إن «إسرائيل» كيان إرهابي عنصري،توسعي، غريب عن المنطقة وتاريخها، «صدرته» القوى الاستعمارية للمنطقة ليكون »«كلب حراسة» لها لحماية ورعاية مشاريعها وأهدافها من جهة ولتتخلص من هؤلاء الصهاينة العابثين بمجتمعاتهم.
وتاريخ هذه الحركة الإرهابية جعلها تتصف بسمات أساسية لازمة لها وتميزها عن غيرها فهي شر للبشرية كلها، من حيث أنها تزييف للمبادىء السماوية، فهي تستخدم اليهودية لما هو في حقيقة الأمر ظاهرة شوفينية مصطنعة عبرت عن نفسها في إيديولوجية استعمار استيطاني قائمة على اغتصاب الأرض العربية والتوسع الإقليمي منها.
ومن حيث أنها معول هدم للمجتمعات القائمة في العديد من بلدان العالم، وتتضح شرورها أكبر ما تتضح في رفضها مقومات المجتمع الوطني والقومي في العالم، وسعيها لتفتيت هذه المجتمعات، إذ إنها بتحريضها اليهود المندمجين في كل مجتمع قومي على الانسلاخ من مجتمعهم وهجر أوطانهم إنما تعمل على فصل شريحة من الشرائح المكونة لتلك المجتمعات،وتبث في عناصر هذه الشرائح روح العنصرية والنازية لتزج بهم في أرض لا تربطهم بها رابطة، وهناك تجندهم لأعمال العدوان والقتل والتدمير.
ويسيء فهم الصهيونية من يلقي بالاً إلى ذرائعها، ويسيء فهمها أيضاً من يظن أنها ترتدع بغير القوة.
لقد بغت «إسرائيل» وأصابها الغرور، وملأت رؤوس المسؤولين فيها، فأوغلوا في الجريمة واستمرؤوا في العدوان يملأ قلوبهم حقد أسود على شعبنا وعلى البشرية، ويستبد بهم تعطش لسفك الدماء، ويوجه خطاهم استخفاف بمبادىء البشرية ومثلها العليا، وبالقوانين والقرارات الدولية.
إن الصهيونية وكيانها الإرهابي، ظاهرة مخالفة لمنطق التاريخ واتجاهه، تتجسد في كيان إرهابي عدواني، تؤدي دوراً استعمارياً استيطانياً، معتمدة على دعم القوى الامبريالية لها.
إذاً، فنحن أمام عدو إرهابي توسعي عنصري، لايحترم قانوناً ولا يرتدع إلا بالقوة، وفي نفس الوقت يحاول خداع العالم بأنه يريد السلام، وانخدع معظم العالم بهذه الكذبة الكبرى.
لقد قدمت سورية منذ سنوات ورقة مبادىء وكما هو معروف أن عملية السلام تحتوي كماً من العناصر، وهذا الكم يجب أن يعالج بمجموع عناصره، وأن هناك عناصر ثلاثة يجب أن تعالج رغم أنها تنضوي كلها تحت عنوان السلام وهي الانسحاب والسلام والأمن، وسورية تسعى دائماً إلى أن يكون السلام شاملاً لكي يكون دائماً وأن يكون عادلاً، في هذا الإطار تسعى إلى تحقيق سلام حقيقي يؤمن الحقوق ويؤمن الحياة المستقرة.
فنحن نريد السلام على أساس قرارات مجلس الأمن القاضية بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وحقوق الشعب العربي الفلسطيني، وكان هذا جوهر لقاءات واتصالات سورية عبر كل الوفود التي تزورها والدول التي تتصل بها.
لكن الكيان الصهيوني وحلفاءه في داخل الوطن العربي وخارجه يمارسون المكر والدهاء لاستغلال أي متغير في العلاقات الدولية، ويحاولون تسخيرها بشكل خطير وسلبي ضد المصالح القومية العليا للأمة، ولقد اتبعوا مسارات كثيرة بهدف إضعاف الجانب العربي، وفي المقدمة سورية، بدءاً من الاتفافات المنفردة، وتوقيع الاتفاقات الثنائية بين بعض العرب وبين الكيان الصهيونية، وإقامة تحالفات دولية وتوجيه التهم والحصار، بمجالاته المختلفة، ظناً منهم أنهم قادرون على إركاع سورية وجعلها تفرط بحقوقها وحقوق الأمة لكن الموقف العربي السوري كان ولايزال قوياً جداً، لأننا أصحاب حق والمتغيرات الدولية لاتفرض علينا التراجع والسلام يعني الحقوق، بمعنى أن يأخذ كلٍ حقه، وأن يكون سيد نفسه، ومصالحه، هذا فهمنا السلام.
وعندما يسقط فرع من هنا، وفرع من هناك لايغير في الشجرة وجذورها أبداً، وخاصة عندما تكون جذورها عميقة في باطن الأرض، فيبنون على هذا الوهم، ويعتقدون أنه إذا سار فلان من هذا البلد أو ذاك ووقع اتفاق «سلام» مع الكيان الصهيوني، ستركض سورية وراء السلام المزعوم.
لقد تعلمنا في مدرسة القائد الأسد، أننا في سورية لا يستطيع أحد أن يتنازل عن جزء من أرضه، ومن يفرط بجزء من وطنه فهو خائن للشعب، وهذه بديهة يؤمن بها كل مواطن سوري وعندما يحكم الشعب على واحد بأنه خائن فمصيره معروف.
هذا هو موقفنا من السلام، الذي يتعارض ويتنافى مع موقف الكيان المغتصب الصهيوني الإرهابي الذي يعمل كل جهده لمنع تحقيق السلام العادل والشامل.