وكانت الهند قد اعلنت صباح امس انتهاء العمليات ضد المسلحين في عاصمة الهند المالية التي يقطنها 14 مليون نسمة والتي عاشت اجواء رعب وصدمة بعد الهجمات الارهابية التي ضربها واسفرت عن مقتل 195 شخصاً وجرح 350 بينهم 23 أجنبياً واطلاق سراح 143 رهينة من فندق ترايدنت أوبروي الذي تم العثور فيه على 24 جثة.
الهند التي استنفرت واشارت بأصابع الاتهام إلى ان المسلحين تدربوا وقدموا من باكستان قال رئيس وزرائها مانموهان سينغ ان ثمناً سيدفع إذا لم يقم جيران الهند بتحرك لمنع استخدام اراضيهم لشن هجمات بينما وعدت باكستان بالتعاون لمكافحة مايسمى بالارهاب مؤكدة عدم مسؤوليتها عن هجمات مومباي التي شهدت انفجار قنابل عام 1993 اسفرت عن مقتل 260 شخصاً في بورصة الاوراق المالية ومعالم اخرى وقبل عامين قتل اكثر من180 شخصاً عندما فجر مسلحون متشددون قطاراً للركاب.
وفي اسلام اباد اعلن وزير الخارجية الباكستاني (شاه محمود قرشي) امس ان بلاده على استعداد لمكافحة اي مجموعة متمركزة على ارضها اذا قدمت الهند دليلا على ضلوعها في هجمات مومباي.
ونقلت (أ ف ب) عن قرشي قوله خلال مؤتمر صحفي اثر اجتماع خاص عقدته الحكومة الباكستانية لبحث هذه الاتهامات ان السلطات الهندية لم تتهم حكومة باكستان انها تشتبه في مجموعات قد يكون لها وجود في باكستان وبالتالي فاننا نقول انه اذا كان لديها معلومات او ادلة فعليها ان تطلعنا عليها.واضاف انه اذا كان احد ما او مجموعة ما ضالعة في هذا العمل الفظيع فان حكومة باكستان ستتخذ اجراءات بحقها.
وشدد قرشي على ان باكستان دولة مسؤولة وجار مسؤول وستتصرف وتتحرك بطريقة مسؤولة اذا تبين ان منفذي الهجمات او بعضهم على ارتباط ما بباكستان.
واضاف ان الحكومة وجميع مؤسسات باكستان تجمع على ان باكستان ليست متورطة فى هذا العمل الارهابي الفظيع .
وتقول نيودلهي ان بعض منفذي اعتداءات مومباي التي اوقعت ما لا يقل عن (195) قتيلا قدموا على ما يبدو من باكستان.وبعدما اعلنت باكستان مساء امس انها سترسل رئيس اجهزة استخباراتها الى الهند للتعاون في التحقيق عاد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني عن هذا القرار خلال الليل معلنا عن ارسال ممثل عن هذه الاجهزة ما زاد من حدة التوتر بين البلدين.
أما الحصيلة الاجمالية للقتلى فكانت ( 195) قتيلاً, بينهم ( 23) أجنبياً وهم ستة اميركيين وفرنسيان واستراليان وكنديان وألماني وياباني وبريطاني وإيطالي وسنغافوري وتايلندي وصيني وثمانية اسرائيليين.
أ ف ب قالت ان الاسرائيليين الثمانية قتلوا جميعاً في بيت ( شاباد ) المركز الديني لليهود المتطرفين في مومباي الذي استهدفتهم الهجمات وبين قتلى المركز اليهودي الحاخام غابرييل هولزبوغ الذي يحمل الجنسيتين الاميركية والاسرائيلية وزوجته الاسرائيلية الجنسية اضافة إلى اثنين من معاونيه يحملان ايضاً جنسية مزدوجة وامرأة.
ونجا موشي هولزبوغ ابن الحاخام من القتل كما نجا ( 610 ) اشخاص كانوا رهائن في الفندقين الكبيرين والمركز اليهودي من هجمات مومباي.
وفي برلين حذر (فرانك فالتر شتاينماير) وزير الخارجية الالماني من اطلاق اتهامات متسرعة على خلفية اعتداءات مومباي.
وذكرت (أ ف ب) أن ( شتاينماير) أكد في تصريحات أدلى بها لصحيفة (فيلت ام سونتاغ ) الالمانية الاسبوعية تنشر بعد غد ان الاتهامات المتسرعة التي تنبع عن رد فعل انفعالي لا يمكن الا ان تزيد الوضع تفاقما داعيا الهنود والباكستانيين الى التعقل درءا لاحتمال وقوع اضطرابات في المنطقة.
وقال الوزير الذى زار الهند لثلاثة ايام قبل اسبوع انه لم يكن هناك مؤشرات تنذر بوقوع اعتداءات بهذه الضخامة والضراوة معتبرا ماجرى مرحلة صعبة جدا ليس على مومباي فحسب بل على الهند بكاملها.
ودعا (شتاينماير)الغرب الى اشراك بلدان مثل الهند وباكستان في المفاوضات والمسؤوليات على صعيد السياسة الدولية مشيرا الى أن هذه الدول يجب ان تكون ايضا على استعداد للاضطلاع بهذه المسؤولية