ولم يأت الشعر إلا في سنوات الجامعة وإذا كان إيقاع أسلوب طه حسين في الأيام دافعاً بارزاً من دوافع البداية، كان شعر صلاح عبد الصبور دافع الكتابة الشعرية وخصوصاً بعد أن عرفت أنه تخرج قبلي في قسم اللغة العربية مع رجاء النقاش
وفاروق خورشيد وأحمد كمال زكي وعز الدين اسماعيل وأغلبهم جمع بين الدرس الأدبي والإبداع وكان صلاح عبد الصبور قد نشر ديوانه الأول «الناس في بلادي» في كانون الثاني وألحق به ديوانه الثاني «أقول لكم» والثالث أحلام الفارس القديم وهو آخر ماصدرله من دواوين قبل تخرجي في الجامعة.
ومن الطريف أن أستاذتي سهير القلماوي - رحمها الله- قرأت معنا في السنة النهائية بعض قصائد أحمد عبد المعطي حجازي الذي تعاطفت مع كل ماكتبه عن غربة القروي في مدينة القاهرة و كان تعاطفي شعورياً، لايصل إلى مرحلة الاقتناع العقلي، فقد أحببت القاهرة منذ لقائي الأول بها، وربما كان ذلك لأني ابن مدينة صناعية وكبيرة نسبياً ولست ابن قرية.
وقد حاولت كتابة الشعر أولاً على طريقة النظم القديم وما كان أسهلها فيكفي أن أنظم بيتاً من الأبيات على وزن البحر الطويل أو الكامل أو المتقارب أو المتدارك... الخ
وأنظم المعاني في إطاره، لكن دون مشاعر حقيقية في الأغلب ولذلك تخلصت من كل ماكتبته في الوزن العمودي وتركت نفسي للتفعلية تحملني إلى الآفاق التي توافق هواي وخصوصاً أنني تعلمت التأمل الشعري في الحياة والأحياء من صلاح عبد الصبور، لكني كنت أقاوم رغبتي في الكتابة خوفاً من أن يلهيني الشعر عن المذاكرة، ولأن ما أكتب منه لم يكن يرضي الناقد في داخلي، فقد أدركت أنني مهما كتبت لن أكون الأول في كتابة الشعر وخصوصاً بعد أن تعودت على التفوق وأن أكون أول زملائي ولكني لاأنسىِ قصيدة انفجرت رغماً عني في لحظة إحباط متعددة الأبعاد فوجدت نفسي أكتب:
أرض عفنة
شق جوانبها الجدب
والدود الملعون
من بين جوانبها يبدو
بشما بعد شبع
كانت أرضاً مزدهرة
كانت جنة
حصباها مرجان
وثراها مسك أزفر
نبتت في تربتها أزهار الحكمة
هبطت فيها كلمات الرب
وهبت عيسى ومحمد أزهار السلام.
العربي العدد 614
الظاهر بن جلون: أعيش من مردود كتبي
في مقابلة أجراها معه جمال الغيطاني في أخبار الأدب قال الطاهر بن جلون: اكتشفت أن للحاسوب مزايا لكن فيه خطورة، مرة ضاع في نص بسبب خطأ ارتكبته، لم انعزل عن الناس إنني في حاجة إلى التواصل مع الآخرين يومياً، أكتب أثناء السفر، إنني أعيش من إيراد كتبي المترجمة إلى العديد من لغات العالم، عدا اللغة العربية التي يتم قرصنة كتبي ونشرها دون حقوق منذ سنوات، هذا مؤسف.
وعن الإبداع العربي الحديث قال: يجب أن نتحدث عن العمل الممتاز الذي يقوم به فاروق مردم بك في دار أكت سود، هو الذي قدم الأدب العربي بجدية كبيرة حاول منذ فترة مبكرة طبعاً كان حصول محفوظ على نوبل خطوة كبيرة، فرنسا تهتم بالأدب العربي وترجمته، الآن يتصاعد الاهتمام في إيطاليا وألمانيا، الجمهور هنا يقرأ كثيراً والأدب العربي يعتبر باباً مفتوحاً للخيال المطلق بالنسبة إليهم يتكلمون عن ألف ليلة وليلة التي اعتبرها نموذجاً قديماً، أنا درست ألف ليلة في جامعة نيويورك ومدريد، هذا الكتاب كان ثرياً كان نقطة انطلاق للرواية الحديثة لكن يجب ألا يتم التوقف عنده.
أخبار الأدب
عدد 859