|
هذا جولاننا.. إسرائيل تعمل على تغيير معالم (تل القاضي) الآثارية الجولان في القلب
أين يقع تل القاضي? يقع تل القاضي على بعد ثلاثة أميال غربي بانياس, ويرتفع التل 204م عن سطح البحر ويمتد على مساحة تبلغ حوالى 200 دونم.. ووفق شهادات كبار السن من سكان الجولان المحتل, القسم الأكبر من أراضي تل القاضي يعود إلى عائلات معروفة من بلدة بانياس السورية وبعض الأراضي للعائلات السورية من قرية عين قنية, حيث كانوا يزرعونها ويحصدونها بالتعاون مع الفلاحين من سهل الحولة وقرى الغجر وشوق التحتا وشوق الفوقا, والنخيلة والعباسية, واشتهرت فيه كروم العنب والزيتون وأشجار البلوط والمل, وقد بنيت منذ القدم إلى جانب النبع مطحنة عمل فيها عمال من القرى المحيطة, وفي داخل التل هناك مقام الشيخ علي الذي تحيطه أشجار البلوط وكانت تتم زيارته بشكل دوري ومستمر من قبل سكان القرى المحيطة في فلسطين ولبنان وسورية لما له من مكانة دينية رفيعة, وبعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 سيطرت إسرائيل بالكامل على المنطقة, وفي عام النكبة 1948 سكنت بعض العائلات الفلسطينية المهجرة من فلسطين في قرى النخيلة والعباسية وقدمت لهم المساعدات في المأوى والملجأ والعمل الزراعي وعمل قسم منهم في شمال منطقة تل القاضي..
وفي 18/1/1948, حصل اشتباك بين المجاهدين العرب والمستوطنين اليهود قرب مستوطنة دان, وقد أصيب مواطن سوري من قرية شوقا الفوقا في الجولان, وقد قام المستوطنون جراء هذه العمليات بالانتقام من أبقار المواطنين السوريين وقتل عدد منهم, ومن ذلك ماترويه وثيقة أرسلها قائم مقام الجولان إلى محافظ دمشق يخبره فيها أن مستوطني دان قتلوا عشرة أبقار لمواطنين سوريين قرب جسر وادي العسل غرب بانياس. ويؤكد السيد تيسر خلف (الباحث في شؤون الجولان) أنه رأى وثائق ملكية تل القاضي العائدة لعائلات من بانياس الجولانية وخصوصاً آل الماضي. ويضيف: (هذا الموقع هو شاهد على فضيحة آثارية إسرائيلية قبل سنوات عندما ادعى علماء الآثار الإسرائيليون العثور على منزل داوود ثم تبين تهاوي هذا الاكتشاف الواهي وحصلت فضيحة مجلجلة عالمياً بينت زيف الادعاءات الصهيونية). أما السيدة هناء قويدر في كتابها دليل المواقع الأثرية في الجولان فتصف تل القاضي بأنه تل أثري يقع إلى الغرب من مدينة بانياس.. وتدل الدلائل الأثرية على أنه كان مدينة عامرة منذ عصر البرونز المبكر, وقد ورد ذكرها في نصوص ماري المؤرخة للنصف الثاني من القرن الثامن عشر قبل الميلاد. ومن المرجح أنها عاصرت ازدهار مملكة ايبلا وخضعت للآشوريين بحكم كونها جزءاً من سورية, في الفترة الهلنستية والرومانية, تركز السكن في الجزء الشمالي من التل ومن اللقى الأثرية تمثال الآلهة افروديت مصنوع من الرخام إضافة لقطع نقدية بطلمية وقناديل وأوان فخارية وزجاجية وأقنية مائية من الفخار وسد مائي لرفع منسوب المياه يدل على هندسة مائية متطورة وقد أطلق عليه المحتلون الإسرائيليون وكعادتهم دائماً في تزوير الحقائق اسم تل دان. إسرائيل .. وتغيير المعالم التاريخية أحد الأشخاص عمل لسنوات طويلة (في مهنة البناء والهدم) قال: (إنه كان يعمل منذ الصباح في إزاحة التراب عن صخور وأحجار كبيرة وصغيرة وينظف المكان بشكل جيد, وبعد الانتهاء كان يطلب منه ورفاقه ردم المكان بالإسمنت والتراب ثانية بعد عدة أيام أو أسابيع أحياناً من العمل). عامل آخر كان شاهداً على عملية اقتلاع أشجار كبيرة من محيط بيوت وقرى عربية ونقلها بشاحنات إلى مكان آخر, إضافة إلى اقتلاع وبحذر شديد الأحجار السوداء التي بنيت منها منازل في القرى المهجورة والتي لم تسو بالأرض بعد في وسط وجنوب الجولان ونقلها إلى أماكن أخرى, وكان المشرفون على توزيع الأوامر والتعليمات أشخاصاً غير عسكريين, يجولون المنطقة كلها وداخل البيوت وكأنهم يبحثون عن أشياء أو يخفونها, ونحن لم ندرك ما هي سابقاً. khaledgolan ">@yahoo.com
|