تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نهاية سحر الجنرالات

هآرتس
ترجمة
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
ترجمة :أ. ابو هدبة

من الصعوبة بمكان إيجاد جنرال خلع بزته العسكرية ونال نجاحا كبيرا في الساحة السياسية خلافا لما كان عليه الأمر في أيام المجد والإعجاب التي حظوا بها في فترة حرب حزيران وألبومات الانتصار التي تمخضت عنها.

خلال العقدين الأولين من عمر الدولة كان كبار قادة القوة الحامية ودرعنا الواقية أشخاصا يحظون بالإعجاب القريب من العبادة في نظر الجماهير, ونظرنا إليهم على أنهم محط الإعجاب والتقدير.وعندئذ جاءت حرب الاستنزاف التي كانت رمزا لمحدودية ذكاء وقدرة القائد العسكري وتلتها حرب الغفران التي برهنت على ان الجيش وقادته ليسوا فوق الانتقادات.‏

منذئذ وحتى اليوم أخذ سحر الجنرالات يخبو حتى أنهم فقدوا الإعجاب بهم ان لم نقل أقل من ذلك. بين الحين والآخر نسمع عن جنرالات دخلوا الحياة المدنية وتبين فيها غباؤهم فنتساءل كيف اعتبروا ناجحين الى ذلك الحد في الجيش.‏

من الممكن ان نذكر أسماء جنرالات مشهورين كثيرين بدءا من ايغال يادين الذي اعتبر في نظر الجمهور شبيها بديغول الذي خدم في الاحتياط الوطني والذي سيلبي النداء عندما يطلب منه ذلك, وبالفعل حدث الأمر عندما أوشك المباي الفاسد على السقوط, فسرعان ما تبين انه كان خبير في الآثار أفضل بكثير من كونه قائدا. بعده جرب اسحق مردخاي وآمنون ليبكين شاحك قوتهما في السياسة وشكلا أحزابا عابرة للوسط السياسي.‏

انتقالهم من الحياة العسكرية القائمة على الانصياع والمركزية السلطوية الى الحياة المدنية ليس بسيطا. الحياة في السياسة مختلفة وتحتاج الى بناء ائتلافات وإقناع الجمهور وخوض الانتخابات وأخذ الرأي العام في الحسبان, والاهم من كل شيء على العسكري الذي يصبح مدنيا ان ينظر في كل الاتجاهات حتى يشخص العدو من الصديق وان يقدر إذا كان يحظى بالتقدير في نظر الآخرين بنفس المستوى الذي يعجب فيه بنفسه.‏

تساءلت في أكثر من مرة تساءلت كيف حدث ان قائدين ناجحين في الحياة العسكرية مثل ايلون وديختر لم ينجحا في السياسة. ديختر كوزير للأمن الداخلي لم يفوت فرصة لتضييع أي فشل يلوح في طريقه, وأطلق عليه البعض أميا في السياسة, أما ايلون الذي كان قائدا متفوقا في البحرية وأصلح أوضاع الشباك بعد اغتيال رابين يعتبر في السياسة اليوم شخصية مجهولة غريبة الأطوار لا يعرف أحد الى أين يريد المسير عندما يصرح في هذا الأسبوع عن انه سيستقيل من حزب العمل لأنه أدرك انه فقد طريقه ذات مرة اعتقدنا ان الجنرالات يعرفون قراءة الخارطة والقيادة.‏

عوزي ديان وايلون لا يعرفان إيجاد طريقهما خسارة ان أحدا لم يخترع جهازا للتوجيه الجغرافي -جي.بي.اس- حتى يستخدمه الجنرالات.المواطنون اليوم أكثر اعتدالا في رؤيتهم ويتطلعون الى التسويات مع الفلسطينيين أكثر من الجنرالات المتقاعدين. كيف يتسبب باراك, القائد الرئيس بإفقاد الدولة وحكومتها لصوابهما, تارة يبادر الى تعزيز الاستيطان ودعمه وتارة أخرى يكبح الرد العسكري في القطاع. وبين هذا وذاك يتسبب في زوال واضمحلال حزب العمل. باراك يبرهن يوميا على انه جزء من المشكلة وان الانهيار الأكبر بعد البورصة سيكون نهاية عهد الجنرالات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية