لكن المشكلة أن يتم ربط موضوع (الإرهاب) بالاسلام على أساس ان الدين الاسلامي ليس دين سلام بل دين عنف وارهاب وتطرف, كما تحاول ان تصوره قراءات الغرب السياسية الخاطئة ووسائل الإعلام .
ولاننكر وجود نوع من التطرف الذي بدأ يظهر عند بعض الفئات المتشددة دينيا لدى جميع الامم وذلك لاسباب علمية ونفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية تتركز في ضعف البصيرة والتباس في المفاهيم, واستشراء الفساد وارتفاع معدل البطالة وتغلب الحياة المادية, وسوء توزيع الثروة والفجوة الكبيرة بين طبقات المجتمع وصورة الانحراف السياسي في العالم , وخاصة من الدول الكبرى والتي نتج عنها ظلم كبير بحق المسلمين والعالم الاسلامي.
إلا أن الخطر الحقيقي والاساسي ,في موضوع الارهاب يأتي من التطرف السياسي, فالقوى الدولية الكبرى هي التي تتحمل المسؤولية الاولى من ظهور وانتشار الارهاب الدولي لاعتبارات واهداف استراتيجية وضعت منذ مدة زمنية بعيدة تم خلالها توظيف مجموعة من المنظمات الارهابية البعيدة عن الدين, وخاصة أيام الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفييتي السابق.
إن سياسة الاتهام التي توجه الى العالم الاسلامي على انه محور الشر والمحرك الاساسي لحالة العنف والإرهاب في العالم سياسة تحمل في طياتها اصابع صهيونية وتجسد ثقافة صهيونية, واضحة شبيهة بما كان يفعله صناع التاريخ النازي والفاشية الايطالية, هذه الصورة السلبية بما تحمله من عدوانية كريهة للاسلام هي أفضل مثال على ان المجتمع الدولي بقيادة اميركا غير جادٍ في معالجة ظاهرة الارهاب على رغم ماتدعيه أمريكا في موضوع حربها على الارهاب, ولنقل صراحة ان مشكلة الارهاب ستظل مستمرة مادامت الصهيونية تلعب من وراء الستار في كل مكان بحرية تامة ,وخاصة في ظل غياب القانون والعدالة الدولية والمعايير السياسية المتوازنة والتي جعلت الواقع السياسي في العالم في حالة فوضى وانهيار.