تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا جولاننا.. من الذاكرة الجولانية ..!!(دير عزيز)

الجولان في القلب
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
اسماعيل جرادات

ما زلنا نتحدث من خلال الذاكرة الجولانية عن مدن وقرى القطاع الجنوبي, هذا القطاع الذي تعرض قبل عام 1967 لاعتداءات إسرائيلية عديدة, قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي, وكان في كل مرة يواجه بردود قاسية ومؤلمة.

اليوم نتحدث عن قرية لا يتجاوز عدد سكانها ال (300) فرد وهي تقع ضمن منطقة فيق حيث كانت تتبع هذه المنطقة قبل أن تصبح القنيطرة محافظة تابعة إلى محافظة درعا..‏

قريتنا اليوم هي (دير عزيز) ولانريد التحدث عن كيفية تسميتها بهذا الاسم لأننا قد أشرنا في أعداد سابقة لهذه المسألة لكن ما يهمنا أن هذه القرية كان يسكنها عدد من أبناء الذياب, وعدد آخر من بني خالد.. وفيها نبع صغير كان سكان القرية يرتوون منه.‏

والدير عزيز تطل على البطيحة وشقيف, وبالتالي تطل على فلسطين المحتلة, وهي تقع غرب الطريق الواصل ما بين القنيطرة والحمة وتقع غرب منطقة فيق بنحو (6 كم).‏

سكان القرية يعملون بالزراعة وخاصة زراعة الحبوب (القمح) على وجه الخصوص, إضافة لاهتمامهم بتربية الماشية.‏

في القرية عدد لا بأس به من المتعلمين الذين أخذوا على عاتقهم تعليم بعض أبناء القرية في المدرسة التي كانت موجودة بالقرب من قريتهم.‏

طبعاً ونحن نتحدث عن قرية (دير عزيز) لن نتوقف عند الأماكن الآثارية الموجودة فيها, وإلى أي عصر تعود هذه الأماكن الآثرية, لكن نقول إن لهذه القرية تاريخاً حضارياً بعيداً جداً وإن الآثار الموجودة فيها تدل على ذلك ولا نريد الدخول هنا إلى بعض المعلومات المغلوطة التي حاول البعض نشرها عن تاريخ الحضارات التي سكنت هذه القرية نتيجة الآثار الموجودة, لأن الحقيقة كما قلنا غير ذلك وتم تصويب تلك المعلومات في حينه.. لكن نقول إن سكان القرية من أبناء عشيرتي الذياب وبني خالد هم متحابون تجمعهم الجيرة والقربى والنسب التي تؤلف بين الناس, عاداتهم وتقاليدهم واحدة إن في الأفراح أو الأتراح..‏

أهالي (دير عزيز) قدموا الشهداء والجرحى نتيجة المواجهة التي حصلت مع العدو الصهيوني أثناء حرب 1967, فكانوا مثال الأبطال المدافعين عن أرضهم, لكن الغطرسة الصهيونية اضطرت سكان (دير عزيز) كما باقي غالبية قرى الجولان إلى الهجرة بل لنقل طردوا من أرضهم إلى قرى محافظة درعا, تماماً كما حصل لسكان فيق والعال.. وقرى أخرى, أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على إرغام السكان مغادرة قريتهم قسراً, ناهيك أن قوات الاحتلال قتلت من قتلت وسجنت من سجنت.. لكن كل ذلك لن يحول دون إصرار أهالي الجولان الحبيب على استعادة أرضهم كاملة دون نقصان أي شبر من هذه الأرض.‏

أهالي (دير عزيز) طيبون, متحابون عرفنا الكثير منهم, أهل أعزاء كرماء يأبون الضيم, غالبيتهم اليوم مثقفون لأن الغربة عن الأرض دفعت بالجميع إلى إرسال أولادهم إلى التعليم الذي نستطيع من خلاله مواجهة كل التحديات..‏

هم يتوقون لليوم الذي تعود فيه قريتهم ومعها كل مدن وقرى الجولان إلى الوطن الأم سورية, لأنهم يجدون في تلك الأرض عزتهم وكرامتهم التي صانها بلدهم عندما تركوا تلك الأرض..‏

كثيرون الذين تحدثوا لنا عن هذه القرية وعن طيبة أهلها, وتأكد لنا ذلك من خلال معرفتنا للعديد من أبنائها الذين كما قلنا تجمعنا بهم صلات عديدة.‏

وقد قال لنا الكثير من أبناء هذه القرية إنهم ينتظرون اليوم الذي يعود به الجولان حراً من قيود الاحتلال ليعودوا إليها ويأكلوا مما يزرعون بأرضها.. لأن كل حبة تراب من تلك الأرض لا تعادل مال الدنيا وماعليها..‏

">asmaeel001@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية