قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة ادعى على الاطرش بجرم نقل انتحاريين وتجهيز ونقل سيارات وأحزمة ناسفة وصواريخ ومتفجرات والاعتداء على الجيش اللبناني في مجدليون وجسر الأولى وإطلاق صواريخ على شمال فلسطين المحتلة وحيازة أسلحة ومتفجرات.
وأصدر قاضي التحقيق العسكري مذكرة وجاهية بتوقيفه استنادا إلى ما جاء في الادعاء عليه وقد قدم وكيله دفوعا شكلية.
في غضون ذلك كشفت مصادر إعلامية لبنانية ان الإرهابي الذي فجر نفسه بسيارة مفخخة في مدينة الهرمل اللبنانية هو سوري الجنسية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من جبهة النصرة الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي قولها إن منفذ الهجوم الانتحاري الاخير في مدينة الهرمل سوري الجنسية ويعرف بلقب ابو عمر الانصاري رافضة كشف اسم الانتحاري الحقيقي.
وقالت الصحيفة: إن المشتبه به الذي تم توقيفه بجريمة التفجير الإرهابي في منطقة الشويفات على علاقة بالانتحاري الذي فجر نفسه داخل سيارة الفان في الشويفات أمس الأول وهما ينتميان إلى صفوف مجموعات تابعة للشيخ الإرهابي الفار من وجه العدالة احمد الاسير.
وكشفت المعلومات الأمنية أن الإرهابي الذي فجر نفسه شوهد يقف أمام محال غولف مارت في خلدة وبقي واقفاً نحو ربع ساعة قبل أن يصعد في سيارة تاكسي يقودها الشيخ السلفي ع0ع وبعد فترة وجيزة من انطلاق السيارة أنزل الشيخ الانتحاري الذي صعد في سيارة فان متجهة إلى الشويفات وبعد دوي صوت انفجار في الشويفات ادعى سائق سيارة الأجرة أنه ارتاب في الرجل وأنزله.
وأشارت المعلومات الأمنية إلى أن الشيخ ع0ع سبق أن سافر غير مرة إلى باكستان فيما لاتزال التحريات جارية لتوقيف الشخص الذي توارى عن الأنظار لافتة إلى أن الشيخ اما تربطه صلة مباشرة بالانتحاري أو أنه يعرف من يقف خلف الأخير لانه تلقى اتصالاً من شخص طلب منه توصيل الانتحاري من خلدة إلى نقطة محددة في الشويفات.
وكان إرهابي انتحاري فجر نفسه بسيارة فان بيضاء اللون قرب محطة الريشاني بالشويفات جنوب بيروت مساء امس ما أدى إلى إصابة سائق الفان وامراة.
من جانب آخر أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع في لبنان عبد الهادي محفوظ أن الوقائع في سورية تشير إلى أن الوضع فيها أفضل حالياً.
وأوضح محفوظ في تصريح أمس أن بعض الدول الخليجية التي تدعم العصابات التكفيرية المسلحة في سورية طلبت من الولايات المتحدة فرصة حتى مؤتمر جنيف2 من أجل تغيير الواقع الميداني على الأرض لمصلحة هذه العصابات مضيفاً ان هذه الدول كانت تتوهم ان تغييراً ما سيحصل في سورية وأن موازين القوى قد تتغير ولكن هذه المسائل لم تحصل بل على العكس فإن القيادة السورية هي في أفضل وضع حالياً ما يعني ان المهلة التي طلبها الخليجيون قد انتهت.
وشدد محفوظ على ان الجيش العربي السوري حقق انتصارات كبيرة في الوضع الميداني واستطاع أن يدحر العصابات الإرهابية المسلحة في العديد من المناطق التي بدأ سكانها يعودون إليها.
تواصل الإدانات للتفجير الإرهابي في الشويفات
من جهة اخرى تواصلت ردود الفعل المستنكرة للاعمال الارهابية التي تستهدف المناطق اللبنانية لاسيما في الهرمل والشويفات حيث اعتبرت الشخصيات اللبنانية ان هذه الاعمال الاجرامية والتخريبية تريد ان تحول الساحة اللبنانية الى مفهوم العرقنة من جهة وضرب وحدة لبنان وترسيخ عامل الفتنة بين الطوائف الامر الذي تستفيد من اسرائيل ومن معها في المنطقة .
عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أشار الى ان «النتائج المترتبة على افعال الارهابيين تطال اللبنانيين جميعا على كافة الصعد، داعيا الجميع الى «الخروج من لعبة التغطية على الجرائم الارهابية، عبر المواقف المواربة التي تضعهم في شراكة مع هؤلاء .
