وتضمن حفل الافتتاح الذي حضرته الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور محسن بلال وزير الاعلام مجموعة من التجارب الموسيقية الحديثة من العالم الشرقي كرم من خلالها أربعة مؤلفين سوريين مبدعين وهم نوري اسكندر وحسان طه وشفيع بدر الدين وزيد جبري الذين قدموا قراءة جديدة للموسيقا العربية والشرقية دون المساس بالتراث بالاضافة الى مشاركة المؤلف الايراني القدير نادر مشايخي والمؤلف التركي فيصل ساي باعتبار تركيا وايران من أكثر البلدان الشرقية نضجا في كتابة موسيقا شرقية معاصرة حافظت على استخدام المقامات دون الخوف من الخوض في تجربة الحداثة.
وعزفت اوركسترا الحجرة السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان مقطوعات جديدة تم تأليفها خصيصا للحفل وهي طريق الحرير للمؤلف التركي فيصل ساي والتي تعالج العناصر الفلكلورية لبلاد الشرق التبت والهند وبلاد مابين النهرين بطريقة معاصرة بهدف تحريض الخيال المرتبط بالبلدان التي كان يمر منها طريق الحرير وتألفت المقطوعة من أربع حركات وهي حمامات بيضاء وغيوم السوداء و رقصات هندية و المجزرة وأغنية الارض الام بمرافقة كونشيرتو للبيانو المنفرد للعازف شيفكي كاراييل.
كما عزفت الفرقة مقطوعة بعنوان أغنية بلا كلمات رقم 3 للمؤلف زيد جبري التي أدى فيها التشيلو المنفرد كنان أبو عفش دورا يشبه دور الصوت البشري في الغناء من دون كلمات.
في حين عزفت الاوركسترا مقام فونيه للمؤلف حسان طه على آلتي ناي والات الايقاع والذي تضمن حركتين بطيئة وحركة حيوية جدا وأراد من خلالها محاكاة أسلوب التقاسيم العربية.
وبعد استراحة قصيرة قدمت الاوركسترا مقطوعة الثلاثي الوتري لنوري اسكندر التي تألفت من ثلاثة مقاطع من أعمال تجريبية في الموسيقا العربية الشرقية ومحاولة للاستفادة من بعض معطيات الموسيقا الغربية لتطوير الموسيقا العربية فتضمنت المقطوعات الثلاث صبا سي بيكار وموال من الشمال ومن وحي الصبا.
ومن ثم جاءت مقطوعة شمس للمؤلف شفيع بدر الدين التي احتوت على ستة أجزاء مصوغة بقالب ثلاثي لاستخدام المقام الشرقي أي مقام الحجاز كار ذي الطابع المتوتر ومقامات الصبا والنهاوند والبيات.
واختتم حفل الافتتاح بمقطوعة مولانا عزفتها فرقة الاوركسترا بمرافقة المغني الايراني الكلاسيكي سالار أغيلي وزوجته للمؤلف الموسيقي الايراني نادر مشايخي والتي يؤكد من خلال استعارات موسيقية جميلة معاصرة تظهر أن لقاء كل ثقافة بالاخرى هو فرصة لاثرائها.
ويهدف الملتقى الدولي الاول للموسيقا الشرقية الى التأكيد على دور سورية في جمع وربط حضارات الشرق وعلى دورها في الحفاظ على التراث غير المادي للمنطقة في زمن العولمة وتوفير الدعم للموسيقيين المؤلفين السوريين الذين تواصلوا مع هذا التراث واتاحة الفرصة لاطلاع الجمهور السوري على تراثه وتفاعله بالمنطقة والدول الاخرى.
ويستمر الملتقى حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري ويتضمن محاضرات وندوات عن تجارب الموسيقا الشرقية المعاصرة اضافة الى حفلات غناء وموسيقا من دول عربية وشرقية.