لكن صمود وشجاعة هؤلاء الأسرى أمام محققيهم تدفعهم لعدم الاعتراف على الرغم من علمهم أن الجلاد الصهيوني سوف يستخدم كل وسائل التعذيب ضدهم من أجل انتزاع تلك الاعترافات لكن دون جدوى.. وهنا يبدو لنا واضحاً استخدام طرق غير إنسانية، وغير قانونية أثناء التحقيق مع الأسرى، وخاصة أن بعضهم يتعرض لأنواع من التعذيب محرمة دولياً، لكن العدو الصهيوني لا يكترث بكل الشرائع والقوانين الدولية والحقوقية التي تنادي باحترام الأسرى أثناء العمليات الحربية، وأثناء الاحتلال لأي منطقة أو إذا كان الاحتلال للأرض ومن عليها قائماً تماماً كما هو حاصل لاحتلال الجولان، وفلسطين.
ومن هذه الأنواع التي يمارسها العدو الصهيوني ضد أسرانا في المعتقلات حقن اجساد هؤلاء الأسرى »بفيروسات» مرضية قد تودي بحياتهم ومثال على ذلك الاسير الشهيد هايل أبو زيد الذي استشهد داخل المعتقل وهو يعاني من »فيروس» أدخله العدو الصهيوني إلى جسمه ولم يعالجه منه، امعاناً في التعذيب.. وهذا ما يحصل للكثير من الأسرى الشهداء والأسرى الذين مازالوا على قيد الحياة..
إن ما نشير إليه هو حقيقة يمارسها العدو الصهيوني في سجون ومعتقلات الدامون، وعسقلان، وطبريا، الجلمة، وبئر السبع، ونفحة، وشطة الجلبوع، والتلموند، والرملة، ومستشفى سجن الرملة، وغير ذلك من المعتقلات والسجون الصهيونية التي تغص بالأسرى العرب الذين يرفضون الاحتلال ويقاومونه بكل ما يملكون من وسائل للمقاومة.
ونحن هنا نؤكد على المجتمع الدولي إذا كان هذا المجتمع يحترم نفسه وقراراته، أن يعمد إلى ارسال لجان تحقيق بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن أوضاع الأسرى الصحية داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية ومعرفة الطرق التي تستخدم ضد هؤلاء الأسرى أثناء التحقيق وبعد التحقيق معهم، والتعرف كم أسير استشهد داخل المعتقلات الصهيونية وكم أسير أصيب بعاهات دائمة نتيجة استخدام وسائل محرمة دولياً..
وكم أسير أصبح غير قادر على المشي أو حتى الوقوف نتيجة اصابته بأمراض تم نقلها من خلال حقن جسده بفيروسات مرضية..
تلك هي حقيقة ما يعانيه الأسرى داخل المعتقلات الصهيونية، وهذه الحقيقة يؤكدها أيضاً الأسرى المحررون الذين ينتظرون فعلاً دولياً يضع حداً للممارسات الصهيونية ضد الأسرى من أبناء الجولان المحتل والأسرى الفلسطينيين الذين يتجاوز عددهم 12 ألف أسير وأسيرة..