بدوره دعا هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى حشد كل الطاقات والامكانيات لمواجهة التحديات التي تطل علينا تارة بوجه صهيوني وتارة أخرى بوجه تكفيري وأخرى بوجه استكباري مؤكدا ان كل هذه الاطلالات تخبئ وراءها خلفية واحدة وهي استهداف قوة وانتصارات المقاومة.
وقال صفي الدين في تصريح أمس: ان التفجيرات الإرهابية التي حصلت في الضاحية الجنوبية والهرمل والشويفات تثبت بوضوح أن هؤلاء الانتحاريين ومن يرسلهم مجموعة قتلة ومجرمين يستهدفون الاطفال والنساء والعمال والرجال وعموم الناس وهم لا يحملون قضية او أي مشروع سياسي ولا يعبرون عن أي تطلع وتطلعهم فقط هو القتل ورؤيتهم فقط هي الاجرام ولانهم كذلك لن يتمكنوا من تحقيق أي شيء.
من جهته رأى النائب عاصم قانصو أن «ما يجري من تفجيرات وعمليات إرهابية على الساحة اللبنانية سيتراجع، ولكن لن ينقطع لأن هناك بيئة حاضنة للإرهاب»، داعياً إلى «التوقيع على ميثاق وطني لمحاربة الإرهاب»، مطالباً بـ»الحفاظ على الوطن الذي يتقدّم بوحدة أهاليه وليس بوحدة طوائفه.
ودعا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل، اللبنانيين إلى مزيد من التماسك والوحدة والوعي لتفويت الفرصة من أمام المجرمين الذين يحاولون من خلال عملياتهم الإجرامية استدراج لبنان إلى ساحة الفتنة المذهبية القاتلة».
واعتبر المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان أن «الشجب والإدانة والاستنكار كلمات لم يعد لها محل من الإعراب ولا من الصرف، في ظل ثقافة التكفير والقتل والتفجير، وإصرار الذين يجهدون من أجل إيقاع الفتنة وإدخال البلد في غياهب المجهول .
كما ادانت الامانة العامة لمنبر الوحدة الوطنية التفجيرات الإرهابية في لبنان ولاسيما التفجيرين الاخيرين اللذين طالا مدينتي الهرمل والشويفات منبهة من ان التفجيرات التكفيرية الإرهابية بحق المواطنين العزل المؤيدين للخط المقاوم قد أضحت تنذر بعواقب وخيمة على المستوى الوطني.
وبينت الامانة في بيان لها عقب اجتماعها أمس برئاسة سليم الحص رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق: ان هذه التفجيرات الإرهابية تترافق مع صمت سياسي وديني مريب من البعض يتمثل بالاستقالة من المسؤولية الوطنية ومن العمل على تفكيك التخطيط الاجرامي بخطة وطنية جامعة من شأنها تحصين امن المواطن وضمان لقمة عيشه والابقاء على ما تبقىمن هيبة الدولة.
من جهته أدان نائب وزير خارجية البرلمان الدولي للأمن والسلام هيثم ابو سعيد «التفجيرين والعملية الانتحارية في الهرمل والشويفات»، مُعتبراً أن «انكسار مشروع المجموعات المسلحة يعيد خلط الأوراق على المستوى المحلي والدولي».
وحذّر من تمدد تلك المجموعات على الأراضي اللبنانية دون حسيبٍ ولا رقيب، كما حذّر السفير ابو سعيد من القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بشأن إعادة تسليح المعارضة المسلحة في سورية.
واستنكر رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين «التفجيرات الإرهابية المتنقلة في مختلف المناطق اللبنانية، وآخرها في الشويفات»، مؤكداً وجوب مواجهة هذا الخطر المتمثل بالفكر التكفيري الذي لا دين له، ولا يفرّق بين طائفة وأخرى وبات هناك تساؤل حول كيفية وضع حد لهذه الظاهرة».
من جانبها دانت «هيئة التنسيق للقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية الجرائم الارهابية الموصوفة التي نفذتها عصابات جبهة النصرة والتكفير ضد المواطنين الآمنين في مدينة الهرمل في البقاع وعند طريق الحدث الشويفات في ضاحية بيروت الجنوبية، متوجهة بالتعزية لعوائل الشهداء».
واستنكر رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني هذا المستوى من الإرهاب الذي يمارسه متطرفون لا يلتزمون دينا ولا يحترمون حياة الإنسان.
ورأى رئيس تجمع الاصلاح والتقدم خالد الداعوق «ان يد الاجرام امتدت مجددا الى الشويفات والضاحية الجنوبية الابية، فضريبة الدم باهظة ولكن هذا لن يغير من عزيمة المقاومة وسيشد عضدها اكثر وسيزيد من صمود اللبنانيين، والتعالي فوق الجروح في وجه المجرمين الارهابيين.