تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وحدها كالبكاء

رسم بالكلمات
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
عماد الزير

عطِشَ الحزنُ, ... شرِبَ من فمي

وعطشتُ...‏

بللتْ ريقَ الحزنِ مفرداتُ دمي‏

عم تبحث الريح?‏

والحبُّ أغنيةٌ مختبئةٌ في صوتِ الحنطةِ‏

الطالعةِ من أرصفةِ الغناءِ‏

لا يعرفها إلا الصقيع النائمُ هناك والمستيقظُ في صدري‏

عم تبحثُ الريح?‏

والشمسُ متأخراً تغفو عن فراش الشتاء !‏

أمرٌّ لا أدري وجهي‏

غيمةٌ بالبله تحدّرتْ قربَ أصابعِِِِ سجائري‏

تأخذني إلى حيث قبرِ الهواء مشتعلاً‏

لهيباً بالغفرانِ والخطايا المقدسة‏

ألتحف البردَ الخائفَ‏

أطمرُ روحي تحت جنحِ اللحاف‏

أفتّشُ عمَّ الريحُ تبحث في قلبي‏

ورصاصاتُ الجليدِ هاطلةٌ فوقَ ذاكرتي‏

غنِّ لي ... عريكِ صلاةٌ‏

وطنٌ علّمنا الحروفَ‏

ونكهةَ الوجود والوجوه‏

عريكِ علّمنا الأسماءَ‏

وانتظار القمر أول نضجهْ... غنّ لي‏

كتبتِ الجدرانُ على أضلع وحدتي:‏

(بالحزن تصير إلها,‏

بالحزن تعيركَ القصائدُ قلباً يهزمُ البرد‏

بالحزنِ تسقط عتمة النهار..)‏

ألبسُ جلدَ (أدونيس)‏

أوشوشُ عشتار ألاّ ننام‏

هذه الليلة على ترابٍ‏

أرجوها ألا ننام الليلة على تراب‏

كي لا أصير تراباً‏

- ادخلي فيَّ.... لأخرجَ من نصفكِ‏

عادةً لا أستطيع التفكير إلا بلغة الأصابع‏

- عشتار .... سأموتُ الليلة إذا نمت‏

- (أدونيس)‏

ستموتُ الليلة إذا لم تنمْ!‏

أدعي اسمكِ تحت وطأة هذا الخوف‏

ارتعد صمتاً عنيفاً‏

تراوده عن نفسها آلهة التأملِ‏

فقد تعبَ في رحمها السؤال‏

ثمة صوت تحت ذاكرة صوتي‏

ثمة حلم قديم لنفسي‏

لا أعرف كم يشبهكِ هذا الطينِ?‏

كم يشبهني الماء!‏

(هذا ماعناه وجهكَ عند اكتمال الريحِ(‏

وجهٌ مثل كلّ الوجوه المقلوبة‏

على قفا ذراعيَ الوقت‏

محسوبةٌ على ملامحِ الوجه الأول‏

أرسم حروفك الأفقية‏

بشكلٍ عمودي‏

على باب المرآة‏

أتأملها / تشم رائحة عينيكِ‏

تغرق في طلاسمي تفكيرها‏

الذي يشوه رأسها‏

(انتظر..‏

قد مرَّ عليَّ طيف نشوتها ذات زمان آت(‏

أذكر أن لي تجعيدة صغيرة‏

سقطت سهواً مني هناك‏

أدخلني في جسد المرآة‏

تيهٌ يتكدسُ فوق تيهٍ يحاصرني من كل الجهات‏

ومن جهات للمرة الأولى يعرفها‏

أمتشقُ دمي‏

أكتب ربما قصيدةً يعود كالصدى رنين كتاباتي‏

يحملني على طاقةٍ تطل على كهفٍ كسيرٍ‏

على بابه حرس زجاجيّ السماكة‏

يحذرني من كسر زجاجية قلبي وخطاي‏

فكم أنتِ موجعة أيتها الرغبة‏

أركل خيبة حلمي‏

بينما يركلني عريبي‏

كم كنت غبياً حينَ حاولت أن أفهم‏

كم كنت غبياً‏

(لأجل موتٍ منتظرٍ أعلن براءتي من كل ما لم أفعل‏

لكن.. ليس من كلّ مالم أقل)‏

لأجل موتٍ أنتظره أعلن الشعر...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية