تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تواطــــؤ دولــــــي

لومانيتيه
ترجمة
الأثنين 12-1-2009م
ترجمة: مها محفوض محمد

المذبحة، ما من غيرها كلمة لوصف ما يحدث في غزة تلك المدينة التي تركز فيها أكبر تجمع سكاني في العالم نسبة إلى مساحتها.

إن الصور المنقولة إلينا عبر شاشات التلفزة العربية تقطع أنفاسنا، تصعقنا وتجعل كل كلماتنا جوفاء لا معنى لها بل بذيئة وقحة إذا ما حاولنا أن نقول شيئاً أو نجد حججاً لما تراه أعيننا على هذه الشاشات الوسيطة، قتل ودمار شعب تعداده مليون ونصف المليون شخص حوصر بأطفاله ونسائه حصاراً شرساً لا يصله إلا القليل من المؤونة عبر معابر مصر، هذا الحصار ليس فقط من قبل «إسرائيل» بل من غيرها ممن نسميهم المجموعة الدولية التي أنكرت على حماس انتخاباتها وعلى الشعب الفلسطيني خياره الديمقراطي ولم يكن خيار شعب غزة فقط بل الضفة الغربية أيضاً وكان ذلك من أسوأ المبررات التي ساقتها «إسرائيل» لحصار غزة، وبعد عملية التجويع هذه ظنت «إسرائيل» أنها قادرة على إعادة تأهيل الشعب الفلسطيني وإقناعه بل فرض خيار جديد عليه يتوافق مع مصلحة الدولة اليهودية، ولكن ما حصل هو عكس ماكنا ننتظر ومايحصل الآن هو تحديد القوى المتواجهة بوضوح، فمن جهة «إسرائيل» المدعومة علانية من قبل الأنظمة العربية والولايات المتحدة الأميركية أيضاً من الاتحاد الأوروبي الذي لم يسبق له أن وقف موقفاً كهذا من قبل «فهو يدين العنف من الطرفين» ويبدي رغبته التامة بتقديم المساعدات الإنسانية، فلسطينيو غزة لا ينتظرون هذه المساعدات الإنسانية هم بحاجة إلى موقف سياسي دولي واضح وجاهز لاحترام الحق الدولي وتطبيقه بشتى الوسائل ،كما ادعوا أنهم جاهزون لتأديته في العراق وفي يوغسلافيا السابقة، ومن الجهة الأخرى الشعب الفلسطيني وشعوب البلدان العربية الذين نزلوا بقوة إلى الشوارع لدعم إخوانهم الفلسطينيين في غزة أيضاً عشرات الألوف في أنحاء العالم تحركوا ليعبروا عن معارضتهم ضد الوحشية الإسرائيلية، أما نحن وبالنزول إلى أسفل درجات الخسة والنذالة نكتشف أن كل هؤلاء الضحايا هم أداة انتخابية في «إسرائيل»، فخلال شهرين قادمين سينتخب الإسرئيليون برلماناً جديداً وستعلق الانتخابات سقوط حزب العمال الذي يقوده إيهود باراك وزير الدفاع، إذاً مئات القتلى في غزة يعادلها كسب 30 ألف صوت إضافي لباراك ، هذا ما ينصحه به مستشاروه.‏

باراك مهووس بالعنف وامتلاكه للقوة جعله ينتشي بها وينسيه أن هكذا توغل عسكري سيؤدي به إلى فشل انتخابي كبير، أما الرئيس ساركوزي الذي يحب الكلام الكثير والذي يتباهى بأنه يستطيع حل مشكلات جورجيا وينبري للحديث عنها كل يومين أو ثلاثة يصبح فجأة عاجزاً أمام تسيبي ليفني ويتحلى بكامل اللطافة والظرافة عند لقائها, هو شجاع لكنه لم يتجاسر إلى حد مجابهة «إسرائيل» ووزيرة خارجيتها التي كان جوابها مهيناَ ومخزياً عندماطلبت منها فرنسا هدنة لمدة 48 ساعة وردت إنه لا توجد أزمة إنسانية في غزة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية