إن عدم شعور أبطالنا الرياضيون بفرحة إنجازاتهم كان نتيجة منطقية وطبيعية لما يتعرض له وطننا الغالي من مؤامرات تحاول استهداف شعبه وأرضه وعزته والنيل من لحمته الوطنية التي أذهلت العالم , وجاء تأكيداً صريحاً وواضحاً لتماسك صفوفهم ووطنيتهم الخالصة ومشاعرهم النبيلة وحسهم العالي بالمسؤولية اتجاه أنفسهم ووطنهم الذي يتعرض لأبشع المؤامرات الدنيئة وأكبرها والتي كان آخر ثمارها تلك العملية الإرهابية التي استشهد خلالها العديد من شبابنا الأبرياء وأدمت القلوب والعيون .
إن رياضيينا ومنذ بداية المؤامرة عاهدوا الله والوطن وقائده أنهم سيبذلون قصارى جهدهم ليرفعوا علم سورية عالياً في جميع المحافل , العربية منها والآسيوية والدولية ليؤكدوا للعالم بأسره أن سورية بخير ومهما عظمت التحديات عليها ستبقى قبلة العالم وبلد المحبة والسلام والتآخي وقلعة حصينة بشعبها وقيادتها لايمكن لأيادي الإثم والعدوان اختراقها أو النيل منها , وصدقوا فيما عاهدوا الوطن عليه .
ولم يكتف رياضيونا بإنجازاتهم التي جاءت تعبيراً وطنياً خالصاً عن عشقهم لتراب وطنهم ومحبتهم لقائد الوطن وعنوان كبريائه و راعي الرياضة والرياضيين السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد , وإنما توجوها بمقاطعتهم للدورة العربية التي تقام في الدوحة قلب التآمر والتخاذل والجبن رغم أن حظوظهم كانت وفيرة بها , ما سجل إنجازاً جديداً لهم استحقوا عليه الثناء والتقدير وأثبتوا من خلاله أنهم سوريون بحق وواعون لما يحاك لوطنهم من مؤامرات , ومقاومون منذ أن رأت عيونهم النور .
أما فرحة الإنجاز فلن تغيب طويلاً عن قلوبنا جميعاً لأن ثقافتها متجذرة في أذهاننا وعقولنا لكن الوطن هو الأهم لأنه هويتنا وكرامتنا وشرفنا ومستقبل أبناؤنا .