أسعار الذهب تبدأ بالإقلاع .. وتوقعات بوصول الغرام إلى 2000 ليرة
دمشق اقتصاديات الأحد 30/11/ 2008 م مرشد النايف قال جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة في دمشق ان ارتفاع اسعار الذهب الى 1060 ليرة قلص الطلب عند المدخرين السوريين
وجعله محصورا فقط بأصحاب الحاجة له من المقبلين على الخطوبة والزواج ,وقدر صارجي كميات الذهب المباعة في السوق السورية بنحو 15 طنا سنويا لافتا إلى ان بيع المادة في سورية فصلي تحركه نهاية المواسم الزراعية وقدوم المغتربين السوريين من الخارج,وفي السياق ذاته يقدر صارجي كميات الذهب الموجودة في سورية بنحو 400 طن منها 300 طن في ايدي النساء وتحت البلاطة و100 طن موزعة على نحو 15 الف محل للصاغة في سورية, وصارجي افترض ان ثمة ثلاثة ملايين امرأة سورية متزوجة وكل منهن تحوز على 100 غرام من الذهب.
ويرى صارجي ان اسعار المعدن النفيس بدأت تقلع رويدا رويدا وستصل الى حافة 2000 ليرة للغرام تقريبا ما يعني ان سعر الاونصة سيتجاوز السعر القياسي الذي سجلته بداية العام الحالي حينما وصلت حينها الى 1000 دولار وهي في طريقها الى 1500 دولار وربما 2000 دولار في المستقبل القريب لكن ما الذي يدفع (الاصفر) باتجاه مزيد من جنون الاسعار? ويحلل صارجي ان الطلب على المعدن يدفعه الرخاء والسلام والحروب ايضا فالرخاء الاقتصادي الذي يعيشه الفلاحون الهنود يدفعهم الى اقتناء مزيد من الذهب ما رفع طلب الهند على المعدن وكذا الصينيون وبعض دول شرق اسيا كما ان- يضيف صارجي- التلويح والتهديد بضرب ايران يدفع المستثمرين والناس عموما الى اللجوء الى الذهب كملاذ امن يقيهم شر تقلبات العملات والنفط واحوال الاقتصاد بشكل عام لكن المضاربة على المادة برأي نقيب الصاغة في اسواق المال العالمية وخاصة في بورصتي نيويورك ولندن تأتي في مقدمة الاسباب وراء ارتفاع الاسعار وبذلك اغلق صارجي باب التكهنات الاقتصادية التي يسوقها الاقتصاديون عن اسباب اخرى كمعادلة الطلب مع الكميات المعروضة وعامل ارتباط الذهب بالنفط لم تبرق اسعار الاونصة تاريخيا كما برقت مطلع العام الحالي حينما تخطت في احدى جلسات القطع المسائية في بورصة لندن الالف دولار ففي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات تراجع سعر الاونصة الى 270 دولارا والسبب حينها انتهاء حرب النجوم الباردة بين معسكري الاشتراكية والرأسمالية وتفكك الاتحاد السوفييتي الى دويلات ودول تتمتع باستقلالية دفعتها الى بيع بعض او كل احتياطياتها الذهبية ما جعل العرض يتفوق على الطلب لكن الصعود الصاروخي الذي بدأته الاونصة العام الماضي وبداية الحالي تقف وراءه جملة من الاسباب يلخصها الدارسون واصحاب الاختصاص في الانخفاض الحاد في سعر الدولار, (والذهب يقيم بالدولار وارتفاعه كان مقابل الدولار دون غيره من العملات الدولية) وقد يكون العنصر اياه سببا لارتفاع الذهب لكن ثمة عنصر يرتبط بالسبب الاول ومفاده ان تراجع صرف الدولار نشط الطلب على الذهب واصبح الاصفر ملاذا ووعاء للقيمة امام اضطرابات اسعار العملات الرئيسية اذ قلب الكثير من المدخرين دولاراتهم الى اونصات والطلب النشط ايضا حركته الاقتصادات النامية التي زادت من رفاهية شعوبهامادفع الاخيرة الى الاقتناء واي شيء اعز من الذهب? وتلك الاقتصادات لم تستهلك الذهب للزينة فقط بل تستخدمه في الاغراض الصناعية ايضا فللسنة الرابعة على التوالي تسجل الهند كاكبر مستهلك للذهب في العالم بكميات تقترب من 800 طن سنويا تليها الصين برقم استهلاك يتجاوز700 طن في السنة ومما ساعد على ارتفاع الاسعار هو حالة عدم اليقين بالاسواق المالية التي شهدت انهيارات جعلت الناس ينأوون عنها باتجاه الالتفات الى الادخار والمضاربة في الذهب وبما ان اسعار المادة تواصل صعودها فان طلب المستثمرين سيزيد عليها ما يجعلها عرضة لمزيد من الارتفاعات السعرية اما عن الارتباط او تحليل العلاقة بين سعري النفط والذهب فلربما تصح عليها مقولة ان التاريخ يعيد نفسه فبين عامي 1946 و0200 كان سعر اونصة الذهب يعادل 15 ضعفا لسعر برميل النفط اما بين عامي 1981-0200 فقد ارتفعت النسبة الى اكثر من 17 ضعفا باختصار يعتمد هذا المؤشر على عدد اونصات الذهب اللازمة لشراء 100 برميل من النفط.
|