|
ثلاث شمعات إضافية منوعات هذا حال المسرحي محمد شيخ الزور والتشكيلي عبد العزيز علون والموسيقي فاهيه تمزجيان ،إذ يحضر مطلع قصيدة أحمد شوقي السابق في رثاء حافظ إبراهيم من تلقاء نفسه حين الحديث عن أي منهم والبلد لا يزال يعيش هول تفجيرين أجرما بحق دمشق مسيلين على أرضها الطاهرة الدماء الزكية لعشرات الشهداء ومئات الجرحى من عسكريين ومدنيين..وأستميح القارئ عذراً في الجنوح إلى لهجة المشاعر الشخصية فالحزن قد أضيف إلى حزن ..وما هو شخصي منه يتعلق بثلاثة راحلين تربطني بهم علاقة شخصية،وعشرات الشهداء تربطني بهم الأرض الواحدة والوطن الجامع.. التقيت محمد شيخ الزور شخصياً في مطلع التسعينيات أثناء حضوري مهرجان المسرح الخليجي،و كان ضيفاً حتمياً فيه بحكم دوره المحوري في مسرح الشارقة الوطني الذي جعل منه شخصية مسرحية لا يمكن تجاهلها في أي فاعلية تتعلق بالمسرح في دول الخليج،فقد أخرج عدداً من المسرحيات المهمة ،وأسس مسرح الأطفال،وقام بأرشفة المسرح الإماراتي، وهو إنجاز لا يمكن معرفة أهميته إلا لمن يطلع على هذا الأرشيف الضخم الذي أصبح ذاكرة لا غنى عنها للمسرح الإماراتي.وقد سبق لقائي الشخصي به،الذي تلته صداقة وثيقة،معرفتي بدوره الرائد في الحركة المسرحية بمدينته حماه،والمتميز بكثير من الطموح، ومن الجهد الجاد الذي بدأ في الثانية عشرة من عمره موزعاً بين العمل في مهن مختلفة لتوفير احتياجات الحياة،وبين تنمية موهبته المسرحية في فرق الكشافة أولاً،ومن ثم في تأسيس فرقة الفداء المسرحية وهو في الثالثة والعشرين من عمره(1967)،وصولاً إلى إخراج مسرحية (حفلة سمر)عام1991 التي نال عليها الجائزة الأولى في مهرجان الهواة الأول،وفي العام التالي ذهب إلى الشارقة حتى عام2007 حين عاد إلى حماه وكلف بالإشراف على تأسيس المسرح القومي فيها وتم تكريمه من وزارة الثقافة. أما الدكتور عبد العزيز علون فقد عرفته من موقع الدراسة كطالب في كلية الفنون الجميلة حيث كان يقوم بتدريس اللغة الإنكليزية،وضمناً الفن التشكيلي بحكم كونه واحداً من أهم نقاده والباحثين فيه،وكانت جديته كمدرس وباحث وإنسان تفرض علينا مجاراتها رغم ضعف أكثرنا التأسيسي في اللغة الإنكليزية،وقد أتيح لي بعد ذلك العمل معه في عدد من المناسبات الثقافية،ومنها هيئة تحرير مجلة (التشكيلي السوري)،ولن يتسع المجال هنا لتعداد انجازات الدكتور علون الثقافية لكن لابد من الإشارة إلى فيلمه الوثائقي عن الجامع الأموي بدمشق،ومؤلفه المهم الذي حمل عنوان (منعطف الستينيات في تاريخ الفنون الجميلة في سورية). وأحدث الراحلين الباحث الموسيقي فاهيه تمزجيان الذي جمعني معه العمل في التلفزيون،وفي القناة الفضائية السورية خاصة،حيث كنت أحد المتحمسين لبرنامجه التلفزيوني الموسيقي،الذي كان أشبه بالنافذة الثقافية التي أطل منها الجمهور العربي على الموسيقا العالمية،وساهم في الوقت ذاته بتسليط الضوء على الإبداعات والإنجازات الموسيقية في سورية, ولا بد أن صوته الرخيم وحضوره الأنيق سيظل حاضراً في ذاكرة جمهور التلفزيون زمناً طويلاً بعد رحيله. www.facebook.com/saad.alkassem
|