حيث عالج العرض الديكتاتورية كمفهوم وكأسلوب وخطورة سيطرتها على العقول فتغلق آفاقها وتحجرها, فتنتج التعصب والانانية والتسلط والظلم ان كان في السياق الفردي - الشخصي او على الصعيد الاشمل والعام فتبعات هذه الآلية في منتهى السلبية لأنها تعمى عن كل شيء إلا عن نفسها , حقيقة انها مفاهيم مشكلة من الناحية الاجتماعية والثقافية والسياسية يؤكد العرض على ضرورة تجاوزها والتخلص منه, لكن بأسلوب صحيح, كي لا تتصاعد الأزمات وتتحول الى خراب لا يحمد عقباها على اي جانب فيحذر العرض عبر مفرداته المباشرة والدلالية من ضرورة الاعتماد على الغير في قضية الخلاص لأن تداعياتها اكثر خطراً بكثير من تلك العقلية المحجرة والتي هي بالاصل عثرة حقيقية امام الانطلاق الى الافضل, خصوصاً ان اي تجربة اي حالة لها خصوصياتها والتي لن تفيد منها اياد غريبة لتجاوز ازماتها فتلك الايادي ستجلب الويلات لها , اما عناصر العرض المسرحي الحدث السعيد تآلفت مع مضمونه واكدته مثلاً الديكور المتحرك, منذ البداية يعلن باطباق جداره المتدرج عن انزار بالخراب المنتظر , الناتج عن تلك المؤامرة المزمعة ما بين الابن وان كان مظلوما من قبل ابيه الجنرال وما بين الغريب الذي يستعين به لخلاصه المحبط فيضيق أفقه رويداً رويداً الى حد الاطباق كي يصل الى قيد مطلق حول العرض تحدث الدكتور سامر عمران قائلا: لا بد من القول بأن الحضور المكثف للجمهور اثر ايجابيا على عطاء الممثل وادائه حيث نقلنا الفكرة رغم غرائبيتها كأنها واقع عادي ومن وجهة نظري استلزمت ظروفنا الحالية وامثال هكذا معالجات خصوصاً انه تطلع البعض باللجوء الى الغير والاستعانة به بهدف التغيير رغم عدم منطقية الفكرة ومعقوليتها لأن النتيجة حتماً ستكون واقعا هجينا ومشوها حيث من البديهات والمسلم بها بأن التغيير والتطوير يفترض ان يكون من الداخل والعمل على انفسنا اولا قبل الاعتماد على الآخر, صاحب التجربة المختلفة حتما والظروف المختلفة لذلك لن يكون ذلك في مصلحة التغيير بل ينحو الى هاوية لا قرار لها وما حصل في العراق تجربة حية ماثلة امامنا الى الآن وبالتالي تأتي المعالجة متناسبة مع متطلبات واقعنا وقضاياه الملحة.‏