تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أدب النصيحة..هــــــذه الزراعـــــــة

آراء
الأثنين 12-1-2009م
أكرم شريم

كان يعرف أن الإنسان حين يكبر في السن يصير يعيش الماضي أكثر

مما يعيش في الحاضر.‏

لهذا كان يصر على أن يعيش في الحاضر حتى لا يكبر في السن! ولكن التلفت‏

إلى الماضي في هذا العمر (الزائد) كما يسميه عادة، صار سمة عنده وعند‏

أقرانه وقريناته من أهل السبعينيات، وقد لاحظ وهو في هذا العمر المديد أن التلفت‏

إلى الماضي أكثر ما يكون، إنما يكون باتجاه مواقف النجاح في حياته، وليس العكس،‏

ربما لأن الإنسان بطبيعته لا يعترف بأن له إصبعاً في الفشل، وإنما هناك أسباب‏

وعوامل وظروف،أما في النجاح فإن اصبعه كبير في ذلك! وخاصة أن ذكريات‏

ومواقف ولحظات النجاح لها طعم حلو مثل السكر..ويستطيع أن يستعيد هذه‏

الذكريات ويستزيد من هذا الطعم الحلو متى شاء، ومهما نفر منه مستمعوه، لهذا فإن‏

هذه الأحداث الحلوة كانت تطغى عليه، وعلى ذاكرته باستمرار.‏

الأمر الذي يجعله يعيش شباباً ناجحاً في السبعين، وهو لا ينكر أنه كان من محبي‏

النجاح ومشجعيه لكل من حوله من الأقربين إلى الأصدقاء والزملاء، ولعل هذا ما‏

كان يحرضه على الدعاية للنجاح بقوله الشهير: ما دمنا نحب النجاح فعلينا أن‏

نتعلم كيف نزرعه وكيف نعلم الآخرين زراعته! وهو الذي كان يكرر ويعيد أن‏

الفشل يربط بينما النجاح يفكك..والنجاح في نهاية المشوار ومهما كان صعباً‏

وشاقاً هذا المشوار فإنه كفيل أن ينسيك كل ما عانيته من أجله، وذلك كالسحر..‏

وكأنها (مسحة رسول)! والنجاح فوق ذلك يحرر ويقوي ويكبر ويطير صاحبه‏

بمرح وتألق في نظرنا وكأنه السوبرمان.‏

أما الثمن الصعب الذي يتحدث عنه بعضنا وهو أن الرجل الذي يحقق النجاح في‏

عمله أوحياته قد يصير له أعداء، وقد يحاربونه، أو قد يزداد الاعتماد عليه في عمله،‏

ويقصدونه باستمرار لحل مشكلاتهم، ويوكلون إليه أصعب الأمور،ويكلفونه بكل ما‏

يرونه معقداً ويحتاج إلى جهد ووقت زائدين، فإن كل ذلك إنما هو من أسباب النجاح‏

الذي يتعين أن يحافظ عليه! وقد يكون زيادة في الثقة بهذا الإنسان الناجح، أما‏

كثرة العمل أو صعوبته فهي من أهم عوامل هذا النجاح وإلا فكيف نصل إليه دون‏

ذلك؟ وكيف يسمو الإنسان الناجح صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً أم امرأة دون هذه‏

العوامل؟ من هنا كانت النصيحة أن النجاح يرتفع بصاحبه عن كل الصغائر في‏

الأعمال والأقوال وهو عند الناجحين ونتمنى أن نكون منهم، مثل الحب..شفاء‏

لكل الأدواء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية