مؤخراً في المركز الثقافي الإسباني (ثربانتس) محاضرة بعنوان «صور من شرقي البحر الأبيض المتوسط في الثقافات الناطقة بالإسبانية المعاصرة».
ألقى المحاضرة توماس ألكوبير والذي يعده الإسبان عميد المراسلين الصحفيين في الشرق الأوسط ويقيم في بيروت منذ عام 1970.
حيث تتطرق إلى كيفية انعكاس هذا العالم العربي الإسلامي في المشرق وبلاد الشام في الأدب المعاصر الإسباني وانعكاس هذه الثقافة بالأدب الكتلاني.
وتحدث المحاضر عن (بيلا سكوس بلانكو) أحد هؤلاء الكتاب كان يعيش في مونتي كارلو كمليونير وكان لديه الخطط بمرافقة أحد الشركات السينمائية لهوليود واشترى بعض الأعمال المهمة جداً وانطلق إلى العالم الروائي من الخرطوم في كتاب الرحلات ويقول: (بالنسبة إلي قبل 20 عاماً كانت مدينتي المفضلة الخرطوم) وهو كان يعيش بترف ولم يكن هناك ما يعرف بالأدب الإسباني لأنه لم يكن في إسبانيا العديد من الأدباء كما هي، والحال في فرنسا مثل لامارتين والأدب الإسباني لم يكن مهماً ولم تتوفر له الفرصة للتعرف على الشرق ولم تكن لدى إسبانيا مستعمرات في الشرق كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وبريطانيا، فكانت للإسبانيين نظرة عذراء بعيدة عن الاستعمارية لذلك لم يقعوا في الأخطاء التي وقع فيها غيرهم.
إضافة إلى أنهم كانوا يشعرون بتشابه الثقافة العربية وتقاليدهم المتقاربة فمدينة الخرطوم صارت بالنسبة للكتاب الإسبان أسطورة وطاقة روحية واعتبروها مدينة عظيمة، والوصف الذي يقوم به بيلا سكوس هو أن كل المظاهرات والاحتجاجات تتوجه ضد السيطرة الاستعمارية والنظرة الغربية ويصف مصر أنها مثل جميع البلدان العربية الأخرى التي تكثر فيها المقاهي وعازف الربابة والحكواتي حيث الحكاية تستمر لعدة أيام مثل قصة ألف ليلة وليلة.
بين بداية القرن العشرين وحتى الحرب الأهلية الإسبانية 1936 في تلك الفترة انطلق أدب الرحلات وهي رحلات قام بها الكثير من الكتاب ونشروا الكثير من الأعمال الأدبية حيث أعطوا في الخمسينيات المحاضرات على ظهر البواخر التي كانوا على متنها إذا كانت لديهم فكرة عن الأماكن التي يحطون بها.
فالكاتب جوزيبه كارنير كتب بعض المقالات في صحيفة كتالونية عن المناظر والتعقيدات السياسية في تلك الفترة وكتب عن دمشق ووصف ربيع دمشق بأنه بالمختصر مثل بكارة شابة عربية.
وكان متعدد الثقافات ويتدخل في التعليقات السياسية عام 1933-1934.
وتحدث عن وصول أولى موجات الهجرة اليهودية التي بدأت تستعمر فلسطين أما الكاتب دون خوان غوبيث سولوا فقد ألف كتاباً مهماً تحدث فيه عن أحوال إسبانيا في فترة حكم (فرانكو) وكيفية دخول المسلمين إلى إسبانيا.
و (ماريا أورييا) التي تعرفت على أشخاص من مصر فقد اعتبرت أنها وجدت جذورها الحقيقية في مصر.
المحاضر توماس الكابيرو قدم في محاضرته معلومات مهمة عن رحالة -بريئين- من شبهة الاستشراق بقصد الاستعمار إنما دفعهم فضول وولع محض بالمغامرة واكتشاف الشرق.