في الخريف الماضي سمت مجلة «ببليشر ويكلي» الكتب المئة الافضل لعام 2009،
لكن كم كاتبة أنثى كانت في قائمة الكتب العشرة الاوائل ؟ الجواب ولا واحدة . كم عدد الكاتبات في قائمة الكتاب المئة ؟ الجواب 29.
تمنيت لو كنت صدمت او على الأقل تفاجأت .لم يحصل لي أي شيء من هذا، لأنني كأنثى اتفهم التحامل على المرأة والانحياز للرجل . في مرحلة المدرسة اعتدنا على دراسة اشخاص من الجنس الاخر وكتاب رجال ايضا لذا يبدو لي اذا اردت أن تكون كاتبا مهما، فيجب أن تكون رجلا واذا كنت أنثى فتصرفي كالرجال . لم يرشدني أحد لهذه النصيحة، لكن اثناء الدراسة طلب مني تقديس تشيخوف وتشيفير وفيتزجيرالد وهمنغواي وكارفر وماركيوس واسماء اخرى كثيرة. كأن هذا هو العرف السائد، حيث اختيار النساء يمثل تنازلا ومرتبة أدنى . وفي منتصف شبابي ،تمكنت الكاتبة المرموقة «أي أني برولكس» من نيل جائزة بليتزر وهي جائزة الكتاب الوطنية،لكن كأن ثمة خدعة في الامر . فالحقيقة أن برولكس كانت تكتب عن الرجل،وكأن اسلوبها كاسلوب الرجال. بالنسبة لي بدأت الكتابة عن المرأة وبعيدا عن الرجل.وعندما بدأت عملي كشاعرة،قيل لي مرارا أن اكف عن الكتابة حول الامومة لأن ذلك قد يعطي أنطباعاً بأن كتابتي ضعيفة لكنني لم استمع لنصائحهم.
لكن عندما اصبح اسمي معروفا في هذا المجال، واخترت احرف «أن أي بود» في ثلاثية «أي احد» التي تدور حول الشباب ، كأن عليَّ أن اختار بين أن اكون رجلا او امرأة، فلاح في ذهني دراساتي والنصائح التي قدمت لي في الماضي فاخترت الرجل. وكان للثلاثية نجاح ملموس، وكان لي اسم في الصحف مثل بيل كلينتون و ديفيد سيدارس .لقد كنت واحدا من الصبيان .
اتفهم قائمة ويكلي الذكورية بأن النساء يكتبن فقط ثلث الكتب المنشورة، وأن أسماءهن لا تساعد على تسويق الكتب، وهو ما يتوافق مع احصائيات جائزة بليتزر، حيث لم تحصل في السنوات الثلاثين الماضية سوى 11 كاتبة على هذه الجائزة . كما كأن هناك 36كاتبة فقط بين أفضل 100 كاتب أعلنت عنها جائزة الامازون للعام 2009 .
عند سؤاله عن المعايير المعتمدة لاختيار الكتب البارزة هذا العام، اجاب رئيس تحرير مجلة ببليشر ويكلي بأنه كان هناك تجنب تام للكتب السياسية، ولعل هذا ما يفسر الحضور المعقول للمرأة في القائمة. لكن ما هي القوالب التي أنتجت هذه القواعد، والتي تعرضت في السنوات الماضية لكثير من التغييرات والتطورات .
والواقع أنني غالبا ما اسمع الناس يبدون صدمتهم ازاء كتاب ألفه رجل ونجح في تتبع المشاعر الذكية والشريفة حول الضعف الانساني. لكن النساء اللاتي يفترض أنهن خبيرات بالمشاعر، لم اسمع أبدا من يبدي استغرابه ازاء كتاب ألفته امرأة يعنى بالعمق السيكولوجي .
الطريف والممتع في قائمة ببليشر ويكلي أن الكتب لم يكن مؤلفوها رجالاً وحسب،بل غالبية مواضيعها كانت ذكورية أيضا. في الواقع ، لمعت القائمة مثل عرض الشرائح للحقل الذي حاولت تغطيته في أطروحة تخرجي عندما كتبت عن كل الاشياء كالحرب الرجالية والصبيانية والمغامرة .
الكاتبة جوليا جوردن ارشدتني الى دراسة حديثة قامت بها حول ادراك الكتاب الذكور والاناث، وتشير الدراسة الى أن الرواية ببطل أنثوي كأنت أقل قيمة في القراءات المستعجلة. تقول جوردان : إن الرواية نفسها التي تكون بطلتها أنثى كان القراء يقدرونها عاليا عند معرفتهم أن كاتبها ذكر. في الواقع ،احد اسئلة الاستبيان العشوائي كانت حول حب الشخصيات والشخصية الأنثوية نفسها، والسطور نفسها، وأرقام الصفحات نفسها، عندما يكتبها رجل تصبح محببة وعندما تكتبها أنثى تصبح غير محببة.
كيف نقضي على هذا التحامل ؟ يجب أن نقر بوجود هذا التحامل ، حيث التمييز في منح الجوائز العليا للمرأة تم تجاهله بشكل كبير، وهو ما يجب التوقف عنده. فالأمل لا يجب أن يخبو ابدا رغم النتائج المتواضعة في العام المنصرم والذي ذهبت خلاله جائزة بليتزر للنثر للكاتبة اليزابيث ستروت التي كتبت عن المرأة.
ما المعايير المعتمدة لتحديد الكتب الافضل ؟ الجواب دائماً غير موضوعي وأنا لست حكما ادبيا، لكن الرسالة التي وصلتني من قائمة هذا العام كانت مألوفة مع أنها مؤلمة. وقد دفعتني أن أقول لطلابي ( الجيل القادم من الكتاب) بأن الرجال في الصف لديهم فرصة مضاعفة بالنسبة للنساء . سوف اقدم الاحصائيات واوضح أن صناعة الكتابة الرائجة تقوم على التمييز على أساس الجنس. وسأعترف لبنات جنسي بأننا أخفقنا، لكن ليس عليهن أن يستسلمن لمصير يشبه مصيرنا.