من أين يأتي خوفنا من ممارسة العيش بأبسط تفاصيله..؟
ما الذي يشلّ حركتنا عن اقتحام الحياة، وامتشاق براعم الأمل كقوة محرّكة تدفع للمزيد من انتصارات الفرح.؟!
حين ينمو الخوف تختفي أمامه أي قدرة على مواصلة يومياتنا بأبسط وسائلها الممكنة.. تتسمّر رغبة الاستمرار.. وتتبخر هالات الحب المأمول..
أن تبزغ فوضى الحروب من مختلف جهات الأرض يعني أن ننسى نكهة احتضان كل جماليات العيش بأبسط هيئاتها.. يعني أن ندير ظهرنا لأطهر عاطفة لدينا «الحب».. أو أن نلوذ بها بحثاً عن ذواتنا الحائرة.
هل الخوف من الحب يأتي من نظرة خاطئة له..؟
أو ربما من نظرة خاطئة للحياة..؟
ألا يشتمل على قوة خلق لا محدودة، تفجّر طاقات كامنة وغير مكتشفة لدى المرء حتى ساعة وقوعه في شِباك رغبته العارمة..؟!
يتفق كثير من الفلاسفة والكتّاب على أن الحب من أهم أسباب وعوامل ارتباطنا بالحياة دافعاً إيانا للاستمرار فيها.. وبالتالي كلما كانت لدينا قدرة على الحب، زادت رغبتنا بالحياة وأصبحت علاقتنا بها أكثر وثوقية.. وهو ما يشبه ما كتبه اسبينوزا يوماً، حين قال: «إن سعادتنا كما تعاستنا كلاهما لايتوقف إلا على مسألة واحدة هي: ما نوع الموضوع الذي نرتبط به بواسطة الحب؟».
يمكننا طمر تعاستنا تحت سابع طبقات وجودنا بأداة الحب.. وكلما استطعنا تكبير مساحته داخلنا كلما تقلصت مساحة الخوف فينا..
إننا نتلمس أطراف السعادة، حين نقتحم عوالم الحب.. ونتمكن منها أو تتمكن هي منّا حين تغمرنا تلك العاطفة لأن السعادة ليست (إلا حبنا لما نكونه).
lamisali25@yahoo.com