بعد أن صار للطاقة قانون يرشدها..المنشآت الصناعية تلتزم بتنفيذ المشاريع المعتمدة وتدفـــــع بـــــدل توفــــــير
الثورة اقتصاديات الأثنين 23-2-2009 مرشد النايف لم يعد مفهوم ترشيد استهلاك الطاقة مجرد شعار و القانون رقم 3 لعام 2009 الذي اصدره السيد الرئيس يوم امس يأتي في سياق منح عوامل جديدة لدعم التنمية والتطور في سورية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي ،
و بما يسهم في تامين متطلبات التنمية المستدامة. فالتكاليف التأسيسية اللازمة للاستفادة من كفاءة استخدام الطاقة وترشيد استهلاكها ووضع القانون الجديد حيز التطبيق تعادل نحو 25٪ من تكلفة تلبية الطلب المحلي على الطاقة بالطرق التقليدية وفقا لما قاله رئيس مركز بحوث الطاقة محمد الشيخي في تصريح لـ «الثورة» . و يعتبر المستشار الاقتصادي وخبير الطاقة زياد ايوب عربش ان جدوى هذا القانون تنبع من اهميته البالغة على المديين المتوسط والطويل في تعزيز ميزان الطاقة السورية ، خاصة لجهة الاستخدام العقلاني للطاقة وبروز طاقات متجددة وجديدة كمكون اساسي لهذا الميزان، ويقدر عربش ان القانون الجديد لايهدف فقط الى تعزيز مفهوم ترشيد استهلاك الطاقة بل سيدخل سورية ، في حال تطبيقه بالشكل الامثل ، مرحلة الكثافة الطاقوية المثلى، أي استهلاك قليل من الطاقة وبشكل متناقص مقارنة بمزيد من نمو الناتج الاجمالي المحلي ، ويضيف عربش ان الكثير من المنشات الصناعية القائمة او قيد الانشاء ستعمد الى استخدام افضل التجهيزات للبنى التحتية المنتجة والمستهلكة للطاقة للحصول على نسب من القيم المضافة.
ومن الاسباب الموجبة لصدور هذا القانون الدور المحوري الذي تؤديه الطاقة في التطور الاقتصادي والاجتماعي باعتبارها إحدى أهم المستلزمات المحركة للقطاعات الاقتصادية المختلفة وركيزة اساسية من ركائز التطور الاجتماعي وتحسين المستوى المعيشي للأفراد والمجتمعات ويرافق ذلك تنام في الطلب فقد بلغ الطلب الكلي على الطاقة في سورية في عام 2007 نحو 22،9 مليون طن نفط مكافئ مقارنة مع الطلب الكلي عام 2000 الذي وصل الى 16 مليون طن نفط مكافئ، وكانت المشتقات النفطية أهم المصادر المستخدمة وتغطي نحو 70٪ من الطلب الكلي على حوامل الطاقة، يليها الغاز ويغطي نحو 23٪ بينما تغطي الطاقات المتجددة المحصورة بالطاقة الكهرومائية وطاقة الكتلة الحيوية نحو 7٪ من الطلب الكلي على الطاقة. كما بلغ معدل نمو الطلب على الطاقة في سورية خلال الفترة 2000-2007 (5.3٪) سنوياً وتعد هذه النسبة كبيرة جداً بمقارنتها مع معدل الطلب على الطاقة في الدول العربية والبالغ 3،8٪ سنوياً. في حال استمرار وتائر الطلب الحالية على حوامل الطاقة فإن حجم الطلب سيصل في عام 2020 الى حوالي 46 مليون طن نفط مكافئ، وهذا الرقم يقارب ضعف الانتاج المحلي المتوقع وقتئذ الذي لا يتوقع أن يتجاوز 24 مليون طن نفط مكافئ وفق المؤشرات الحالية. كل 905 كغ نفط مكافئ تنتج 1000 يورو. والقانون الجديد نص في مادته السادسة على احداث وحدات التنظيمية للحفاظ على الطاقة في كل جهة عامة وخاصة و تكون على مستوى مديرية أو دائرة أو شعبة تبعاً لحاجتها وتحدد طبيعة ومهام هذه الوحدات حسب طبيعة القطاع الذي تتبع له وفقاً لأحكام هذا القانون ويعد من يرأس أياً من الوحدات التنظيمية أعلاه ضابط الارتباط الطاقي بين إدارته والمركز ويكون مسؤولاً أمام المركز عن مدى تنفيذ الوحدة التي يرأسها للمهام الموكلة إليها بالشكل الأمثل.
والحفاظ على الطاقة في القطاع الصناعي خصه القانون 3 بالمادة الثامنة وبعدد من الاجراءات: فالوحدات التنظيمية للحفاظ على الطاقة المحدثة في وزارات الصناعة والكهرباء والنفط ومديرياتها في المحافظات والمؤسسات الصناعية التابعة لها والقطاعات الصناعية الإنتاجية كافة تعد اينما وجدت وحدات تنظيمية مركزية تشرف على الوحدات التنظيمية الفرعية الموجودة في المنشآت الصناعية العامة أو الخاصة والخاضعة لإشراف الوزارات المعنية. وتكون الوحدات المركزية صلة وصل بين الوحدات التنظيمية الفرعية الموجودة في المنشآت الصناعية والمركز. مهام الوحدات التنظيمية الفرعية للحفاظ على الطاقة في المنشآت الصناعية. وتتم عملية الضبط تلك من خلال إنشاء قواعد بيانات باستهلاكات حوامل الطاقة كافة وكميات الإنتاج وكل ما يتعلق بالتجهيزات المستهلكة للطاقة في الجهة العامة أو الخاصة الموجودة لديها الوحدة. وتلتزم المنشآت الصناعية بتنفيذ المشاريع المقترحة والمعتمدة من قبل الوحدات التنظيمية المركزية والمركز بينما يقوم المركز بالتحقق ومنح شهادات بذلك لقاء بدل يحدد تبعاً لقيمة وحجم ونوع المشروع وضمن حدود نسبة تتراوح من 5-15 بالمئة من قيمة الوفر الحاصل.
|