تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سماء غزة نجوم انتصار

آراء
الأثنين 12-1-2009م
محمود شيخ عيسى

لماذا يصر الليل أيتها الأميرة الشاحبة أن يتحدى ضحاك المغمس بأرجوان البطولة؟.

شقائق النعمان فيك نفحة من نفحات شهدائك الأبرار فتحت كتاب الله وقرأت به آية رائعة طالما شغفت بها «ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون».‏

وأنت يا غزة الإباء اليعربي الخالص رزقت نعمى مابعدها نعمى ألم يلد ثراك الطاهر أولئك الفرسان الميامين الذين اتحدت أرواحهم بكل ذرة من ذراته معلنين ولادة شفق الحرية مخضباً بدماء الأحرار وقد حفظـوا ومازالوا يرددون قول الشاعر:‏

ولايبني الممالك كالضحايا ولايدني الحقوق ولايحقُّ‏

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق‏

إنها من الدماء تدفقت لأنها تؤمن أن ثراك صاد، لكن رضوان الله جعلها أنهاراً من لبن وخمرة لذة للشاربين، وهذه هي حال الأبطال الذين آمنوا بقدسية ترابك وأقسموا أن يذودوا عنه العدو الغاصب.‏

دارت الأرض واضطربت الأجرام السماوية، ولم أكن منتظراً شروق الشمس لأني كنت أظنها منشغلة بحياكة ثوبها الأسود، وظننت أنها حسمت أمرها في ارتدائه حزناً على ضحاياك الذين تناثرت أشلاؤهم هنا وهناك، وكان حجم المفاجأة كبيراً لأن الشمس قد حضرت في الموعد المحدد وقد وضعت على رأسها طرحة الفرح، إنه عرس الرجولة والكرامة والشهادة وأنت يا غزة الإباء وحدك المتوجة فوق عرش الكرامة والعزة والفخار.‏

عصافيرك اليوم تغرد لأن الحرب القائمة بينها وبين غربان الخراب والشؤم والدمار على أشدها، وقد كشرت هذه الحرب عن أنيابها, وأنا مندفع إلى حوض اليقين أسلم جسدي وروحي لأمواجه الدافئة الحانية لأني مؤمن أن النصر حليف عصافيرك البطلة، ففي مدرسة صمودك تلقيت أبجدية التغريد، ومن زغاريد نسائك لدى سقوط كل شهيد جديد تعلمت كيف تنتزع أنغام النصر كيف تفجرها أنهاراً وسط صحارى اليأس.‏

هاهي الزنود الغضة التي عشقت خشونة التراب وأدمنت شظف العيش تعاهد نفسها على حمل البنادق وإذا تعبت الأكتاف من حملها ولن تتعب، وجدت الاستراحة في صنع الصواريخ الموجهة إلى صدور العدو الغاصب، وهاهي الصواريخ تعيد صياغة التاريخ من جديد، لأنها تشبه أطفالك شبهاً كبيراً فقد ولدت كبيرة وستبقى كبيرة.‏

كل حنجرة هتفت باسمك كانت برداً على المحب الصادق في ولائه وانتسابه إلى معدن رجولتك وهو أنفس معادن الأرض قاطبة، وكانت في الوقت نفسه ناراً على أكباد أولئك الأنذال الذين أضمروا لك الشر، واختاروا إغلاق أفواههم خشية إغضاب إسرائيل التي تلوح لهم بالعصا فيرتعدون إشفاقاً على كراسيهم المهزوزة.‏

كل من توجه بالدعاء الصادق لله ليسدد خطاك وأنت ماضية في طريق النصر الآتي، فاتحة صدرك لاستقبال غاره المزهو بك، هو صرخة حق في وجه الظلم والطغيان، وقد رأى الإجرام الصهيوني بأقدر صوره فصدع بالحقيقة وأراد أن يغير الإجرام المنكر بيده فلسانه يده وقلبه وهو أقوى الإيمان.‏

سلام عليك ياغزة يامن أعدت إلى القلب العربي نبض وجوده فعاد إلى الحياة ليخفق حباً بغزة ورجالها ونسائها الصامدين والصامدات، أبطال الكرامة والإباء.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 12/01/2009 00:41

كلام معسول وكلمات حلوه, إنما ماجدوى هكذا أسلوب؟.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية