تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بني سعود.. حصاد السياسات اليائسة

شؤون سياسية
الأربعاء 5-2-2014
 حسن حسن

الجميع داخل سورية وخارجها بات يعرف أن المواقف السورية المعلنة منذ بدء الأزمة والأحداث, كذلك قوى المعارضة الوطنية الداخلية على أمور أساسية مهمة وهي:

رفض التدخل الخارجي العسكري يأتي بأي شكل من الاشكال, وضرورة وقف الحرب الدائرة ومكافحة الارهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة والجلوس الى طاولة المفاوضات لحل التناقضات الداخلية سلمياً, وعلى هذا الأساس قبلت سورية المشاركة في مؤتمر جنيف, المستند أيضاً الى ما أقر واتفق عليه في مؤتمر جنيف قبل مايقارب العام أو مايزيد بقليل.‏

ولكن ماهو ملاحظ , وخاصة في هذا الوقت أن هذا الاجتماع السوري المشفوع بتوافق روسي- اميركي يصطدم بالاعتراض السعودي – الاسرائيلي,كما أن هذا الاعتراض يحظى بتأييد أميركي من بعض صقور المحافظين الجدد وجماعة القرن الأميركي, قادرين على التأثير على ميل البيت الابيض نحو التسوية السلمية في سورية, وتستخدم السعودية في مساعيها الحثيثة لعرقلة نجاح مؤتمر جنيف أداتين عمليتين وتمنحهما الدعم الكامل عسكريا وماليا وذلك سراً وعلناً وهما:‏‏

1-ائتلاف الدوحة الذي احتوته السعودية بعد انكفاء الدور القطري, وهو عبارة عن مجموعة صغيرة من أقليات سياسية خارجة عن الاجماع الوطني بشهادة الجميع.‏‏

2-المجموعات المسلحة من ميلشيات مايسمى الجيش الحر, وأجنحة القاعدة من جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام داعش وأجنحة اخرى متعددة التسميات الا انها تابعة لتنظيم القاعدة, هذا اضافة الى ميليشيا جديدة عملت السعودية على انشائها بالتعاون مع باكستان وفرنسا والأردن, تحت مسمى جيش الاسلام بقيادة (بندر بن سلطان) رئيس المخابرات السعودية الذي يشرف شخصيا على تشكيل هذه الميليشيا, ويمدها بكل صنوف الدعم أملاً أن يستطيع هذا الجيش أن يحقق مكاسب ملموسة على الارض في ظل الاخفاقات والهزائم التي لحقت بجبهة النصرة وداعش والجيش الحر.‏‏

اذاً النوايا والممارسات السعودية على الارض واضحة باتجاه تصعيد الحرب على سورية بالمال السعودي القذر وبأدوات رخيصة لارصيد لها في سورية مثل أزلام الائتلاف ومرتزقته. هذا ورغم بعض تصريحات مسؤولين اتراك عن الادعاء بأن تركيا تؤيد الحل السلمي في سورية, وهو مااعتبر من قبل البعض بأنه انكفاء تركي نسبي, الا ان واقع الحال كما كشفت تقارير صحفية أن حكومة أردوغان لاتزال تقوم باستضافة الارهابيين وتدريبهم وتسهيل عمليات وصولهم الى الاراضي السورية, واستقبال الجرحى منهم للمعالجة.‏‏

هذه هي اذاً , استراتيجية السعودية المدعومةمن اسرائيل واليمين الأميركي المحافظ وفرنسا الاستمرار في دعم المنظمات الارهابية العاملة في سورية بشتى الاشكال, وتأجيج نار الحرب التكفيرية ضدها.‏‏

ان الهروب الى الامام عبر ممارسة سادية آل سعود ضد سورية وشعبها- وادعاء دعم المظلومين- والمستضعفين, وقضايا الشعوب هو حجة لاتنطلي الا على الاغنياء- والمغسولة ادمغتهم واعضاء مدرسة البلاهة السياسية, والهجوم السعودي على سورية- ومحور المقاومة سوف يرتد عليهم لأن مملكة آل سعود لايمكن لها ان تستمر في اخفاء وجهها القبيح عن العالم, والتستر خلف اللون الاخضر- وسيف لا اله الا الله , ومال النفط والفكر المتطرف.‏‏

لقد ظلت السعودية تتبع هذه السياسة البلهاء منذ زمن بعيد , وتسير خلف الاميركي الذي كعادته يستخدم الاداة حتى يصل الى اهدافه , فخاضت معه كل الحروب لتدمير محور المقاومة, فكانت حرب العراق 2003 واغتيال الرئيس الحريري 2005 واتهام سورية بهذه الجريمة , ومن ثم حرب تموز 2006 ضد المقاومة, ثم حرب غزة 2008 -2009 وأخيراً الحرب الاجرامية على سورية والتي لم تقل واشنطن أبداً عنها أنها من أجل الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان , وعمل الاميركيون مع الاسرائيليين والسعوديين على استخدام الفتنة المذهبية كأحد الأدوات الأساسية لتفكيك تحالف المقاومة , وتدمير المنطقة, وهو ماترى تداعياته الآن في مجتمعاتنا – وحياتنا.‏‏

ان المطلوب في سورية أولا وقبل كل شيء هو مكافحة الارهاب, وبالتالي, فان الاطراف المنخرطة في مؤتمر جنيف, يجب عليها ان تعلن بشكل مشترك أنها ضد الارهاب, اذ ان مثل هذا الاعلان المشترك هو الخطوة الاولى لتأطير التسوية الداخلية, تليها خطوة سياسية أكثر جرأة بإعلان وخاصة من قبل المعارضة الوطنية بأن قوى مايسمى (الائتلاف) هي اداة اجنبية ليس لها أي مكان في أي تسوية سورية.‏‏

مثل هذا الاعلان مهم جداً وأساسي, لأنه يفقد السعودية(شرعية) أداتها السياسية المتمثلة في الائتلاف ويؤدي الى تغييب حضوره السياسي وان كان هذا الحضور ضعيفاً.‏‏

هذا , واذا كانت المجموعات المسلحة ومن وراءها يتصورون بتحويل جنيف الى حفل استلام وتسليم للسلطة, فهم واهمون , فانتصارات الجيش العربي السوري مستمرة,وسيرتفع سقفها على كل الجبهات لتحرير الارض السوريةعن رجس الارهاب وداعميه.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية