ما خفي وما غُيّب عن الصورة الإعلامية في الأروقة الدولية، يتولى القلم الصحفي رسمه وتوثيقه، لتحرر الصحف العالمية احصاءات وأرقاماً عن أعداد الإرهابيين والمرتزقة،
ويصوب رصاص الورق أهدافه الى زلات اللسان التي ضج بها مخدع الدبلوماسية الأميركية وخُدعها، وذهبت بالناطقين باسمها للمرافعة عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري واصدار البيانات بأن ما قيل لم يقل وأن الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية لم تتغير..
هنا قد تقوّم الأقلام التحليلية بيان واشنطن.. الاستراتيجة الأميركية تجاه سورية لم تتغير فعلاً هي مستمرة في التخبط والعرج وان كان لما سرب عن تغيرها من حقيقة تعترف بها واشنطن، فهي ما تنقله الصحف الروسية عن عرض أميركي قدم لموسكو تكشف فيه أوراق اللعب كاملة في الجولة القادمة من جنيف الثاني تتستر واشنطن به تحت عباءة اضفاء صبغة اقليمية على المفاوضات القادمة لجنيف الثاني، حيث تدعى روسيا وأميركا والسعودية وتركيا وإيران أيضاً، ليأخذ الملف السوري بعده الحقيقي وترفع البصمات الحقيقية للشركاء في طعن الجسد السوري من خلال دعوة تركيا والسعودية، وان كانت تلك البصمات واضحة بالأدلة والبراهين والاعترافات المتعددة الأشكال والتي وصلت حد الادانة بالفم.. فما تنشره الصحف البريطانية والكندية والأميركية من وثائق وتصريحات وتخوفات لمسؤولين واستخباراتيين عن ارتداد الارهاب الى نحر أوطانه وعودة من بقي من مفخخاتهم الفكرية الى حجورها الأصلية.. كل ذلك يفسر ما يسن ويصدر من قوانين وفتاوى تهدد بفتح السجون على مصاريعها لمن يعود الى بلاده من الإرهابيين الأوروبيين والسعوديين وكل مرتزقة الارض التي صدروها الى سورية.. لتبرع الاقلام بالتهكم: هل سيزج ملوك الإرهاب في الرياض انفسهم بالسجون باعتبارهم الحائزين المرتبة الثانية من حيث اعداد الإرهابيين التي صدروها الى سورية والحائزين المرتبة الأولى من حيث الفكر التكفيري الوهابي الذي لوث العالم بالتطرف؟
عن هذا وأكثر تدور الأحاديث في بلاط صاحبة الجلالة لتهيئ التحليلات وكل أنواع الفنون الصحفية الأرضية لاستقبال الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف، علّ العناوين تتبدل الى أصلها وتخرج الحلول السياسية من استعصاءاتها، ولعل أيضاً من زحف الى موسكو من مرتزقة أميركا القابعة على كرسي المعارضة في جنيف تصله الرسالة الروسية هو الآخر.. لا حوار مع الإرهاب قالتها موسكو.. كما يقولها السوريون كل يوم، فهي الثابت وسط كل المتغيرات التي برعت دمشق في الصمود في وجهها باعتراف اعلامي وصحفي بأن السوية الدبلوماسية والسياسية والميدانية عالية.
لم يستطع مأجوروا الحبر التسرب عبر متانة سورها، وحدها دمشق تفي بالتزاماتها الدولية والتزامها تجاه الشعب السوري، وفي الوقت الذي يعوّم الحديث عن المساعدات الانسانية على سطح التصريحات الدولية، ولا يغوض في جوانبها الفعلية، تقدم الحكومة السورية اجراءاتها الملموسة على ارض الوطن.. يد الإغاثة تمد لمن يحتاج واجواء المصالحة تتوسع.. ليبقى الحل داخل حدود الوطن هو الحل الأوحد.. ويبقى القضاء على الإرهاب وعد لا يفي به إلا الجيش العربي السوري وأخبار الميدان تتحدث عن ذلك.