ولد البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم بن عواد البدري السامرائي، عام 1971 في مدينة سامراء بالعراق
مروره الأول على الجماعات الإرهابية المتطرفة حيث ساعد في تأسيس جماعة إرهابية عقب الغزو الأميركي للعراق في 2003، وألقت القوات الأميركية القبض عليه في الفلوجة، غرب بغداد، في شباط عام 2004، ليقضي فترة في سجن «بوكا» قبل أن تفرج عنه القوات الأميركية، وهي الفترة التي يعتقد أنها كانت لتدريبه وتجنيده.
ومن السجن إلى مظلة القاعدة في العراق التي برز إرهابه فيها سريعاً ليتم تنصيبه زعيماً لها في عام 2010 ومع بدأ الحرب على سورية في 2011 صدرت أوامر البغدادي لاتباعه هناك في تأسيس فرع للقاعدة تحت اسم «جبهة النصرة».
ولم تكن جماعة البغدادي معروفة كثيراً، وكان أقل أهمية من زعيم «القاعدة» أبو مصعب الزرقاوي، وكان لدى البغدادي طريقة فريدة للظهور من بين قادة الإرهاب الآخرين في العراق.
وبدأ يظهر أبو بكر البغدادي الإرهابي بتدرج خلال التنظيم ليصبح مساعداً لزعيمه أبو عمر البغدادي، ونائبه «أبو أيوب المصري»، حيث أراد أبو بكر البغدادي الاستئثار بزعامة القاعدة بعد مقتل الزرقاوي والتنافس مع «أسامة بن لادن» الذي كان زعيم القاعدة في العالم وقتذاك، ليتم الإعلان بعدها عن ظهور»داعش» الذي سيطر على الموصل وبدأ التمدد على جبهتي سورية والعراق. وهنا عُرف البغدادي كزعيم لـ «داعش» وصُنف كأخطر زعيم إرهابي في العالم.
كانت الجماعة الإرهابية المسلحة الصغيرة التي تزعمها البغدادي واحدة من ضمن عشرات الجماعات التي تجمعت بعد ذلك تحت لواء تنظيم القاعدة في العراق ثم «داعش» التي سيطرت، بزعامة البغدادي، على غرب ووسط البلاد، وكذا شرق سورية.
وفقاً لهشام الهاشمي، وهو محلل مقيم في بغداد، تشير تقديرات الحكومة العراقية إلى أن 17 من الـ 25 قائداً الأبرز من قادة تنظيم «داعش» الإرهابي الذين يديرون الحرب في العراق وسورية أمضوا وقتاً في السجون الأميركية بين عامي 2004 و2011، وجرى نقل بعضهم من سجن أميركي إلى سجون عراقية، حيث سمحت سلسلة من عمليات الهروب من السجون خلال السنوات القليلة الماضية بفرار كثير من كبار القادة وانضمامهم إلى صفوف الإرهابيين.
«هناك شيء كبير للغاية حدث» هذا ما غرّد به ترامب قبل أن يستيقظ العالم على نبأ مقتل أبو بكر البغدادي، ومن ثم تتالت التصريحات من البيت الأبيض للترويج للكنز الذي عثر عليه ترامب أو العمل الذي اعتبره جباراً وأنه سوف يخبر العالم بنفسه بهذا الإنجاز العظيم، وبعدها بدأ ينتشر كالنار في الهشيم خبر مقتل البغدادي في إدلب السورية على يد القوات الأميركية في عملية عسكرية سرية نفذت يوم السبت 26 تشرين الأول في محافظة إدلب السورية.
بكل تأكيد ترامب سوف يستثمر هذه العملية سياسياً، فعندما كانت أميركا على أبواب الانتخابات في عهد الرئيس جورج بوش الابن قُتل أبو مصعب الزرقاوي، وفي عهد أوباما وقبل الانتخابات أيضاً قُتل أسامة بن لادن، واليوم نرى أنه وعلى أبواب الانتخابات مرة جديدة يتم قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وهذا يؤكد أنهم مجرد أوراق بيد الأميركي يستخدمها قبل الانتخابات ولتحقيق أهدافه.
خمس سنوات رفعت فيها أعلام داعش الإرهابية في معارك السيطرة أولاً ثم نُكّست مع الهزائم المتتالية وظل البغدادي مختفياً حتى آخر ظهور له في نيسان الماضي مهدداً بحرب استنزاف للتنظيم المحتضر، فشهد العالم إعلان وفاة دولته المزعومة على يد الجيش العربي السوري وحلفائه قبل أن يشهد العالم إعلان مقتله في توقيت ملغوم على يد ترامب ورميه بالبحر بعيداً عن أنظار الدول المتعطّشة لمعرفة أسرار هذا التنظيم.