هذا وقد نفذ أبناء محافظة القنيطرة ولجنة دعم الاسرى اعتصاماً شعبياً حاشداً امام مقر بعثة الصليب الاحمر الدولي بدمشق, بحضور السيد محمد العفيش امين فرع القنيطرة للحزب واعضاء قيادة الفرع واعضاء المكتب التنفيذي وفعاليات رسمية وشعبية, وذلك تضامناً مع الاسيرين المناضلين شمس وفرحات .
ورفع المعتصمون الاعلام الوطنية وصور السيد الرئيس وصور الاسرى في سجون الاحتلال البالغ عددهم اثني عشر اسيراً, ثلاثة منهم يقضون عامهم الرابع والعشرين خلف القضبان وفي مقدمتهم الاسير بشر المقت عميد الاسرى السوريين والعرب, الذي يعاني من تدهور خطير في حالته الصحية بعد رفض قوات الاحتلال الاسرائيلي اجراء عملية جراحية عاجلة لأحد شرايين القلب.
وسلم رئيس لجنة دعم الاسرى بياناً الى ممثل الصليب الاحمر في سورية ناشد فيه الامين العام للأمم المتحدة ومنظمة الصليب الاحمر الدولي وكل المؤسسات والمنظمات الدولية والانسانية بالضغط على الكيان الصهيوني من اجل وقف المحاكمات الصورية للأسيرين شمس وفرحات اللذين تستمر محاكمتهما غير القانونية منذ 31 تموز 2008.
وطالب البيان جميع المنظمات والهيئات الدولية والانسانية التدخل السريع والفوري والعمل على اطلاق سراحهما وسراح كل الاسرى السوريين من ابناء الجولان المحتل.
من جهتها تعهدت سونيا العرباوي مندوبة الصليب الأحمر الدولي في دمشق بايصال صوت المعتصمين إلى مقر اللجنة الدولية في جنيف معربة عن أملها بأن تسفر جهودها في الافراج عن جميع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
واشارت العرباوي في تصريح للصحفيين إلى أن الصليب الأحمر يقوم بشكل دوري بزيارة المعتقلين للاطلاع على أحوالهم وللتخفيف من معاناتهم داخل السجون.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد قامت باعتقال الاسيرين فرحات وشمس في اواخر شهر تموز من العام الماضي, ففي الثلاثين من تموز عام 2007 قامت وحدات خاصة من الشرطة الاسرائيلية باقتحام منزل عطا فرحات في بقعاتا في الجولان السوري المحتل, كما داهمت قوة امنية منزل يوسف شمس وقاموا باجراء تفتيش دقيق للمنزلين كما قاموا باجراء تفتيش شخصي لجميع افراد العائلة وتم حجزهم في ركن من اركان المنزل حتى انتهت القوة من عملية التفتيش والاعتقال, وقامت القوات المداهمة بحجز جهاز كمبيوتر شخصي وجميع اجهزة الهواتف العادية والمحمولة.
وتمت مداهمة منزلي شمس وفرحات بطريقة همجية قلبوا فيها الاثاث وحطموا كل شيء وصولاً الى كافة الزوايا في منزليهما, سعياً للحصول على اي وثائق يمكن ان تسهل فبركة اي تهمة قد تلصق بالاسيرين واقتادتهم القوات الأمنية الاسرائيلية الى جهة غير معروفة.
وبعد ثلاثة اشهر من اعتقال شمس وفرحات, تم توجيه التهمة )التعامل مع العدو(, لتكون الأسباب الموجبة لاتهام فرحات هي عمله كمراسل للتلفزيون السوري, يقول عطا من سجنه انه بخير ويتمتع بمعنويات عالية, فهو مازال مؤمناً بأن )الاعتقال لنا عادة والشهادة حب وعبادة(, وهو فخور بأنه حفيد غالية فرحات, اول شهيدة تسقط بالجولان.
الجدير ذكره ان فرحات اعتقل في تموز 2002 ولدى عودته الى الجولان بعد تخرجه في قسم الاعلام من جامعة دمشق وقبل ان يصل الى اهله وقريته, تم اعتقاله عند نقطة العبور على معبر القنيطرة, وسجن بتهمة )العمالة مع العدوب.
وهذا الاعتقال لم يكن الاول, فلقد سبق ان اعتقل في 19 نيسان 1987 وكان حينها يناهز الخامسة عشرة من العمر, بعد شهر على قتل جدته غالية فرحات برصاص اسرائيلي, اما الاعتقال الثاني على معبر القنيطرة فكان ثمنه 14 شهراً, امضى 8 منها في السجن والمدة الباقية في الحجز المنزلي.
اما الاسير المحرر يوسف شمس فيبلغ من العمر 55 عاماً, وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلته في العام 1973 وحكمت عليه بالسجن مدة 17 عاماً.