جدا ورغم زيادة الكلفة فهي لم ترتفع والمشكلة بضعف القدرة الشرائية للمواطنين الذين ينتظرون بداية الشهر أو التنزيلات لأن لديهم أولويات أخرى تتعلق بالمأكل والمشرب والنقل .
ويوضح زميله أنس رفاعي أن الأسواق في سورية تلبي طلبات الجميع وهناك تنوع غير مسبوق في الألبسة الجاهزة فالبضائع الأوروبية أسعارها مرتفعة ولها زبائنها والألبسة المحلية وكذلك الصينية المستوردة أسعارها معقول جدا لكن المحلية تبقى الأجود وتدوم طويلا ..
إغراءات
وبينما تتبارى الماركات بأسعارها المرتفعة وصرعاتها الجديدة فإن بقية المحال في الصالحية تحافظ على أسعار متقاربة ولها زبائنها أيضا فالأحذية الرجالية أسعارها تبدأ من 800 ليرة وتصل إلى 2400 ليرة والقمصان الرجالية أسعارها نحو 1400 ليرة إذا كانت قطنية ومابين 700 إلى 900 ليرة إذا كانت خيوطها ممزوجة والبنطال القماش المستورد مابين 1200 - 1800 ليرة والطقم الرجالي يبدأ من 400 للعادي و6500 للوسط ونحو 8500 ليرة إذا كان فيه نسبة من الصوف .
وإذا ابتعدنا قليلا عن مركز أسواق الصالحية والحمراء إلى المحال المتطرفة فإن أسعارها أقل وتقدم عروضا لتجذب الزبائن فأحد المحال يعرض ثلاثة قمصان بمئة ليرة وفي مكان آخر أربعة قمصان بمئة والبنطال بمبلغ 500 - 600 ليرة .
أما الستر الرجالية فأغلبها صيني وبموديلات عديدة وأسعارها تبدأ من 1600 ليرة وتصل إلى 3800 ليرة ولفت إنتباهنا أن بعض المحال يكتب على هذه الأنواع سترة إيطالية ..
كما لجأت عدة محال قرب جسر فكتوريا إلى تقديم عروض طقم رجالي + قميص + كرافة + قشاط بمبلغ 2500 ليرة ومحل آخر يقدم نفس العرض بمبلغ 2000 ليرة وثالث يقدم عرض طقم دون هدايا بمبلغ 1800 ليرة فقط .
المستهلك ..حائر
ومثلما لدى البائع الرغبة أن يبيع بأفضل الأسعار ليعوض فترة جمود الأسعار كذلك المستهلك يريد الشراء لكنه يخاف الأسعار والنوعيات ولديه أولويات كثيرة في الإنفاق ..
والحيرة لها مبرراتها فالأسعار متباينة جدا ويصعب مقارنتها بل هي معقدة فالبعض يكتب سعر 2485 ليرة لجاكيت وأخر يكتب لجاكيت شبيه به 1995 ليرة .. فلماذا تبقى خمس ليرات أو15 ليرة ليصبح الرقم أسهل للمقارنة ..
وفي الوقت الذي يخشى فيه المغامرة بشراء سلعة رخيصة أو الشراء لماركة بسعر مرتفع فإن الحيرة تعقد الأمور خشية الندم فلماذا لا توجد ماركات محلية شهيرة بأسعار مرتفعة بتوازي الماركات العالمية التي لا تنخفض أسعارها ولا تلين ..