«الطريق الثوري».. يقتحم المشاعر بقوة
سينما الأثنين 23-2-2009م رنده القاسم بين لقطتيها الأولى و الأخيرة من «الطريق الثوري ـ Revolutionary Road « تشعر و كأن «كيت وينسليت» كبرت عشرات السنين رغم أن الفارق الزمني المفترض بين اللقطتين هو سبع سنوات فقط.
ف «وينسليت» نجحت بشكل كبير في التعبير عن اليأس الذي اجتاحها بعد السنوات التي تلت لقطتها الأولى و تجلى هذا الشعور المؤلم في نظرات عينيها و تعابير وجهها وحركات جسدها و أقوى تجلياته في صمتها الذي كان أشد عمقا و تأثيرا فاستحقت عن جدارة الفوز بجائزتي « غولدن غلوب « و «بافتا» و الترشيح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة .
«الطريق الثوري»هو حيث أقام الزوجان الشابان «آبريل»(وينسليت) و «فرانك» ( ليوناردو دي كابريو) فبعد ظهورهما في البداية كممثلة طموحة و شاب ذكي يحمل الكثير من الأحلام نراهما فيما بعد زوجاً يعمل في شركة اتصالات مع تذمر مستمر من عمله وربة منزل تعيش بشكل روتيني بعد أن أنجبت ولداً و بنتاً وفشلت في تحقيق طموحها في التمثيل هذا مع القناعة بأنهما مميزان و مختلفان عمن حولهما و يعيشان في العالم الخطأ ما يخلق حالة من الانكسار و العزلة الروحية و الجسدية بينهما . و يأتي يوم و تلمع برأس «آبريل» فكرة» ثورية» وهي أن يسافرا إلى باريس فتعمل هي هناك ريثما يستطيع هو اكتشاف هدفه من الحياة . وهكذا فجأة تنبعث الحياة من جديد مع اقتناع «فرانك» بالفكرة و لكنها حالة سريعاً ما تنتهي إلى ما هو أسوأ من البداية ، إلى حقيقة أن عمل شيء مختلف للخروج من الحياة الفارغة اليائسة ما هو إلا ضرب من الجنون ثمنه باهظ جداً .
لولا أننا نعرف بأن الممثلين من عصرنا الحالي لآمنا بأننا نشاهد فيلما من الخمسينات بإضاءة و نوعية صورة و تفاصيل دقيقة جعلت مصممي الأزياء و الديكور مرشحين لعدة جوائز إضافة إلى ترشيح «سام منديس» لجائزة الأوسكار كأفضل مخرج و رشح» جوستين هايث» لجائزة الأوسكار كأفضل كاتب لسيناريو مقتبس عن رواية و هي التي كتبت بقلم «ريتشارد ييتس» عام 1961 و حملت العنوان ذاته.و هكذا كان « الطريق الثوري» عملا لفريق ناجح استطاع باقتدار و قوة اجتياح مشاعرنا حين نقلنا لأعماق عالم بطليه بكل آماله وآلامه .
|