تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فنُّ الجسد -الوشم-إعلان عن تمرّد أو بحث عن التميّز!!

مجتمع
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
محمد عكروش

انتشرت ظاهرة الوشم في أوساط الشباب بشكل ملفت وأصبحت تتطور بصورة قد تكون تخليداً لذكرى معينة أو عرفاناً بجميل أو بطاقة تعريف من نوع خاص كدلالة على حب ووله بالمحبوب أو معنى في النفس ..

فهل يعتبرها شبابنا ضرورة من ضرورات المرحلة?‏

وللتعرف على مدلولات الوشم كانت لنا محطات حول هذه التقليعات (معنى في نفسي)‏

ويقول يوسف الحسن أحد الشباب المولعين بالوشم: الأمر طبيعي ولا أعرف لماذا يرفضه بعض الناس , فالوشم له معنى في نفسي حتى ولو لم يره الآخرون, كما أنني أعبر به عن شيء لطالما رغبت فيه وهذه الصورة على يدي تشعرني براحة نفسية .‏

كما عبر آخرون بأنها مجرد موضة ليس ضرورياً أن يشعر بالحرج منها.‏

بينما رانيا وماهر مخطوبان فقد رأياها أثراً لحب جارف وعرفاناً بالجميل ودلالة على حبهما وارتباطهما .. وبالنهاية تحمل صورة تعبر عن حالتنا.‏

وعن رأي الطب بأنواع الوشم وتأثيراته الجانبية وطرق إزالته تقول: الدكتورة مجدولين النصير جراحة تجميلية وترميمية: الوشم من أخطر التقليعات التي يؤذي بها الإنسان نفسه, وهو مجموعة رسوم زخرفية تنقش على مواضع متعددة من جسد المرأة وبعض مواضع الوجه والصدر واليد من الرجال بإدخال مادة من الحبر تحت الجلد لكتابة رموز وكلمات أو رسم رسومات ذات دلالة خاصة بصاحبها.‏

وتضيف د. النصير للوشم أنواع منها الرسم بواسطة فنيين متخصصيين حيث يتم حقن الحبر المستخدم بكميات كبيرة في طبقة الجلد المتوسطة للحصول على الوشم المطلوب وهنالك أيضاً وشم الهواة بواسطة الشخص نفسه أو أحد الأصدقاء ويأخذ عادة اللون الرمادي أو خليطاً من اللون الأسود والأزرق باستخدامه الحبر الهندي أما الوشم التجميلي فيتم رسمه على منطقة الشفاه والحواجب لعمل مكياج دائم , كما يستخدم لتغطية مناطق الندبات القديمة أو البهاق ويستخدم الوشم بغرض إخفاء آثار الجروح والحروق نتيجة اختراق الجلد لمواد غريبة مثل الأجزاء المعدنية أو الزجاج ويبقى الوشم الطبي لتحديد الأماكن المراد علاجها بواسطة الأشعة.‏

وعن الإمكانية لإزالة الوشم هناك طريقتان قديمة كالحرق , بالكي والتبريد , ككشط الجلد و هي غير مرغوب بها لأن هذه الطرق تؤدي لحدوث ندبات أما الطرق الحديثة (الليزر) فقد تستغرق عدة جلسات وقد لا يزول بشكل كامل وذاك لتعدد الألوان بالوشم ما يجعل إزالته صعبة فيترك ندبة أو أثراً فيكون الإنسان عرضة للإصابة بفيروسات خطيرة مثل فيروس ال (H) المسبب للإيدز أو الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي- التدرن (السل) والتقيحات وقد تؤدي إلى تفعيل دأب قريصي أو صداف أو جيومات نتيجة حقن مواد غريبة.‏

وفي تعليق للدكتور محمد كمال الشريف اختصاصي الطب النفسي عند المراهقين والكبار يقول: هم يوشمون أنفسهم كإعلان عن أفكار أو انتماءات معينة فيه نوع من التمرد والتحدي للمجتمع ولآراء الآخرين وإن كان البعض يزين جسده بالوشم لأنه يراه جميلاً ويريد أن يزيده جمالاً لكن دافع التحدي للمجتمع من خلال الوشم أكدته الدراسات التي وجدت نسبة السلوك المنحرف والإباحي والتعاطي أعلى عند الموشمين وبخاصة الذين وشموا أجزاء معينة من أجسادهم أو رسموا أو كتبوا كلمات ذات إشارات جنسية على أجسادهم وكثير من الذين يوشمون أنفسهم في مرحلة طيش وعمر صغير وينضجون ويتخلون عن تحديهم للمجتمع ويحبون الحياة كما يحبها الآخرون يندمون أنهم وشموا أنفسهم وشماً إذ لا يزال الطب رغم تقدمه عاجزاً عن إزالته إزالة كاملة بلا أثر ما يضطرهم إلى ستر الوشم بالملابس والشعور بالحرج إن اضطروا لكشفه أمام أحد.‏

وأرجعت المرشدة الاجتماعية نسرين تميم لجوء الشباب إلى الوشم إلى أسباب عدة من بينها الفراغ القاتل وعدم إحساسهم بالثقة وعدم شعورهم بقيمة الحياة... ولهذا فالمسؤولية تقع على الأباء قبل الأبناء لانشغالهم عن أبنائهم وعدم متابعتهم ومراقبة سلوكياتهم واعتبرت تميم الوشم تقليداً أعمى أصاب الشباب من الجنسين, وخاصة المصابين بأمية ثقافية لاهثين وراء التقاليع والموضة في غياب دور التنشئة الاجتماعية والمدرسة والجامعة والمؤسسات التربوية والتأكيد على ضرورة توعية الشباب لخطورة هذه التقاليع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية