وفي الحق فإن هذه الخمسين ليرة هي ثمن ربطة خبز في سورية وهذه الربطة تحتوي على ١٣٠٠ غرام، وليس كيلوغراما من الخبز وحسب.
بديهي ان قيمة هذه الربطة - لا تقدر بثمن عمليا ولاسيما في هذه الظروف الصعبة، فمن المعلوم ان لدينا ١٦٢٣ مخبزا حكوميا - منها مصانع للخبز، وهي تنتج ٢٤٠٠ طن يوميا عدا المخابز الخاصة، وكي تباع الربطة بخمسين ليرة تتحمل الدولة السورية عبئا ماليا كبيرا يقدر بأربعمئة مليار ليرة سورية (حسب اسعار العام ٢٠١٩) لدعم الخبز والطحين.
لقد استطاع الارهابيون بدعم من محور الشر العالمي ان يفقدوا سورية مأثرة انتاج احتياجاتها من القمح، عبر حرقهم للمحاصيل أو سرقتها وتسليمها للص اردوغان، لكنهم عجزوا عن حرمان السوريين من الحصول على ربطة الخبز بخمسين ليرة، وهذه مأثرة مماثلة لتلك في النتيجة، وشوكة في عيون الأعداء، ولا سيما أنهم مافتئوا يروجون الإشاعات عن هذا السعر الذي يقهرهم وصدق الاشقاء في مصر في تسميتهم الخبز بـ ( العيش )، فهو حياة، ويقبل ذوو الدخل المحدود على هذا الخبز ولا سيما شريحة المتقاعدين وهي ستمئة الف أسرة على الأقل، غير عابئين ان احد وجهيه احيانا محروق أو انه ( معجن)، ان جوهره خبز مماثل للسياحي وربطته بأربعمئة ليرة... ثمن ٨ ربطات-حكومية.، وعليه ليس من الحكمة إهمال أو تجاهل رد الخمسين ليرة ريثما تتوفر هذه القطعة النقدية بكثرة بين الناس وريثما يتفانى العاملون اكثر، في الشركة العامة للمخابز وينتجون خبزا افضل دون اي مساس بالسعر، وهذا ما تؤكده الدولة السورية في ردها على الإشاعات وعلى المقهورين من ان يكون ١٣٠٠ غرام من الخبز بخمسين ليرة.
اعرفتم كم هي ثمينة الخمسين ليرة؟