ها هو ترامب يغرّد مجدداً متباهياً بإنجازاته بقتل أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الأكثر إجراماً في تاريخ البشرية، والذي روّع بإجرامه العالم وشوّه صورة الدين والدنيا بمجازره وتفجيراته الانتحارية، والبغدادي هو لقبه واسمه الحقيقي وحسب المعلومات هو إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري، وهو أكثر الرجال المطلوبين على هذا الكوكب - ولقب بالطاغوت الإرهابي وهو بالفعل قلب حياة الكثير من الناس البسطاء إلى جحيم أسود تماماً وشرّد الملايين من الناس الذين فرّوا خوفاً من الذبح والقتل، وكانت الموصل أول مدينة يهاجمها البغدادي بعد أن استولى على أراضي شمال العراق، وتسلل إلى الرقة وإلى الشرق من حلب، بينما هاجم الآلاف من عناصره الإرهابيين مدينة أربيل وسيطروا على مدينة كركوك النفطية. لقد استغل التنظيم الإرهابي الناس البسطاء عازفاً على وتر الدين ليستطيع خلق اتباع له في المكان الذي يحط رحاله فيه وحوى بين طياته الالاف من المتشددين والمتطرفين خاصة من فئة الشباب والمراهقين بعد أن قام بعمليات مسح فكري لعقولهم وجرّهم نحو التطرف والإجرام والقتل والذبح.
دونالد ترامب أكد مقتل البغدادي في غارة أميركية على محافظة إدلب، كما أكد المسؤولون الأمريكيون موت البغدادي البالغ من العمر 48 عاماً، وقال ترامب «نفذت قوات العمليات الخاصة الأميركية غارة ليلية خطيرة وجريئة في شمال غرب سورية وأنجزت مهمتها بأسلوب رائع»، وقال إن البغدادي فجّر سترة ناسفة وقتل نفسه وثلاثة من أولاده، لقد مات ميتة كلب، ومات ميتة جبان، العالم الآن مكان أكثر أماناً، وقال ترامب إن القوات الأميركية كانت تتعامل مع «قوة نيران هائلة» لدى وصولها إلى المبنى الذي كان البغدادي يحتّم به مع أسرته ورفاقه، وقال يجب تطهير المجمع فهم إما أن يستسلموا أو يتعرضوا لإطلاق النار والقتل، وتسرّبت فيما بعد صورة من البيت الأبيض تظهر دونالد ترامب في غرفة محاطاً من اليسار من قبل مستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين ونائب الرئيس مايك بينس، ووزير الدفاع، مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك، ومن هناك أعلنت نهاية البغدادي في ظروف ليست واقعية.
يُعتقد أن البغدادي ولد في مدينة سامراء بوسط العراق في عام 1971، واستطاع الانضمام إلى تنظيم القاعدة ثم انفصل عنها ليشكل تنظيم داعش الإرهابي.
في تموز 2014، وبعد وقت قصير من إعلان تشكيل تنظيم داعش الإرهابي ألقى البغدادي خطبة من مسجد في مدينة الموصل العراقية التي تم الاستيلاء عليه، وبعد ظهوره غير المقنع لأول مرة أعلن نفسه أنه الخليفة: القائد السياسي والديني للمجتمع الإسلامي وتم رفض إعلانه رفضاً تاماً من قِبل جميع السلطات الدينية الإسلامية، لكن خلافته المزعومة أصبحت نقطة جذب لآلاف المقاتلين الأجانب العاطلين عن العمل والذين يمكن تسميتهم بالمرتزقة.
وحاول التنظيم الإرهابي ليس فقط السيطرة على الأراضي ولكن أيضاً إدارتها كدولة، وإنشاء نظام قضائي وحشي، وجمع الضرائب ولكن هذا التنظيم الإرهابي هزم في سورية هزيمة نكراء وتلاشت أحلامه وأحلام داعميه من السعودية وتركيا ومن ورائهم الولايات المتحدة الأميركية التي تدّعي اليوم بأنها عدوة للتنظيم الإرهابي وهي من ساهمت وروّجت له ليروّع العالم وما مقتل البغدادي في هذا الوقت بالذات إلا ورقة انتخابية جديدة لمصلحة دونالد ترامب تماماً كما فعل سلفه باراك أوباما عندما ادّعى قتل أسامة بن لادن قبيل الانتخابات الأميركية.