تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأولى في سورية

آراء
الأربعاء 8/11/2006
د. اسكندر لوقا

كذلك هي الأولى في الوطن العربي فلقد برهنت التجربة التي عاشها الجمهور الدمشقي ليلة الثلاثين من شهر تشرين الأول الفائت على مصداقية هذا العنوان , حين اختبروه على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.

في الليلة المذكورة أقدمت مؤسسة زرياب المعروفة بخطاها الجريئة بإشراف الفنان الفذ الاستاذ رعد خلف , أقدمت على عرض تجربتها الاولى في حفلها التأسيسي, بكل ما كسبه من خلال تجاربه الفنية السابقة على مسارح الوطن وخارجه, وصولا الى تشكيله أول فرقة سيمفونية نسائية في سورية والوطن العربي.‏

قبل ذلك كانت للفنان رعد خلف تجاربه المتعددة, قبل هذه السيمفونية التي تحمل اسم ( اوركسترا ماري) ومن اعماله السابقة والمتميزة, على سبيل المثال, مسرحية ( اخر حكاية) و( حفل من ماري) و( ليلة من إيبلا) و( الواح من أوغاريت) وسوى ذلك مما جعل المرء يطمئن على استقامة المسيرة الفنية في وطننا برقيها المنشود.‏

إن ( اوركسترا ماري) تأتي ضمن المتتاليات التي شهدها وطننا منذ أن أعطيت المرأة حقها في الحضور على الساحات المختلفة , امتدادا لظاهرة احتضان همومها,وفي مقدمها, كما هو معروف, أن تكون شريكة حقيقية للرجل في حمل أعباء بناء البلد الذي غدا معلما بارزا بين بلدان المنطقة العربية, من حيث انخراطه الفعال في عملية النهوض الحضاري,وتحديدا منذ سنوات مابعد عام الاستقلال في منتصف أربعينات القرن الفائت, بعد أن كانت قد انخرطت, من قبل, في العمل الثوري, إلى جانب الثوار, أيام التصدّي لمستعمري بلادنا منذ أوائل القرن المذكور.‏

من هنا تأتي هذه الأوركسترا لترسّخ في الذاكرة الوطنية لدى جيل الشباب أن مفهوم المرأة على طرف والرجل على الطرف, مفهوم يتعارض مع الواقع الراهن, بل مع الواقع المعاش بالفعل لابالقول فقط, في الوطن, وذلك طبقا للمعادلة التعادليّة, إن صح التعبير, بين مظاهر الكون والحياة عموما.‏

الرجل في بلدنا يستكمل حضوره في المجتمع بحضور المرأة إلى جانبه, كذلك المرأة تستكمل حضورها في المجتمع بحضور الرجل الى جانبها, وليس من العدل في شيء أن يُنظر إلى المرأة على أنها الطرف التابع للطرف الآخر السيد. وكما نذكر جميعا أن المرأة تبوأت في السنوات الأخيرة مواقع متقدمة إن في السلك الدبلوماسي أو في المجال الإداري وصولا إلى مقام الرئاسة نائبة أو مستشارة لرأس السلطة في البلاد, ماجعلها تواجه نوعا فريدا من أنواع المهام التي لم تكن مألوفة لديها.‏

أيضا,شاهدنا مرات عديدة, مثل هذه النقلة في مجال الموسيقى, فغالبا ما شاركت المرأة لدينا, في الأمسيات الموسيقية المتميزة أيام الفنان الكبير صلحي الوادي على وجه التحديد. وها هي ذي تنفرد هذه الأيام, في ترجمة قدرتها على أن يكون لدورها معناه الحضاري على أرض الواقع, منضوية تحت أول فرقة سيمفونية نسائية تم تشكيلها في سورية والوطن العربي حملت اسم أوركسترا ماري.‏

إنهاعتبة مرور إلى مستقبل أكثر إشراقاً نتمناها لهذه الفرقة ولمؤسسها والمشاركين في جعل نبضها الموسيقي الاخاذ, نبض كل من قرأ عن سورية بلد الحضارة التي بقيت تتألق في أرجائها الفسيحة منذ الاف السنين منارة مضاءة وستبقى دوما مستعصية على هواة الظلام.‏

">Dr-louka@maktoob.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 08/11/2006 08:15

أيها الكاتب : المعادلة بين الرجل والمرأة ليست تعادلية, بل الأصح العلاقة بين الذكر والأنثى تكاملية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية