تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الثقافة والأمن القومي العربي

ثقافة
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
متابعة: رانيا خطيب

ضمن سلسلة المحاضرات التي تصب في البوتقة العربية للثقافة والعمارة والتراث والتي ينظمها مركز تريم للعمارة والتراث واحتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008م قدم الاستاذ محمد قجة رئيس جامعة العاديات السورية

ورئيس تحرير مجلة العاديات الفصلية في مكتبة الأسد الوطنية واحدة من أهم أيقوناته التي تجسد استشعاره للأخطار المحدقة بأمتنا واستيعابه لأهمية ودور الثقافة العربية في تحقيق الأمن القومي الذي يعد اليوم من بين قضايا مركزية تؤرق السياسة والمثقفين والأكاديميين وصناع القرار في المنطقة. والأستاذ محمد قجة ناشط في قضايا التراث المادي والمعنوي وعضو اتحاد الكتاب العرب والآثاريين العرب وعضو خيري وفاعل في عدد من المنظمات والجمعيات والمؤسسات السورية والعربية والعالمية التي تعنى بالتاريخ الإنساني عموماً وأخرى تهتم بشؤون أصالتنا, تبوأ عدداً من المسؤوليات وله مايربو على عشرين مؤلفاً فكرياً وتاريخياً وعشرات الدراسات وهو عضو مجلس أمناء في كل من مؤسسة العلوم والتكنولوجيا (بريطانيا)- الجامعة الدولية- الجمعية السورية لتاريخ العلوم.‏

عمل على تحديد موقع بيت الشاعر المتنبي في حلب وتحويله إلى متحف المتنبي وبرز اسمه في ميادين علمية وثقافية فكان له الصدارة دوماً بين كوكبة من أعلام سورية والوطن العربي.‏

استطاع من خلال محاضرته المهمة أن يقدم عصارة تجربة ثقافية حاولت أن توضح ملامح الثقافة والأمن القومي ومدى الارتباط العضوي بينهما وأن تجلو التحديات الراهنة بأبعادها السياسية والاقتصادية والعلمية الأكاديمية والإعلامية أيضاً حيث لا أحد يستطيع أن يغفل دور الإعلام في الحراك الدائر حول العالم.‏

وعالجت المحاضرة أيضاً جزءاً من الغموض الذي يكتنف مفهومي الأصالة والمعاصرة فكرياً وحضارياً وحالة الحصار التي تعاني منها الثقافة العربية سواء من حيث الهجمة الواسعة للثقافات الأجنبية أو عقدة الخواجه وضعف الثقة لدى المواطن العربي بثقافته أو عدم جدية الأنظمة العربية في الحفاظ على الثقافة واللغة العربية وتناول مفهوم الثقافة العربية بين الحداثة والتراث فتحدث عن مفهوم التراث بشقيه المادي وغير المادي وعن دور الجغرافيا السياسية والمصالح الاقتصادية في دفع مفهوم الحداثة نحو اتجاهات غير موضوعية تتمثل في التباعد بين مفهومي الزمان والمكان.‏

ومحاولة إلغاء الثقافات الوطنية وتفكيك المجتمعات المحلية وقطع الصلة بين الحاضر والغائب في الإطار الثقافي وفرض ثقافة الاستهلاك واقتصاد السوق الحر وتحدث عن التراث وشخصية الأمة فربط المكونات التراثية من مادية ولامادية بالإطار الفلسفي العام الذي ينظّر للأسس الفكرية لكل أمة معايير ومنطلقات‏

وقد وضع الاستاذ محمد مجموعة من المعايير والمنطلقات التي على أساسها يجب فهم التراث وهي التمثل العلمي والمنهجي للتراث في إطار فهم عقلاني يعتمد التحقيق واستخدام علوم العصر في قراءة هذا التراث.‏

- التخصص في قراءة مفردات المعرفة التراثية من علوم وفلسفة ودين وآداب ومعارف إنسانية وربط ذلك بعلوم العصر الحديث.‏

- القراءة المعاصرة لمفاهيم قديمة والاستعانة بعلم الآثار ودوره الكبير في عملية الاتصال التاريخي.‏

- الوصول إلى فهم واضح للموقف من التراث وسط زحام المواقف المتضاربة بين:‏

1- دعوة إلى الإلغاء والتجاهل والانبهار بالغرب.‏

2- دعوة إلى التقديس المطلق للتراث ودعوة إلى فهم التراث بعقل منهجي واستخدام المفردات المعرفية لهذا التراث في ربط الزمان بالمكان والحاضر بالغائب والأصول بالفروع, من هذا كله يأتي دور الحضارة الإسلامية التي استطاعت على مدى خمسة عشر قرناً أن تكون الرابط الحي المتفاعل وعلى المستوى العربي تتجمع عوامل الطاقات الثقافية المشتركة تحركها اللغة العربية التي بقيت سيدة لغات العالم أكثر من ألف سنة.‏

أخطاء كثيرة‏

وأضاف إنه ومنذ مطلع القرن العشرين وحتى بعد منتصفه عمت موجة من التحديث المصطنع والانبهار بالغرب أدت إلى النظر إلى التراث على أنه مجموعة أوراق صفراء أو أبنية قديمة وأزقة ضيقة يجب تغييرها بما يناسب العصر وتم ارتكاب أخطاء كثيرة في ميادين الفكر والعمارة ففتحت الشوارع في قلب المدن القديمة بحجة التحديث.‏

وغيرت معالم حضارية بقيت مئات السنين شاهدة على نمط من الثقافة والحياة وهدمت أوابدها وبدلت وظائف كثيرمن المباني إلى وظائف أخرى لا تنسجم مع طرازها وهويتها.‏

وأوضح تداعيات الأمن القومي بفعل المؤثرات الثقافية المختلفة من خلال أمثلة ذكرها, العراق والجزائر والسودان والصومال وكيف أن هناك خريطة سايكس بيكو جديدة ترسم للعالم العربي ,وتحدث عن الشرق الأوسط الجديد وعن العمالة الآسيوية وخطرها في تهديد الأمن القومي للشعوب العربية وخاصة في منطقة الخليج العربي.‏

الأمن لايقف عندي‏

وخلص إلى نتيجة أن مفهوم الأمن مفهوم عام كبير جداً لايرتبط بأسلحة وجيوش وحدود فالقول إن الأمن يقف عندي هي مقولة خاطئة ومفهوم خاطىء وإن التحديات التي تواجه الأمة سواء أكان تحدياً سياسياً يتمثل بالتفكك الجغرافي أم اقتصادياً ويتمثل بالفساد والبطالة والأرصدة الضائعة والتحدي التعليمي والأكاديمي ويتمثل بالأمية وضمور البحث العلمي وغزو اللغات الأجنبية وتراجع دور اللغة العربية وتهميشها بالإضافة إلى التحدي الإعلامي كل ذلك بمفهوم ثقافي ومن هنا علينا أن نركز على دور الثقافة في تحقيق الأمن القومي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية