يعقد عبد الوهاب الصابوني في كتابه «اللباب في النحو» فصلاً تحت عنوان: قواعد وفوائد ويقدم مجموعة هامة من الفوائد يتحدث أولها عن الفعل المضارع ولماذا سمي مضارعاً..؟
يقول: سمي المضارع مضارعاً لأنه ضارع الاسم أي: شابهه ومنها سمي الضرع ضرعاً لأنه يشابه أخاه، ووجه الشبه بين الفعل المضارع والاسم من ثلاثة أوجه: أنه يكون شائعاً فيتخصص، كما أن الاسم يكون شائعاً فيتخصص، ألا نرى أنك تقول: (يقوم) فيصلح للحال والاستقبال، فإذا أدخلت عليه السين أو سوف اختص بالاستقبال، كما أنك تقول (رجل) فيصلح لجميع الرجال، فإذا أدخلت عليه الألف واللام اختص برجل بعينه، فاختصاص هذا الفعل بعد شياعه كاختصاص الاسم بعد شياعه كاختصاص الاسم بعد شياعه.
-أنه يدخل عليه لام الابتداء كما يدخل على الآ: الاسم(إن زيداً ليقوم) وهذا كقولك: (إن زيدلقائم) ولام الابتداء تختص بالأسماء فلما دخلت على الفعل دلت على مشابهة بينهما.
-أنه يكون صفة كما يكون الاسم كذلك تقول: (مررت برجل يضرب) كما تقول: (مررت برجل ضارب)، فقد قام (يضرب) مقام (ضارب).
ومن الفوائدالتي يقدمها قوله:سمي المفعول المطلق مطلقاً، لأنه تخلص من القيود التي هي حروف الجر، ونحوها، فالمفعول في قولنا: (ضربت ضرباً) هو نفس الفعل (ضرب) دون تقييد، أما المفعول في قولنا (ضربت محمداً) فهو محمد المقيد بالضرب، ولهذا سمي مفعولاً به، ومحمد هنا غير الضرب...
د . ح