|
حملـة لخدمة قضية الجـولان...سورية.. الهويـة والهوى هذا جولاننا قاد الحملة أحمد علي حشاش، وبعض الفنيين فيها، وكان لافتاً ما أعده من أفلام وفق رؤية قدمت الجولان من حيث التاريخ والموقع الجغرافي ومكانته كقضية مركزية لسورية، منها فيلم الجولان في القلب، وفيلم الجولان الأرض والإنسان، وهناك أفلام قصيرة تضمنت الندوات وتحدثت عن العروس الجولانية والمياه في الجولان والقرى والمدن الجولانية، من إخراج هيام إبراهيم.
قلب القلب - الهضاب والمرتفعات في أحد الأفلام وأثناء جولة الكاميرا في الأراضي الجولانية المحررة من موقع عين التينة وموقع القنيطرة المحررة، تحدث المعد عن المنطقة تاريخياً وجغرافياً، بكلمات حملت الفخر والاعتزاز بأرض الجولان التي امتدت أصالتها إلى غور التاريخ العتيق فقال: هنا ركع التاريخ قبل تاريخه، وهنا كان الماضي حكماً لنا، كما هو الحاضر والمستقبل، وآلاف السنين التي مرت من هنا. حكاية متواصلة، مؤصلة، تاريخها باق فوق الأرض وتحتها أثر لا يمكن أن يزال، الجولان أو حارس الجولان، الهضاب المرتفعة، الامتداد الطبيعي لجبال حرمون، تقع في القسم الشمالي من مجرى نهر الأردن، بين سفوح جبل الشيخ، وبين نهر اليرموك وتشرف على بحيرة طبرية، وقد اشتهرت بسيطرتها على مناطق الحولة، لذلك قامت فيها منذ القديم مواقع ومدن حصينة كبانياس وفيق.
هذه المنطقة كانت موئلاً للزراعة والبركة والقداسة، والدلالة على ذلك لاتزال مكنوزة فيها، المياه، هدية السماء، لذلك نرى في كتب التاريخ مواضع كثيرة، تحدثت عن بدايات الزراعة في الجولان، وبداية صناعة التعدين والأسلحة. والفلاح الذي ما زال مصراً على حراثة أرضه المعطاء، يؤكد على استمرارية التاريخ واستمرارية العطاء. والراية المتعانقة لا تزال معقودة في تلك الأرض وستبقى. لكن الطامعين في هذه الأرض وما فيها من كنوز كانوا كثراً، آخرهم العدو الغاشم الذي اقتطع الجزء من الكل، فاقتطع القلب من الجسد، ليبقى رغم كل هذا، القلب حياً والجسد أيضاً حياً. ترقب كل صباح عيوننا وعيون ذاك العائد عما قريب حتى وإن طال الزمان، فالحق عائد إلى أصحابه لا محالة، مادام القلب العربي ينبض بالكرامة وحب التراب والأرض والحياة، التي هي الغاية والرجاء لنا جميعاً. فأمنا الأرض التي علمتنا على طول المدى حبها، هي التي تقف معنا ناهضة شامخة، محرضة واثقة، تدعونا في كل صباح وعشية بألا ننسى حقنا المنتظر. الأرض جولانية، سورية الهوية والهوى، قلب القلب تنادي، فالموعد قد حان لتعودي يا بلادنا الخصيبة، يا بنت الزمان، يا سيدة الينابيع، فالأنهار والينابيع فيك تقترب منا، والحاصباني وبانياس والدان، وبحيرة الحولة وطبرية ووادي الرقاد والعرام واليرموك، كلها تتوق إلى شفاه الأرض العطشى، وشفاه أبناء الأرض الحقيقيين المقدسين لها.
|