وذكرت اللجنة المنتخبة لمتابعة تسويق التفاح في الاسواق السورية بأن الكمية المسموح عبورها هذا العام هي 8000 طن من الصنفين «غولدن» (الاصفر) و «ستاركنغ» (الاحمر). في حين انه من المقرر ان تستمر عملية الشحن لفترة لا تقل عن الشهرين اي بوتيرة ألف طن في الاسبوع أو 200 طن في اليوم.
يُخزّن تفاح الجولان بعد قطفه عن الأشجار في شهري أيلول وتشرين الأول في برادات حديثة تستطيع تخزين التفاح في ظروف ممتازة لمدة قد تصل من الموسم إلى الموسم إذا اضطر الأمر. ويوجد في الجولان 8 مخازن تبريد ضخمة موزعة في مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا, وكلها ملك لمزارعين مساهمين من الجولان كلُُ حسب حصته في المساهمة, وهذه البرادات هي:
ـــ في مجدل شمس: براد المجدل, براد المرج , براد الشرق, براد الجولان.
ـــ في بقعاثا: براد الثلج, براد الشعب, براد حرمون.
ـــ في مسعدة: براد السلام.
تقدّر المساحة المزروعة بالتفاح لدى مواطني الجولان السوريين نحو 17 ألف دونم وهي أرقام غير رسمية, موزعة ملكيتها على سكان مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وبنسبة صغيرة على سكان قرية عين قنية.
تعود ملكية هذه الدونمات إلى جميع أبناء هذه القرى تقريبا, حيث قلما نجد بيتاً لا يملك قطعة أرض مزروعة. وتتفارق الملكية, فهنالك المالكون الكبار الذين تصل ملكيتهم بين 40-80 دونماً وقد أصبحوا أقلية نظرا لتجزئة الملكية وتقسيمها بين الاخوة الذكور في كل بيت. وبحسابات بسيطة يمكننا القول: إن متوسط ملكية البيت الواحد في الجولان من بساتين التفاح هي 6 دونمات لكل بيت.
وتقدر كمية التفاح التي تم تخزينها في البرادات من انتاج مزارعي الجولان حوالي 30 الف طن, ويعتبر انتاج هذا الموسم أفضل من العام الماضي من حيث الجودة حيث كان نظيفاً من الامراض وخاصة مرض الجرب وخالياً من الحشرات وخاصة ذبابة المتوسط التي تمت مكافحتها.
بدأت فكرة بناء برادات تخزين الثمار للحفاظ على اسعار منتوج التفاح من تلاعب التجار , وذلك بتقنين الكمية الواصلة الى الاسواق في موسم القطاف, لذلك قرر عدد من كبار المزارعين بناء براد كبير يحفظ المنتوج بمواصفات عالية ريثما تخف الكمية الموجودة في الاسواق. فكان بناء وتجهيز البراد الاول في الجولان ليفتح الابواب امام ظاهرة بناء برادات متطورة تفسح المجال لحفظ كميات لا بأس بها من الانتاج المحلي ليتم تسويقها في الفترات الاكثر ملاءمة للسوق.
اعتبر انتاج التفاح وحتى بداية التسعينيات من القرن المنصرم ركيزة اساسية في الدخل الاقتصادي لنسبة كبيرة من سكان الجولان, لذلك تركزت معظم المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في قرى الجولان حول (صناعة التفاح) لكون المنطقة متميزة في جودة ثمار التفاح فيها نتيجة مكانها الجغرافي الاكثر ملاءمة لزراعة التفاح وذلك لوجود البساتين المزروعة على ارتفاع بين 900 و 1200 متر عن سطح البحر.
بدأت زراعة التفاح في الجولان منذ عام 1947 حيث جُلبت غراس التفاح على أيدي أحد أبناء بلدة مجدل شمس, حيث كان الفلاحون آنذاك يزرعون القمح والشعير والخضراوات مثل الملفوف والبطاطا وغيرها ليبيعوا محاصيلهم في أسواق دمشق وغيرها من الأسواق المجاورة.
أول بساتين التفاح المزروعة كانت في منطقة (المرج) في سهل اليعفوري قرب مجدل شمس حيث تروى الاراضي المزروعة من نبع (رأس النبع)، أي ان بداية زراعة التفاح كانت زراعة مروية. بعد اقتناع المزارعين بجدوى زراعة التفاح في المنطقة بدأت تتحول الأراضي الى زراعة التفاح مع الحفاظ على زراعة الخضراوات بين الاشجار الفتية.
مع بداية الستينيات من القرن المنصرم بدأ انتاج التفاح في قرى الجولان وسوّق الانتاج في أسواق دمشق والقنيطرة في سنوات ما قبل الاحتلال الصهيوني، تميزت زراعة الاشجار المثمرة في شمال الجولان عن باقي الزراعة في الجولان قبل الاحتلال عام 1967 حيث كانت الزراعة الحولية هي السائدة.
واستمر سكان الجولان في زراعة التفاح لتصل الى أراضي (البعل).