تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا لاتتمكن الأمم المتحدة من فرض قراراتها لحل الصراع العربي-الإسرائيلي?

شؤون سياسية
الأربعاء 8/11/2006
نعيم قداح

ترقبت الأوساط السياسة باهتمام بالغ قرار العرب الخاص بعرض الصراع العربي الإسرائيلي على الأمم المتحدة بعد أن صرح عمرو موسى الأمين العام للجامعة بأن عملية السلام

قد ماتت ورأت هذه الأوساط أن الموضوع يعتبر خطوة تاريخية نظرا لنتائج تلك المعركة الدبلوماسية الصعبة التي بدأت تلوح في الأفق بين العرب من جانب وإسرائيل والولايات المتحدة من جانب آخر, وأعلن كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة أن الدول العربية تقدمت بطلب رسمي الى مجلس الأمن للإقرار بفشل عملية السلام والحاجة ماسة الى انشاء آلية جديدة للتقدم على جميع المسارات (الفلسطيني واللبناني والسوري).‏

الأوساط الإسرائيلية أعربت عن قلقها العميق من هذه التحركات العربية لفرض حلول دولية للصراع وكشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية أن مكتب رئيس الحكومة ايهود أولمرت أصدر تعليماته برفض الفكرة جملة وتفصيلا وأن الخارجية الاسرائيلية رأت في الخطوة العربية اجراء خطيرا, لا شك أن هذا الرفض الاسرائيلي المنتظر والتحفظ الأميركي الذي كان متوقعا بتطلب من العرب جهودا اضافية كي ترصد التحركات الصهيونية والامبريالية المضادة وتحدد كيفية التعامل معها بعد قرار التعامل مع الصراع من خلال المنظمة الدولية, بالرغم من حمامات الدم التي تسبح فيها المنطقة وتلال الاحباطات الشعبية والرسمية التي تهز كيانها, وقد أكدت مصادر من جامعة الدول العربية أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة بشأن تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وكشفت عن وجود مشاورات مكثفة وعميقة بين وزراء الخارجية العرب للأسلوب الذي سيتم به عرض القضية على مجلس الأمن, كما أكدت وجود أفكار وتحركات واتصالات دولية وعربية حول هذا الموضوع ,وأضافت أن السيد عمرو موسى عرض تقريرا مفصلا حول هذا الموضوع, بقي أن نشير الى أن وزراء الخارجية العرب الذين أقروا عرض الصراع العربي الإسرائيلي على مجلس الأمن في اجتماعين متتاليين (في منتصف تموز 2006 وفي العشرين من آب 2006) لم يكن أمامهم بديل غير الإصرار على تنفيذ ما أقروه برغم الرفض الاسرائيلي والمناورات والمواقف الأميركية المنتظرة في مجلس الأمن التي عملت ضد المصالح العربية طوال السنوات الطويلة الماضية,وبعد الفشل الواضح الذي أصاب اسرائيل في لبنان على أىدي المقاومة تأكد للعالم أجمع فشل عملية السلام في المنطقة, وتبين أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه دون تحرك دولي حقيقي وفعال سيؤدي الى عواقب وخيمة ليس على العرب وحدهم ولاعلى المنطقة فحسب ولكن العالم كله سيدفع حينها ثمن عدم تحركه واكتراثه!. إن الاعداد لتفعيل هذه المبادرة المطلوبة بالحاح متزايد لم يكن كافيا وقد دفع بالأمة العربية خصوصا الشعب الفلسطيني الى توخي آمال مستعصية على التحقيق في الظروف الحالية فلم يسبق لدول عربية كبيرة أو صغيرة أن اتخذت اجراءات عقابية على الاعتداءات الصهيونية المتواصلة, مثل تعليق أو قطع العلاقات بإسرائيل حتى يرى المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن هناك كلفة غالية لتمادي اسرائىل في استباحة حقوق العرب اجمالا, كما حصل لإسرائيل إثر عدوانها الأخير على لبنان ثم إن التباين الواضح وفقدان التنسيق الملزم للمواقف العربية يمّكن الحلف الأميركي الإسرائيلي من التلاعب بالتناقضات العربية وفتح المزيد من الثغرات في الجسم العربي, وقد تجلى هذا التلاعب عندما تمكنت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا من شراء المزيد من الوقت لتمكين اسرائيل من التوسع الضئيل في العدوان على لبنان وتأمين القنابل الضرورية عبر أراضيها حتى تنقذ من الاحراج الذي أصابها بسبب صلابة المقاومة اللبنانية والاحتضان الذي رافقها. (كلوفيس مقصود). كما أن الأوضاع المتردية في العراق وهذا بالطبع موضوع آخر لا تؤهله مرحليا لأن يؤدي دوره التاريخي في استراتيجية عربية رادعة لكن هذا لا يشكل عائقا أمام ضرورة وحدة الموقف العربي الجادة والتي لا تزال مغيبة وإن كانت فقط قائمة الى حد كبير على مستوى شعوب الأمة,من هنا يتبين لنا أنه حتى لو تحولت الورقة البيضاء, زرقاء (مصطلح أممي في المقترح من النصوص أمام مندوبي الأمم المتحدة يوزع أولا على أوراق بيضاء ثم على أوراق زرقاء صالحة للمناقشة والاقرار) مرشحة للتداول في أروقة مجلس الأمن فإن الوضع الأوروبي نفسه غير مستعد للتبني وإن كان ممكنا أن يمتنع عن التوصيت لقرار شامل وينطوي على آلية التنفيذ,وقد لجأ بعض أعضاء مجلس الأمن الذين يدعون التعاطف الى ادخال تعديلات من شأنها اقناع الولايات المتحدة بعدم استعمال حق النقض وعندئذ سوف يكون القرار المتخذ اجترارا للقرارات المشلولة أصلا, فيخيب أمل العرب من جديد في جدوى اللجوء الى المنظمة الدولية التي شرعنت من خلال العديد من قراراتها الحقوق العربية في فلسطين قبل أن يستأثر حلف بوش بلير بتجاوز قراراتها وإبقاء اسرائىل في منأى عن الامتثال للقانون والشرعية الدوليين.‏

سفير سابق‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية