الذي لايقل شعراً وشاعرية عن نزار قباني، ولكن الظروف ظلمته كثيراً. وجاءت هذه الندوة ضمن سلسلة جلسات أعلام خالدون التي يقيمها المركز شهرياً.
في الواقع هذه الندوة التي شارك فيها الصديقان الأديبان غسان كلاس والدكتور نزار بني المرجة، أحيت في نفسي ذكريات كثيرة مع الشاعر شرابي خلال سنوات طويلة من المعرفة والصداقة.
في بداية الندوة تحدث غسان كلاس عن ذكرياته مع كمال فوزي الشرابي، وبشكل خاص عن رحلتهما المشركة إلى زحلة لحضور حفل تكريم الشاعر اللبناني رياض عيسى معلوف. ويومها ألقى الشاعر الشرابي قصيدة في الشاعر المكرم، وتحدث عن الندوة التي اشتركت وإياه فيها عن الفنان نجيب السراج في مركز ثقافي صحنايا، ويومها كان الشرابي من ضيوف الندوة. بعد ذلك استعرض كلاس الدواوين الشعرية لكمال فوزي الشرابي، والتي هي حسب التسلسل التاريخي لإصدارها (قُبل لاتنتهي) و(الحرية والبندقية) و(قصائد الحب والورد) و(قصائد حب دمشقية). وتحدث كلاس كذلك عن مجلة (القيثارة) التي ساهم كمال فوزي الشرابي بتأسيسها وتحريرها مع مجموعة من الشعراء السوريين، وجاءت بديلة لمجلة جماعة أبولو المصرية اتي كانت قد توقفت. وصدر من مجلة (القيثارة) اثنا عشر عدداً شهرياً، من حزيران عام 1946 وحتى أيار 1947. وأشار إلى الجانب الغنائي عند كمال فوزي الشرابي الذي تحول نحو أربعين من قصائده وأزجاله إلى أغنيات، لحن معظمها وغناه نجيب السراج، ولحن بعضها موسيقيون آخرون. ومن قصائده المغناة (أشتهي بيتاً لنا) و(أحب ليالي الشتاء) و(سودُ عيونكِ سود).
الدكتور نزار بني المرجة تحدث أيضاً عن ذكرياته مع كمال فوزي الشرابي، من خلال الأمسيات الأدبية المشتركة. ثم قدم لمحة عن نشأة الشرابي ودراسته. فكمال فوزي الشرابي من مواليد دمشق عام 1923. تلقى علومه في الكلية العلمية الوطنية، وكان الشاعر نزار قباني زميله في الدراسة فيها. وبعد نيله الثانوية انتسب إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق، وتزامل فيها أيضاً مع نزار قباني. وأشار بني مرجة إلى أن الكثير من قصائد الشرابي ترجمت إلى اللغة الفرنسية.
وإلى جانب كتابة الشعر كتب فوزي الشرابي الكثير من المقالات النقدية، وترجم الكثير من القصائد والدراسات الأدبية من الفرنسية إلى العربية. ولم يفت بني مرجة أن يشير إلى أناقة الشرابي في ملبسه وحديثه. فقد كان رومانسياً حالماً رقيق المشاعر. وتحدث أيضاً عن المواضيع التي تطرق إليها كمال فوزي الشرابي في شعره، فإلى جانب الشعر العاطفي كتب الشعر الفلسفي والوطني. وأمتع كلاس وبني مرجة الحضور بقراءة مقتطفات من شعر الشرابي.